لما ياسين لما ياسين 10-11-2025
متى يكون سكر الحمل مرتفع

يُطرح سؤال متى يكون سكر الحمل مرتفع كثيرًا بين النساء الحوامل، خصوصًا في الأشهر الوسطى من الحمل. يظهر هذا الاضطراب عندما يعجز الجسم عن استخدام الإنسولين بشكلٍ فعّال، فيرتفع مستوى السكر في الدم. يحصل ذلك بسبب تغيّرات هرمونية طبيعية خلال الحمل، لكنّها قد تتحوّل إلى مشكلة خطيرة إذا لم تُكتشف باكرًا. في هذه المقالة العلمية، نشرح لكِ ما هو الوقت الذي يصبح فيه سكر الحمل مرتفعًا، ولماذا يحدث، وما العوارض التي تدل عليه، وما هي طرق الوقاية والحماية لكِ ولجنينك.

ias

سنبدأ أولًا بتوضيح معنى متى يكون سكر الحمل مرتفع من الناحية الطبية، ثم نشرح الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى ظهوره. بعد ذلك نذكر العوارض الدقيقة التي يجب مراقبتها، وعوارض المضاعفات التي قد تصيب الأمّ والجنين، ونختم بخطة علمية شاملة للوقاية. تستند هذه المعلومات إلى دراسات طبية موثوقة ومنشورة في مجلات علمية مختصّة، لنقدّم لكِ محتوى دقيقًا وسهل الفهم في الوقت نفسه.

ما المقصود بعبارة متى يكون سكر الحمل مرتفع؟

يشير سؤال: متى يكون سكر الحمل مرتفع؟ إلى اللحظة التي تتجاوز فيها نسبة الجلوكوز في الدم الحدود الطبيعية خلال الحمل. يحدّد الأطباء ذلك عبر فحص يُعرف باختبار تحمّل الجلوكوز. عندما تتعدّى النتيجة ‎92‎ ملغ/ديسيلتر في الصوم، أو ‎180‎ بعد ساعة، أو ‎153‎ بعد ساعتين، يُعتبر السكر مرتفعًا بالدم.

يحدث هذا الارتفاع عادة بعد الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل. في هذه المرحلة، تفرز المشيمة هرمونات تُضعف عمل الإنسولين. عند بعض النساء، يعجز البنكرياس عن إنتاج كمية كافية لتعويض النقص، فيرتفع السكر.

  • تشير الأبحاث إلى أنّ واحدة من كل سبع نساء حوامل في العالم قد تصاب بهذا الاضطراب.
  • تزيد احتمالية الإصابة إذا حملت المرأة في عمر متقدّم، أو كان وزنها مرتفعًا قبل الحمل.
  • قد لا تُلاحظ المرأة أي تغيّر واضح، لذلك يُعدّ الفحص المنتظم أساس الوقاية.

تُؤكّد الدراسات أنّ التشخيص المبكر يحمي من المضاعفات. لذلك، يجب أن تُراقَب مستويات السكر في الدم خلال الحمل بدقة، خصوصًا في الأسبوعين 24 إلى 28.

الأسباب والعوامل التي ترفع سكر الحمل

ينشأ داء السكري الحملي بسبب تفاعل هرموني معقّد. تفرز المشيمة موادًا تؤثّر في قدرة الخلايا على استخدام الإنسولين. عندما لا يتمكّن الجسم من مقاومة هذه التغيّرات، يحدث ارتفاع السكر.

من أهم الأسباب والعوامل التي ترفع الخطر:

  • زيادة الوزن قبل الحمل. تؤدي الدهون الزائدة إلى ضعف استجابة الخلايا للإنسولين.
  • التاريخ العائلي. عندما تُصاب الأم أو الأب بالسكري، ترتفع إمكانية ظهور الحال.
  • الحمل السابق بسكر حمل. يزيد خطر تكرار المشكلة في الحمل التالي.
  • متلازمة المبيض المتعدد الكيسات. تؤدي إلى اضطراب الهرمونات، ما يرفع احتمالية الإصابة.
  • قلة النشاط البدني. تقلّ الحركة في الحمل عند بعض النساء، فيتراكم السكر في الدم.

تشير دراسات منشورة في Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism إلى أنّ السيطرة على الوزن قبل الحمل تقلّل الخطر بنسبة ‎40‎٪. كما تبيّن أنّ اتباع نظام غذائي متوازن غنيّ بالألياف، ومعتدل الكربوهيدرات، يحسّن الاستجابة للإنسولين بشكل واضح.

إضافة إلى ذلك، يوصي الأطباء النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي بفحص السكر منذ الأسابيع الأولى للحمل، وليس فقط في منتصفه. بهذه الطريقة يمكن اكتشاف أي ارتفاع باكرًا قبل أن يتفاقم.

العوارض التي تدلّ على ارتفاع سكر الحمل

لا تظهر العوارض دائمًا بوضوح. لذلك يُعتبر الفحص الدوري الطريقة الأدقّ للتشخيص. ومع ذلك، يمكن أن تلاحظ الحامل بعض العلامات.


من أبرزها:

  • العطش الشديد والمستمر. يشعر الجسم بحاجة إلى الماء لتعويض فقدانه بسبب كثرة التبوّل.
  • كثرة التبوّل خلال النهار والليل. لأن الكلى تحاول طرح السكر الزائد.
  • تعب دائم وشعور بالإرهاق. إذ يعجز الجسم عن تحويل السكر إلى طاقة.
  • تشوش في الرؤية أو صداع متكرّر. بسبب تغيّر مستويات الجلوكوز في الدم.
  • زيادة وزن الجنين بشكل غير طبيعي عند التصوير الصوتي.

تؤكد دراسة من American Diabetes Association أنّ مراقبة هذه العوارض مع الفحوص المخبرية تحسّن الكشف المبكر بنسبة 85٪. لذلك، عندما تلاحظ المرأة أي علامة من هذه العلامات، يجب أن تستشير الطبيب فورًا.

كما يجب على الطبيب أن يعيد الفحص أكثر من مرّة في حال وجود شكّ، لأن التغيّر الهرموني خلال الحمل قد يغيّر النتائج من أسبوع إلى آخر. المتابعة الدقيقة تمنع تفاقم الحال وتقلّل المخاطر على الأمّ والجنين.

المضاعفات المحتملة على الأمّ والجنين

عندما يرتفع السكر ولا يُضبط، قد تظهر مضاعفات خطيرة. تشمل هذه المضاعفات الجانبين، أي الأمّ والطفل.

بالنسبة للأمّ:

  • ارتفاع ضغط الدم الحملي.
  • تسمّم الحمل. نتيجة تغيّر الأوعية الدموية.
  • ولادة قيصرية. بسبب زيادة وزن الجنين.
  • احتمال الإصابة لاحقًا بالسكري من النوع الثاني.

وبالنسبة للجنين:

  • زيادة حجم الجنين (Macrosomia). ما يصعّب الولادة الطبيعية.
  • نقص السكر بعد الولادة. لأن البنكرياس عند الجنين يكون قد اعتاد إفراز كميات كبيرة من الإنسولين.
  • مشكلات تنفسية بعد الولادة. بسبب تأخّر نضج الرئتين.
  • احتمال السمنة أو السكري في المستقبل.

تشير دراسة نُشرت في The Lancet Diabetes & Endocrinology إلى أن السيطرة على سكر الحمل عبر الحمية والنشاط تخفّض المضاعفات بنسبة 70٪ تقريبًا. وهذا يؤكد أهمية الفحص والعلاج المبكرين.

كيف تحمين نفسك وجنينك من المضاعفات؟

الوقاية تبدأ قبل الحمل وتستمر خلاله. هناك خطوات واضحة وفعّالة:

  1. اتبعي نظامًا غذائيًا متوازنًا. ركّزي على الخضار، والبقول، والحبوب الكاملة، وقلّلي من السكريات والدهون المشبعة.
  2. مارسي نشاطًا بدنيًا معتدلًا يوميًا. المشي السريع أو السباحة يساعدان على خفض السكر وتحسين الدورة الدموية.
  3. راقبي مستويات السكر بانتظام. استخدمي الجهاز المنزلي أو قومي بالفحوص في العيادة.
  4. تجنّبي الوجبات الكبيرة. قسّمي الطعام إلى وجبات صغيرة متعدّدة.
  5. احصلي على نوم كافٍ. فقلة النوم ترفع الكورتيزول وتزيد مقاومة الإنسولين.
  6. استشيري الطبيب عند أي تغيّر. لا تؤجّلي المواعيد أو الفحوص.

كما أثبتت مراجعة في Diabetes Care أنّ الالتزام بهذه الخطوات يقلّل احتمال ظهور داء السكري الحملي بنسبة ‎60‎٪، حتى لدى النساء المعرّضات للخطر.

تذكّري أنّ الإجابة الدقيقة عن سؤال متى يكون سكر الحمل مرتفع لا تقتصر على رقم فحص واحد، بل تشمل نمط حياتك ونظامك الغذائي ومدى مراقبتك لحالتك. كلّما التزمتِ أكثر، حافظتِ على صحتك وصحة جنينك أكثر.

الخلاصة

في النهاية، يمكن القول إنّ فهم متى يكون سكر الحمل مرتفع يساعد كلّ امرأة على الوقاية من مضاعفاته قبل أن تبدأ. الكشف المبكر، والنظام الغذائي السليم، والنشاط المنتظم، تشكّل معًا درعًا واقيًا للأمّ والجنين. فالحمل مرحلة حساسة تتطلّب وعيًا ومسؤولية صحية عالية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن دور تناول اللوز في الحماية من سكّر الحمل.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ وعي المرأة بعمل جسدها ومعنى ارتفاع السكر يمنحها قوّة حقيقية. عندما تفهم الأمّ كيف تؤثر كل لقمة وطريقة نومها في صحة طفلها، تُصبح أكثر قدرة على اتخاذ قرارات ذكية. لذلك، أنصح كل حامل بأن تعتبر فحص السكر روتينًا أساسيًا، وأن تتعامل مع غذائها كدواء، ومع الحركة كوقاية، ومع المعرفة كأقوى سلاح لحماية نفسها وجنينها.

الحمل الحمل الآمن الحمل الصحي سكر الحمل سكري الحمل سلامة الحامل صحة الحامل مشاكل الحمل

مقالات ذات صلة

امرأة حامل تمشي
رشاقة الحامل المشي في الاسبوع 33 من الحمل: إليكِ فوائده الصحية لكِ ولجنينكِ!
كل ما ترغبين في معرفته
امرأة في شهور الحمل الأخيرة
صحة الحامل هل تقل حركة الجنين في الشهر التاسع​: إليكِ ما ترغبين في معرفته!
لن تقلقي بعد اليوم
امرأة حامل في حقل القمح
الجنين كثرة حركة الجنين في الشهر السادس​: كلّ ما ترغبين في معرفته عن هذا الشهر من الحمل!
كل ما تريدين أن تعرفيه
امرأة عند الطبيبة النسائية
اعراض الحمل اعراض الحمل الاسبوع الثاني: ستتمكنين من اكتشافها بسهولة!
أعراض أوّلية
ألم المبايض من أعراض الحمل
الصحة لا تتجاهلي هذا الشعور: ألم المبايض من أعراض الحمل أم إنذار مبكر لخطر آخر؟
الإجابة العلمية الدقيقة..
صورة بالموجات فوق الصوتية للجنين
صحة الحامل هل يتحرك الجنين في الشهر الثاني​: إليكِ الإجابة الدّقيقة بحسب الدّراسات!
تطوّرات حملكِ الشهريّة
تحليل سلبي للحمل
مشاكل الحمل ماجتني الدوره ومافي اعراض حمل​: إليكِ أسباب تأخر الدورة الشهرية!
كل ما تريدين معرفته
تأخر التبويض
التبويض التبويض المتأخر متى يبان الحمل​
كل ما تريدين معرفته
امرأة تشرح للطبيبة ألم المعدة
اعراض الحمل هل الم المعدة من اعراض الحمل​: إليكِ الأعراض الأقلّ شيوعًا للحمل!
أعراض الحمل الأقلّ شيوعًا
امرأة حامل تحمل مكمل اوميغا 3
صحة الحامل متى يؤخذ اوميغا 3 للحامل​: عنصر يُظهر قوّته في تحصين جنينكِ!
اليك التفاصيل
امرأة حامل تبكي
صحة الحامل هل البكاء يؤثر على الجنين​: دراسات جديدة تحسم الأمر!
ما أثبتته الدراسات
امرأة حامل تنظر إلى بطنها
الأسبوع الخامس عشر هل يتحرك الجنين في الأسبوع 15​: معلومات تعرفينها لأوّل مرّة!
تطورات الحمل الأسبوعية

تابعينا على