لما ياسين لما ياسين 07-11-2025
عادات سيئة في حياتنا

تؤثّر ممارسة عادات سيئة في حياتنا على طاقتنا، ومزاجنا، واستقرارنا النفسي من دون أن نلاحظ ذلك. نمارسها يوميًا من دون وعي، فتبدأ بالتسلّل إلى تفاصيلنا الصغيرة، وتُضعف قدرتنا على الاستمتاع بالحياة. ومع الوقت، تسرق منّا السعادة خطوة بعد أخرى، حتى نصبح أقلّ حماسة وأقلّ راحة. تشير دراسات علم النفس الحديثة في جامعة هارفارد إلى أنّ 40% من مشاعر السعادة تحدّدها عاداتنا اليومية لا الظروف المحيطة بنا. ما يعني أنّنا نملك القدرة على استعادتها فقط بتغيير سلوكياتنا.

ias

ولذلك، سنتناول في هذا المقال خمس عادات سيئة في حياتنا تسرق السعادة بصمت، وسنوضّح تأثير كلّ عادة على الدماغ والجسد، استنادًا إلى دراسات علميّة موثوقة. كما سنقدّم في الختام خطوات بسيطة تساعدكِ على التحرّر منها واستعادة توازنكِ النفسي.

المقارنة الدائمة بالآخرين

تدمّر عادة المقارنة الذاتية الشعور بالرضا الداخلي. عندما تقارنين نفسكِ بالآخرين، ينخفض مستوى هرمون السيروتونين المسؤول عن الإحساس بالرضا، بحسب دراسات نشرتها جامعة ستانفورد. ومع كلّ مقارنة، يزداد النشاط في منطقة القشرة الجبهية للدماغ، وهي المنطقة المرتبطة بالشعور بالقلق والتفكير الزائد.

  • تقلّ الثقة بالنفس تدريجيًا.
  • ترتفع مستويات التوتّر والغيرة.
  • تتشوّه الصورة الذهنية عن الذات.

إضافةً إلى ذلك، تخلق المقارنة شعورًا بالحرمان المستمرّ. فالعقل لا يرى سوى ما ينقصه، لا ما يملكه. ومن هنا، يُنصح بالتركيز على التقدّم الشخصي بدلًا من المنافسة الاجتماعية. تساعد كتابة إنجاز صغير يوميًا على إعادة برمجة الدماغ نحو التقدير الذاتي، بحسب أبحاث Positive Psychology Center في جامعة بنسلفانيا.

تأجيل الراحة والعيش في دوّامة الانشغال

تسرق عادة الانشغال الدائم القدرة على الاستمتاع باللحظة. يعتقد كثيرون أنّ السعادة تأتي بعد تحقيق الأهداف، لكنّ علم الأعصاب يُظهر العكس. فقد بيّنت دراسة في مجلة Neuroscience أنّ الدماغ يحتاج فترات استراحة قصيرة ليعيد تنظيم الأفكار وتحفيز الإبداع.

  • يرهق الجسد من دون فترات استشفاء كافية.
  • يضعف التركيز تدريجيًا.
  • تزداد عوارض القلق والأرق.

ومن الملاحظ أنّ النساء العاملات أكثر عرضة لهذه العادة بسبب تعدّد الأدوار بين العمل والمنزل. لذلك، يُفضَّل وضع فترات قصيرة من الراحة خلال اليوم، حتى لو لخمس دقائق فقط. هذا التوقّف القصير يعيد للدماغ نشاطه، ويرفع مستوى الدوبامين المرتبط بالتحفيز.

وبحسب دراسات American Psychological Association، يساهم التوازن بين الجهد والراحة في مضاعفة الشعور بالسعادة بنسبة 20%. لذا، لا تهملي حاجتكِ إلى الراحة، فالسعادة لا تنتظر نهاية الأسبوع، بل تبدأ من لحظات صغيرة داخل يومكِ.

إهمال العلاقات الاجتماعية

تُعتبر العلاقات الإنسانية من أقوى مصادر السعادة. لكنّ كثيرين يقعون في فخّ العزلة بحجّة الانشغال أو الخوف من الخذلان. تُظهر أبحاث جامعة هارفارد الممتدة لأكثر من 75 عامًا أنّ جودة العلاقات لا الثروة أو الشهرة هي ما يحدّد سعادة الإنسان على المدى الطويل.

  • يقلّ دعم الدماغ في مواجهة الضغوط.
  • يضعف جهاز المناعة النفسي.
  • يرتفع خطر الإصابة بالاكتئاب.

التفاعل الاجتماعي يُحفّز إفراز الأوكسيتوسين، وهو الهرمون الذي يعزّز الثقة والطمأنينة. لذلك، يُستحسن تخصيص وقت أسبوعي للتواصل مع الأصدقاء أو العائلة، ولو عبر مكالمة قصيرة. التواصل البشري ليس رفاهية، بل حاجة بيولوجية تُنعش المزاج، وتقلّل من الشعور بالوحدة.

وفي سياق مشابه، تبيّن أنّ الأشخاص الذين يملكون شبكة اجتماعية قوية يعيشون عمرًا أطول بمتوسط سبع سنوات مقارنة بغيرهم، وفق Harvard Study of Adult Development. لذا، أعيدي بناء روابطكِ العاطفية، وامنحي علاقاتكِ الوقت الذي تستحقّه.

التفكير السلبي وتضخيم المشاكل

تُعدّ هذه من أكثر عادات سيئة في حياتنا انتشارًا. إذ يعمل الدماغ البشري تلقائيًا على تضخيم الأحداث السلبية أكثر من الإيجابية، وهي ظاهرة تُعرف باسم Negativity Bias. هذا الميل الطبيعي يؤدي إلى استنزاف المشاعر ويُبقي الإنسان في حالة توتّر مستمرّ.

  • تتراجع جودة النوم بسبب القلق الليلي.
  • تتراجع الإنتاجية في العمل.
  • يضعف الجهاز المناعي.

وللتعامل مع هذه العادة، تُنصح تقنية “إعادة التقييم المعرفي” (Cognitive Reappraisal) التي تساعد على رؤية الموقف من زاوية مختلفة. فعندما تُدرّبين عقلكِ على ملاحظة الإيجابيات، يبدأ الدماغ بإفراز الإندورفين الذي يخفّف التوتّر ويزيد الإحساس بالرضا.

كما تشير دراسة نُشرت في Journal of Behavioral Medicine إلى أنّ كتابة ثلاثة أمور ممتنة لها يوميًا كفيلة بتقليل مستويات القلق بنسبة 23% بعد شهر واحد فقط. فالتفكير الإيجابي ليس إنكارًا للواقع، بل إعادة توازن للرؤية الذهنية.

قلّة النوم وتجاهل الإشارات الجسدية

يُعدّ النوم الجيد من أهمّ مفاتيح السعادة النفسية. ومع ذلك، تُظهر الإحصاءات أنّ أكثر من 35% من النساء حول العالم يعانين نقصًا في عدد ساعات النوم، وفق World Sleep Society. قلة النوم لا تُتعب الجسد فحسب، بل تُربك العواطف أيضًا.

  • يضعف التحكم في المشاعر.
  • تزداد سرعة الغضب والانفعال.
  • تنخفض القدرة على التركيز واتخاذ القرار.

عندما يقلّ النوم، تتراجع فعالية الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين. وهما المسؤولان عن المزاج الإيجابي. كما يرتفع هرمون الكورتيزول الذي يسبب الشعور بالتوتّر. لذلك، يُستحسن النوم بين سبع وثماني ساعات ليلًا، مع تجنّب الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل.

وتؤكّد مؤسّسة النوم الوطنية الأميركية أنّ تحسين جودة النوم يرفع مستوى السعادة اليومية بنسبة 25%. فالنوم ليس كماليّة، بل حاجة عصبية أساسية تضمن توازنكِ النفسي.

الخلاصة

في النهاية، تُظهر الأبحاث بوضوح أنّ أغلب مصادر الشقاء لا تأتي من الخارج، بل تنبع من داخلنا، وتتجذّر في عادات سيئة في حياتنا نمارسها كلّ يوم من دون وعي. لذلك، عندما نُقارن أنفسنا بالآخرين، ثمّ نتعب بلا راحة، وبعدها نهمل علاقاتنا، ونفكّر بطريقة سلبية، ونسهر طويلًا، نفتح المجال تدريجيًا أمام تلك العادات لتسرق سعادتنا بصمت. وهكذا، تتراكم التأثيرات يومًا بعد يوم، فتضعف طاقتنا، وتقلّ راحتنا، ونفقد إحساسنا بالرضا شيئًا فشيئًا. لذلك، يجب أن ننتبه، ونراقب تصرّفاتنا، ونغيّرها قبل أن تتحوّل إلى دائرة مغلقة تسلبنا الهدوء والفرح. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن اعراض التعب النفسي​.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ السعادة لا تأتي صدفة، بل تنشأ من قرارات صغيرة نكرّرها كلّ يوم. لذلك، أراقب تصرّفاتي أولًا، ثم أغيّر ما يؤذيني منها شيئًا فشيئًا. وهكذا أستعيد اتّزاني الداخلي، وأفتح الطريق نحو مشاعر أعمق من الفرح، مثل السلام والامتلاء. كما أؤمن أنّ كلّ خطوة صغيرة تصنع فرقًا كبيرًا، ولذلك أدعو كلّ امرأة إلى البدء اليوم بخطوة واحدة فقط. تخلّي تدريجيًا عن عادة تسرقكِ بصمت، ثمّ استبدليها بعادة تمنحكِ راحة وطمأنينة. ومع الوقت، ستشعرين بأنّكِ تبنين سعادتكِ بيديكِ، لأنّ السعادة لا تُمنح، بل تُبنى، ولأنّ التغيير يبدأ دائمًا من الداخل، ثمّ ينعكس جماله على كلّ تفاصيل الحياة.

الصحة السعادة الصحة النفسية صحة نفسية نصائح نفسية نفسية نفسية المرأة

مقالات ذات صلة

إرهاقك ما له تفسير؟
الصحة إرهاقك ما له تفسير؟ ٦ أسباب خفية تخليك تحسين بالتعب المستمر
لا تتجاهلي هذا الشعور!
زوجان في السرير
الصحة الجنسية هل كثرة الممارسة تضعف الانتصاب​: الجواب سيذهلكِ!
إجابة طبية دقيقة
طفلة تقيس طولها
صحة الطفل حساب كتلة الجسم للاطفال​: كيف تعرفين وزن طفلكِ الطّبيعي!
كل ما يهمك عن صحة طفلك
طفلة تعاني من السعال
صحة الطفل علاج الخناق عند الأطفال بالاعشاب​: مرض خطير يهدّد حياة طفلكِ!
كل ما تريدين معرفته
امرأة تحمل اختبار الحمل
موانع الحمل حملت مع العزل الطبيعي​: إليكِ نسبة نجاح هذه الطّريقة في منع الحمل!
هل ستثيقن بهذه الطريقة بعد الآن؟
خط خفيف في اختبار الحمل
الحمل خط خفيف في اختبار الحمل: هل هذا يعني أنكِ حامل فعلًا؟
الطبّ يُجيبكِ..
طفلة مريضة في الفراش
صحة الطفل اعراض العفنه عند الطفل​: مرض خطير لا تعرف معظم الأمّهات عنه!
مشاكل خطيرة غير شائعة
هل النوم على البطن مضر؟
الصحة هل النوم على البطن مضر؟ إليك ما لم يخبرك به الأطباء!
دراسة جديدة تكشف خطرًا لم تتوقّعيه!
10 دقائق مشي يوميًا
الصحة 10 دقائق مشي يوميًا.. تغيّر صحتك ونفسيتك أكثر مما تتخيلين!
اتّبعيها ولاحظي الفرق!
امرأة حامل تمشي
رشاقة الحامل المشي في الاسبوع 33 من الحمل: إليكِ فوائده الصحية لكِ ولجنينكِ!
كل ما ترغبين في معرفته
امرأة في شهور الحمل الأخيرة
صحة الحامل هل تقل حركة الجنين في الشهر التاسع​: إليكِ ما ترغبين في معرفته!
لن تقلقي بعد اليوم
امرأة تشرح للطبيبة ألم المعدة
اعراض الحمل هل الم المعدة من اعراض الحمل​: إليكِ الأعراض الأقلّ شيوعًا للحمل!
أعراض الحمل الأقلّ شيوعًا

تابعينا على