تُشكّل عيوب شريحة منع الحمل موضوعًا حساسًا ومهمًّا لكلّ امرأة تفكّر بخيارات تنظيم الحمل الحديثة. رغم شهرة هذه الوسيلة وسهولة استخدامها، إلّا أنّ كثيرات يجهلن حقيقتها الطبية الدقيقة، والعوارض التي قد ترافقها على المدى القريب والبعيد. في هذا المقال، أقدّم نظرة علميّة متكاملة توضّح ما لا يُقال عادة عن هذه الوسيلة، وتكشف الحقيقة بعيدًا عن المبالغة أو التهوين.
سنستعرض في البداية طريقة عمل الشريحة ومميّزاتها بإيجاز، ثمّ سننتقل إلى تفصيل عيوب شريحة منع الحمل من الجوانب الجسدية والنفسية والهرمونية. بعدها سنناقش أثرها على الدورة الشهرية والخصوبة، ونختم بتوصيات الأطباء قبل اتخاذ القرار النهائي. مع العلم أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن افضل حبوب منع الحمل تنحف وتساعدك على استعادة رشاقتك بسهولة!
كيف تعمل شريحة منع الحمل؟
تُزرَع الشريحة تحت الجلد، عادة في الجزء العلوي من الذراع، وتُطلِق جرعات ثابتة من هرمون البروجستين في الدم. هذا الهرمون يُثبّط الإباضة، ويُكثّف مخاط عنق الرحم لمنع وصول النطفة إلى البويضة. يُؤكّد موقع Mayo Clinic أنّ فعاليتها تتجاوز 99٪، ما يجعلها من أكثر الوسائل موثوقية في العالم (Mayo Clinic, 2024).

لكن، رغم فعاليتها العالية، لا تخلو من تأثيرات جانبية متنوّعة. وقد تُصبح هذه التأثيرات مصدر انزعاج حقيقي لدى بعض النساء، خصوصًا اللواتي يعانين من حساسية تجاه التبدّلات الهرمونية. لذلك، من المهمّ معرفة الحقيقة كاملة قبل اعتمادها.
اضطرابات الدورة وتأثير الهرمونات
تُسبّب عيوب شريحة منع الحمل غالبًا تغيّرًا في انتظام الدورة الشهرية. قد تُلاحَظ فترات نزف متقطّعة أو انقطاع تام للدورة لفترات طويلة. وتُشير دراسة منشورة في PubMed (2023) إلى أنّ 35٪ من النساء اللواتي استخدمن الشريحة واجهن تغيّرًا واضحًا في نمط الدورة خلال الأشهر الستّة الأولى.
قد يُعزى هذا الاضطراب إلى التبدّل المستمر في مستوى البروجستين، الذي يُؤثّر مباشرة في بطانة الرحم. ومع الوقت، قد تُصاب المرأة بفقر دم طفيف نتيجة النزف غير المنتظم.
كما يُمكن أن تؤدّي هذه التغيّرات إلى تقلّبات مزاجية أو تعب عام. بعض النساء يشعرن بانتفاخ، وصداع، وتقلّب في الشهية. هذه التبدّلات لا تُعدّ خطيرة طبيًا، لكنّها تُؤثّر في جودة الحياة اليومية.
زيادة الوزن وتقلبات المزاج
تُعدّ زيادة الوزن من أكثر عيوب شريحة منع الحمل شيوعًا، حسب بيانات Cleveland Clinic (2024). يعود السبب إلى احتباس السوائل وتبدّل الشهية بفعل التغيّرات الهرمونية. وغالبًا ما يظهر هذا التأثير بعد الأشهر الأولى من التركيب.

كما تُظهِر دراسات عديدة أنّ بعض النساء يُعانين من تغيّرات مزاجية واضحة، مثل التوتّر أو الاكتئاب الخفيف. هذه التغيّرات لا تحدث عند جميع النساء، لكنّ احتمالها قائم، خصوصًا لمن يملكن تاريخًا سابقًا مع اضطرابات المزاج.
من ناحية أخرى، قد تُؤثّر الشريحة في الرغبة الجنسية عند بعض النساء، نتيجة انخفاض مستوى الإستروجين الطبيعي. وهذا الانخفاض قد يُقلّل الترطيب المهبلي، ويُسبّب شعورًا بعدم الراحة أثناء العلاقة الزوجية.
كلّ هذه النقاط تُظهر ضرورة الموازنة بين الفعالية العالية والراحة النفسية قبل اختيار هذه الوسيلة.
مشاكل موضعية بعد الزرع
من بين عيوب شريحة منع الحمل أيضًا العوارض الجلدية في موضع الزرع. قد يظهر تورّم بسيط، أو احمرار، أو ألم في الأيام الأولى. وفي حالات نادرة، قد تحدث التهابات تتطلّب علاجًا بالمضادات الحيوية.
يُنصَح بعدم لمس الجرح أو الضغط على المكان في الأسبوع الأوّل. كما يجب مراقبة أي تغيّر في اللون أو الحرارة حول موضع الشريحة.
تُشير تقارير NHS (2024) إلى أنّ أقلّ من 2٪ من النساء يحتجن إلى إزالة مبكّرة بسبب التهاب أو تحسّس. ومع ذلك، تظلّ هذه النسبة محدودة مقارنةً بفوائد الوسيلة.
لكن، في بعض الحالات النادرة، قد تنتقل الشريحة قليلًا من موضعها الأصلي، مما يجعل استخراجها صعبًا لاحقًا. لذا يُفضَّل أن تُجرى العملية على يد طبيب متمرّس لتجنّب المضاعفات الجراحية.
عودة الخصوبة بعد الإزالة والموانع الطبية
تُثير عيوب شريحة منع الحمل قلقًا آخر حول توقيت عودة الخصوبة بعد نزعها. في معظم الحالات، تعود الإباضة خلال أسابيع، لكنّ بعض النساء يحتجن إلى عدّة أشهر ليستعيد الجسم توازنه الهرموني.

تُؤكّد الدراسات أنّ هذا التأخير مؤقّت، ولا يُسبّب عقمًا دائمًا. إلا أنّه قد يُربك النساء اللواتي يرغبن بالحمل سريعًا بعد الإزالة.
من ناحية أخرى، لا تُنصَح بعض النساء باستخدام هذه الوسيلة إطلاقًا، مثل اللواتي يُعانين من أمراض الكبد، أو من جلطات سابقة، أو من نزيف مهبلي غير معروف السبب. كما يُفضَّل تجنّبها لدى من لديهنّ تاريخ مع سرطان الثدي، لأنّ الهرمونات قد تُحفّز نمو الخلايا الحسّاسة للبروجستين.
لهذا السبب، يُشدّد الأطباء على أهمية الاستشارة قبل التركيب، لتقييم الحالة الصحية العامة، ومناقشة البدائل المناسبة مثل اللولب الهرموني أو الحبوب المركّبة.
الخلاصة
تُقدّم الشريحة حلًّا فعّالًا وطويل الأمد لتنظيم الحمل، لكنّها ليست خيارًا مثاليًا للجميع. فكلّ جسم يتفاعل بطريقة مختلفة مع الهرمونات، وما يُناسب امرأة قد لا يُناسب أخرى. إنّ عيوب شريحة منع الحمل تتراوح بين اضطرابات الدورة، والتغيّرات الهرمونية، والمشاكل الجلدية البسيطة، واحتمال تأخّر الخصوبة بعد الإزالة.
لهذا، يجب على كلّ امرأة أن تُقيّم حاجاتها، وتستشير طبيبها قبل اتخاذ القرار. فالمعرفة المسبقة تُخفّف القلق وتُساعد على اختيار الوسيلة الأكثر ملاءمة دون مفاجآت غير مرغوبة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن اماكن وضع لصقات منع الحمل التي تضمن لكِ فعالية 99% من دون قلق!
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الشريحة تُعتبَر خيارًا عمليًّا للنساء اللواتي يُفضّلن وسائل بعيدة المدى ولا يرغبن بتذكّر الحبوب يوميًا، ولكنّها تتطلّب وعيًا كاملًا بآثارها. من الأفضل دائمًا مناقشة كلّ التفاصيل مع الطبيب قبل الزرع، ومراقبة أي تغيّر جسدي أو نفسي بعد التركيب. لا توجد وسيلة مثالية للجميع، لكنّ المعرفة الدقيقة تُمكّن المرأة من السيطرة على جسدها بثقة، واختيار ما يُناسبها علميًا وصحيًا وإنسانيًا.
