هل ألم المبايض من أعراض الحمل؟ بعد تأخّر الدورة أو عند الشعور بوخز غريب أسفل البطن، قد يتبادر هذا السؤال في ذهنكِ. فهل ما تشعرين به طبيعي؟ هل هو إشارة إلى بداية الحمل، أم أنه قد يخفي خلفه حالة طبية مقلقة؟. ما يجعل الموضوع معقدًا هو أن المبيضين يتفاعلان مع كل تغيّر هرموني، سواء في بداية الحمل أو خلال أي اضطراب آخر.
من هنا، يهدف هذا المقال إلى توضيح الفرق بين الألم الطبيعي الذي قد يدلّ على الحمل، وبين ذلك الذي يتطلّب تدخلًا طبيًا سريعًا. سنبدأ بتعريف هذا الألم، ثم نستعرض أسبابه المحتملة، ونوضح الفروقات الدقيقة، ثم ننتقل إلى علامات الخطر، ونختم بتوصيات علمية مفيدة للوقاية والمتابعة.
ما هو ألم المبايض وكيف تشعرين به؟
في البداية، من المهم أن نوضح أن ألم المبايض من أعراض الحمل وقد يظهر في شكل انقباضات خفيفة، أو وخز في أحد جانبي أسفل البطن. قد يكون الألم متقطّعًا، أو يستمر لفترة قصيرة. في بعض الحالات، تشعر المرأة بثقل خفيف في منطقة الحوض، أو بحرارة داخلية لا تُلاحظ خارجيًا.

غالبًا ما يُشبه هذا الألم ألم التبويض أو الدورة الشهرية، مما يجعل التمييز صعبًا. لكن المهم هو مراقبة السياق: هل هناك تأخر في الدورة؟ أم هناك عوارض أخرى مثل الغثيان الصباحي أو تغيرات الثدي؟. هذه التفاصيل تُساعد على فهم طبيعة الألم بدقة.
هل ألم المبايض من عوارض الحمل فعلًا؟
نعم، في حالات كثيرة، ألم المبايض من أعراض الحمل، تحديدًا في بدايته. بعد حدوث الإخصاب، تبدأ الهرمونات بالتغيّر السريع، وخصوصًا هرمون البروجسترون. هذا التغيّر يؤثر على المبايض ويُسبب شعورًا بالألم أو الانزعاج في المنطقة المحيطة.
بحسب دراسة نُشرت في Journal of Obstetrics and Gynecology عام 2020، فإن ما يقارب 25% من النساء الحوامل في الأشهر الأولى يُبلّغن عن ألم في أحد الجانبين أو كليهما. هذا الألم غالبًا لا يكون مقلقًا إذا لم يُرافقه نزيف، أو حرارة، أو ضعف عام.
وبشكل عام، عندما يكون الألم خفيفًا، ومتزامنًا مع عوارض الحمل الأخرى مثل التعب أو زيادة التبول، فإنه يُعتبر طبيعيًا.
متى لا يكون هذا الألم طبيعيًا؟
رغم أن ألم المبايض من أعراض الحمل في بعض الحالات، إلا أنه قد يكون إنذارًا مبكرًا لمشكلة صحية. لذلك، من الضروري الحذر إذا:

- كان الألم شديدًا لا يهدأ مع الراحة.
- ترافق الألم مع نزيف أو إفرازات غير طبيعية.
- شعرتِ بدوخة، أو تسارع في نبضات القلب.
- كان الألم يزداد مع الوقت بدل أن يخف.
في هذه الحالات، قد نكون أمام مشاكل مثل الحمل خارج الرحم، أو تكوّن كيس مبيضي، أو حتى التواء المبيض. هذه الحالات قد تتطلب تدخلًا جراحيًا سريعًا إذا لم تُعالج في وقت مبكر.
بحسب الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، فإن الحمل خارج الرحم يُسبب ألمًا حادًا في جانب واحد من الحوض، ويُمكن أن يُهدد حياة الأم إذا لم يُشخّص سريعًا.
أسباب أخرى غير الحمل وراء ألم المبايض
من المهم أن تعرفي أن ليس كل ألم في المبايض يعني الحمل. هناك أسباب عديدة أخرى قد تؤدي إلى الشعور بهذا الألم، منها:
- التبويض: عند خروج البويضة من المبيض، قد تشعرين بوخز خفيف يُسمى “ألم منتصف الدورة”.
- تكيس المبايض: وجود أكياس صغيرة غير سرطانية يُسبب ألمًا متكرّرًا، أحيانًا مع انتفاخ أو عدم انتظام الدورة.
- الالتهابات: التهابات الحوض أو الرحم قد تُسبب ألمًا مزمنًا في المبيضين.
- الأورام الليفية أو الخراجات: نادرًا، لكنها ممكنة، وتؤدي إلى ضغط وألم في المنطقة السفلى من البطن.
لذلك، لا بد من استشارة الطبيب وإجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية إذا تكرر الألم أو كان غير معتاد.
متى تزورين الطبيب؟ وما الفحوصات اللازمة؟
إذا شعرتِ أن الألم غير معتاد أو يُسبب لكِ القلق، من الأفضل زيارة طبيبة النساء فورًا. بعض الفحوصات التي قد تُطلب تشمل:

- تصوير السونار للبطن أو الحوض للكشف عن أكياس أو حمل خارج الرحم.
- اختبار الحمل للتأكّد من وجود حمل فعلي.
- تحاليل دم لقياس نسبة هرمون الحمل (hCG).
- فحص بدني شامل للتأكد من حالة الرحم والمبايض.
التشخيص المبكر هو المفتاح. فالكثير من الحالات يُمكن علاجها ببساطة إذا تم التعرف إليها في الوقت المناسب، في حين أن تجاهلها قد يُعرضكِ لمضاعفات خطيرة.
الخلاصة
في النهاية، يتضح لنا أن ألم المبايض من أعراض الحمل في كثير من الحالات، لكنه ليس علامة حصرية على وجود حمل. فهناك طيف واسع من الأسباب المحتملة لهذا الشعور، بعضها طبيعي، وبعضها الآخر قد يُنذر بوجود مشكلة صحية. الفرق يكمن في مراقبة العوارض المصاحبة، ومدى شدّة الألم، ومدة استمراره.
لذلك، من الضروري عدم التسرّع في تفسير الألم، وعدم تجاهله في حال استمر أو اشتدّ. راقبي جسمكِ، وكوني على دراية بالإشارات التي يُرسلها لكِ، ولا تترددي في استشارة الطبيب. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ متى تبدأ أعراض الحمل بعد تأخر الدورة؟
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتقد أن التوعية في هذا الموضوع بالذات أساسية لكل امرأة. خصوصًا في بداية الزواج أو عند التخطيط للحمل. الكثيرات منّا قد يتجاهلن ألم المبايض، أو يظننه عرضًا عابرًا، لكن الجسم لا يُرسل إشاراته عبثًا. الإصغاء إلى هذه الإشارات، ومتابعتها بوعي، يمنح المرأة قوة في التحكم بصحتها الإنجابية. أنصح كل امرأة بالاهتمام بهذه التفاصيل، وعدم التردّد أبدًا في استشارة الطبيبة، فالصحة تبدأ بالانتباه لما نظنه بسيطًا.