لما ياسين لما ياسين 29-10-2025
علامات ذكاء الطفل في الشهر الثالث

تُعدّ علامات ذكاء الطفل في الشهر الثالث من المؤشّرات الأولى التي تُظهر تطوّر دماغه وقدرته على الفهم والتفاعل مع محيطه. في هذا العمر، يبدأ الرضيع في إرسال إشارات صغيرة لكنها عميقة المعنى تدلّ على نشاط ذهني متقدّم واستجابة حسّية راقية. هذه العلامات لا تأتي صدفة، بل تعبّر عن مراحل دقيقة يمرّ بها الدماغ في نموّه المبكر. حيث تتكوّن الشبكات العصبية بسرعة مذهلة، ويبدأ الطفل في بناء الأساس الذي سيُشكّل مستقبله المعرفي والعاطفي.

ias

في هذا المقال، سنتعرّف معًا إلى أبرز علامات ذكاء الطفل في الشهر الثالث، وسنشرح ماذا تعني علميًّا، وكيف يمكن للأم أن تلاحظها بسهولة. كما سنتطرّق إلى دور البيئة، والتفاعل الأسري، والتحفيز البصري والسمعي في دعم نموّ الذكاء في هذه المرحلة الحسّاسة من حياة الطفل.

الانتباه البصري: دليل على نشاط الدماغ المبكر

من أوّل علامات ذكاء الطفل في الشهر الثالث هو التركيز البصري الواضح. يبدأ الرضيع في تتبّع الوجوه، والتمييز بين الألوان، وملاحظة الحركة من بعيد. هذه القدرة لا تقتصر على الرؤية فقط، بل تدلّ على معالجة دماغية معقّدة.

طفل رضيع سعيد
الانتباه البصري عند الطفل بعمر ثلاثة أشهر
  • عندما يطيل النظر إلى وجه الأمّ أو إلى لعبة ملوّنة، فهو يحاول تحليل المعلومات البصرية.
  • أشارت الدراسات الحديثة في Frontiers in Human Neuroscience (2023) إلى أنّ الأطفال الذين يُبدون انتباهًا بصريًا متقدّمًا في الشهر الثالث، غالبًا ما يتمتّعون بقدرات لغوية ومعرفية أعلى لاحقًا.
  • التركيز على التفاصيل الصغيرة مثل حركة اليد أو تعابير الوجه هو دليل على تشابك عصبي نشط داخل القشرة البصرية في الدماغ.

وبحسب أطباء الأعصاب، هذا السلوك يعني أنّ الدماغ بدأ في تكوين مسارات عصبية مسؤولة عن الذاكرة والانتباه، وهي قاعدة مهمّة للذكاء المستقبلي. لذلك، يُنصح بأن تستخدمي ألعابًا ذات ألوان متباينة وحركات بطيئة أمام طفلك لتحفيز هذا النوع من الانتباه.

الاستجابة للأصوات وتمييز النغمة والنبرة

من أبرز علامات ذكاء الطفل في الشهر الثالث أيضًا قدرته على التمييز السمعي. فالطفل في هذا العمر لا يسمع فقط، بل يفهم الاختلافات بين الأصوات.

  • عندما يسمع صوت أمّه، يتغيّر تعبير وجهه أو يبتسم.
  • إذا سمع نغمة عالية، قد يُصدر صوتًا مختلفًا عن استجابته لنغمة منخفضة.
  • بيّنت أبحاث Journal of Developmental Cognitive Neuroscience أنّ الطفل في عمر ثلاثة أشهر يستطيع تمييز الفروق الصوتية الدقيقة. ما يمهّد لتعلّم اللغة بسرعة في المستقبل.

كما أن تفاعله مع الموسيقى أو الأصوات المتكرّرة يشير إلى تناغم في منطقة السمع في الدماغ (auditory cortex). وهذا ما يجعل الحديث معه والغناء أمامه وسيلة فعّالة لدعم الذكاء السمعي واللغوي.

النصيحة العلمية هنا بسيطة: تكلّمي معه بوضوح، وغيّري نبرة صوتك أثناء الحديث، فذلك يعزّز إدراكه ويقوّي الارتباط بينكما.

التقليد المبكر والتفاعل الاجتماعي

يُعدّ التقليد في الشهر الثالث من أهمّ علامات ذكاء الطفل في الشهر الثالث لأنّه يُظهر بداية التفاعل الاجتماعي والوعي بالآخرين.

طفل رضيع سعيد
التفاعل الاجتماعي والتقليد المبكر
  • إذا أخرجتِ لسانك، قد يُقلّدك.
  • إذا ابتسمتِ، غالبًا سيبادلك الابتسامة.
  • هذا السلوك، وفق دراسات APA (American Psychological Association)، يدلّ على أنّ الطفل بدأ يكوّن مفهوم “الذات” ويُدرك وجود الآخرين حوله.

كما أنّ الأطفال الذين يظهرون قدرة على التقليد المبكر يُطوّرون في المستقبل مهارات تواصل اجتماعي أعلى من غيرهم. والسبب هو أنّ الدماغ يفعّل ما يُعرف بـ “الخلايا المرآتية” (Mirror Neurons) التي تُعدّ أساسًا للتعلّم بالملاحظة والتفاعل الاجتماعي.

النقطة المهمّة أنّ التقليد لا يقتصر على الحركات، بل يمتدّ إلى التعبير العاطفي أيضًا. فإذا لاحظتِ أنّ طفلك يهدأ عندما تهدئين أو يبتسم حين تضحكين، فاعلمي أنّه بدأ في فهم المشاعر. وهي مرحلة متقدّمة من الذكاء العاطفي.

التواصل الصوتي والضحك المتكرّر

من أكثر علامات ذكاء الطفل في الشهر الثالث إثارة هو بدء إصدار الأصوات والضحك.

  • الأصوات مثل “آه” و”غو” و”إييه” تعبّر عن محاولة الطفل للتواصل.
  • الضحك في هذا العمر ليس عشوائيًا، بل استجابة لمؤثرات محدّدة، كصوت مألوف أو وجهٍ محبّب.

توضح الدراسات المنشورة في ScienceDirect (2022) أنّ هذه الأصوات المبكرة تعبّر عن نشاط في الفصّ الجبهي والجداري في الدماغ، المسؤولَين عن اللغة والتفاعل الاجتماعي.

كلّما زاد تنوّع الأصوات التي يُصدرها الطفل، دلّ ذلك على مرونة لغوية ستساعده لاحقًا في نطق الكلمات بسهولة. كما أنّ الضحك المتكرّر يدلّ على تطوّر عاطفي صحيّ، حيث يبدأ الطفل في التمييز بين المواقف الممتعة والمزعجة.

ولتحفيز هذا الجانب، احرصي على اللعب معه يوميًا، واستخدمي نبرات صوت مختلفة، لأنّها تساعده على بناء قاعدة لغوية وعاطفية متينة.

حركة اليدين والتنسيق بين الحواس

أخيرًا، من العلامات المذهلة في هذا العمر التنسيق بين العين واليد.

طفل رضيع سعيد
التنسيق بين الحواس وحركة اليدين
  • عندما يحاول الطفل الإمساك بلعبته أو لمس وجهك، فذلك يعني أنّ دماغه بدأ في الربط بين الإشارات البصرية والحركية.
  • هذه المهارة تُعرف في علم الأعصاب باسم Hand-Eye Coordination، وهي من أهمّ مؤشّرات التطوّر المعرفي.

تشير أبحاث Nature Neuroscience (2021) إلى أنّ الأطفال الذين يُظهرون تنسيقًا مبكرًا بين العين واليد يتميّزون لاحقًا بقدرات أفضل في حلّ المشاكل والتعلّم المنظّم.

يمكن للأم أن تلاحظ هذه العلامة من خلال مراقبة كيف يُحاول الطفل لمس الأشياء من حوله أو كيف يُركّز عينيه أثناء تحريك يده. ولتعزيز هذا التطوّر، يُستحسن وضع ألعاب خفيفة ومتحرّكة أمامه، لتشجيعه على مدّ يده والتفاعل معها.

الخلاصة

إنّ علامات ذكاء الطفل في الشهر الثالث ليست مجرّد تصرّفات بسيطة. بل إشارات عصبية دقيقة تعبّر عن تقدّم في النموّ المعرفي والعاطفي. هذه المرحلة تُعتبر حجر الأساس لتطوّر القدرات العقلية في المستقبل. لذا فإنّ ملاحظتها والتفاعل معها بذكاء يُشكّلان خطوة مهمّة نحو بناء طفل متوازن وواثق.

البيئة الغنية بالألوان، والأصوات، والتفاعل الإيجابي، تُحفّز الدماغ وتُسرّع بناء الاتصالات العصبية. لذلك، لا تهملي أيّ تفصيل، فكلّ ابتسامة، وكلّ صوت، وكلّ نظرة هي رسالة من طفلك تُخبرك عن مدى تقدّمه ونموّه. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأخبرناكِ متى يبدأ الطفل يتكلم وكيف تعرفين إن كان يتأخر.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، إنّ متابعة هذه العلامات بدقّة تمنح الأم فرصة لاكتشاف نقاط قوّة طفلها مبكرًا، وتُساعدها على تهيئة بيئة مثاليّة لنموّه العقلي والعاطفي. فالعناية بالذكاء لا تبدأ في المدرسة، بل منذ الأشهر الأولى، حين يبدأ الطفل في رسم ملامح شخصيّته المستقبلية بعينيه اللامعتين وابتسامته الأولى.

الأمومة والطفل الأم والرضيع الرضع الرضيع ذكاء الرضع ذكاء الرضيع رضيع

مقالات ذات صلة

كل شوي سؤال
الأمومة والطفل كل شوي سؤال! كيف تتعاملين مع طفلكِ الفضولي بدون ما تتوتري؟
اتّبعيها وستلاحظين الفرق!
أمهات بلا دعم
الأمومة والطفل أمهات بلا دعم… لماذا الأم تكون لوحدها بكل شيء
آثار نفسيّة غير مُتوقَّعة!
دعم الأب وقت الحمل والولادة
الحمل دعم الأب وقت الحمل والولادة: لحظات تبقى في قلب الأم للأبد
اليك أبرزها
كيف تعززين التواصل العائلي في وسط زحمة الحياة اليومية؟
الأمومة والطفل كيف تعززين التواصل العائلي في وسط زحمة الحياة اليومية؟ خطوات بسيطة تغيّر كل شيء!
نصائح ستغيّر حياتك!
كيف توازنين بين حبك لأطفالك وحاجتك لمساحة خاصة؟
الأمومة والطفل كيف توازنين بين حبك لأطفالك وحاجتك لمساحة خاصة؟ السرّ في هذه العادات البسيطة!
اتّبعي هذه الخطّة!
طفلك يصرخ في الأماكن العامة؟
الأمومة والطفل طفلك يصرخ في الأماكن العامة؟ هذه الطرق تخفف التوتر وتحتوي الموقف
اتبعيها ولاحظي الفرق بنفسك!
هل فقدتِ نفسك في زحمة الأمومة؟
الأمومة والطفل هل فقدتِ نفسكِ في زحمة الأمومة؟ خطوات لاسترجاع هويتكِ بهدوء
هذه الخطوات لكِ!
طفلي يتعلّق فيني بشكل مفرط
الأمومة والطفل طفلي يتعلّق فيني بشكل مفرط.. هل هذا طبيعي؟
لا تتجاهلي هذه التصرّفات!
الأم العاملة
الأمومة والطفل الأم العاملة: كيف تواجهين التعب، الذنب، والإرهاق العاطفي؟
اعتمدي هذه الأساليب وغيّري حياتكِ!
أم متعبة نفسيًا
الأمومة والطفل أم متعبة نفسيًا؟ خطوات بسيطة لتستعيدي توازنك
اتّبعي هذه النصائح..
عن أول مرة بكيت بسبب طفلي
الأمومة والطفل عن أول مرة بكيت بسبب طفلي.. ومتى حسّيت إنني أم فعلًا
وزن الطفل الطبيعي حسب العمر
الأمومة والطفل وزن الطفل الطبيعي حسب العمر: اكتشفي إن كان نموّ طفلك يسير في الاتجاه الصحيح!
دليل شامل في متناولكِ..

تابعينا على