في أيامه الأولى، يبدو المولود وكأنه لا يدرك شيئًا. لكن الأبحاث أثبتت العكس تمامًا، إذ أظهرت أنّ الأطفال حديثي الولادة يفضّلون التحديق في الوجوه الجميلة والمتناسقة، ويمضون وقتًا أطول في النظر إليها. فهل هذا الانجذاب فطري؟ أم أنه نتيجة للتجارب المحيطة؟
تُظهر الدراسات أن دماغ الطفل ينجذب بشكل طبيعي إلى التناسق والبساطة. ما يدل على أنّ هذا التفضيل مرتبط بتركيبة الدماغ وطريقة عمله وليس بالتنشئة الاجتماعية. في هذا المقال، نكتشف معًا أسرار هذا التفضيل وأثره في تطوّر طفلكِ.
ماذا يرى الرضيع في الوجه؟
منذ اليوم الأول، يبدأ الرضيع بالتفاعل بصريًا مع محيطه. تشير الأبحاث إلى أن الأطفال يفضّلون الوجوه المتناسقة، لأن دماغهم يستجيب بشكل أفضل للملامح المنظمة والواضحة. هذا لا يعني أنهم يدركون الجمال كما نفهمه نحن، بل أن عقولهم تجد راحة بصرية في تلك الملامح.

لماذا ينجذب إلى التناسق؟
التناسق يسهّل على الدماغ المعالجة البصرية. يجد الطفل في الوجه المتوازن إشارات على الأمان والارتياح. لذا، يمضي وقتًا أطول في التحديق فيه. ما يعزّز قدرته على التفاعل الاجتماعي والتعلّم البصري.
هل التفضيل فطري أم مكتسب؟
تؤكد دراسات مثل تلك المنشورة في Developmental Science أنّ الرضّع ينجذبون إلى وجوه تعتبر “جميلة” عالميًا، حتى لو كانت من خلفيات عرقية مختلفة. ما يعني أن الجينات تؤدّي دورًا أساسيًا، وأنّ الدماغ مبرمج منذ البداية للبحث عن التناسق.
ما علاقة هذا بالنمو العقلي؟
حين ينظر الطفل إلى وجه واضح الملامح، يطوّر مهارات التواصل بسرعة أكبر. يتعلّم قراءة التعابير والتفاعل معها. مما يساهم في تطوّره العاطفي والاجتماعي. الجمال هنا ليس شكليًا فقط، بل وظيفي أيضًا.
هل يتأثر ارتباطه بكِ؟
ارتباط طفلكِ بكِ لا يتعلّق بجمالكِ الخارجي. بل يكفي أن يراكِ تبتسمين له، وتنظرين إليه بعينين دافئتين. فالحب الحقيقي يُبنى بالتفاعل، لا بالشكل.
ختامًا، انجذاب طفلكِ إلى الوجوه الجميلة هو أكثر من مجرّد تفضيل بصري. هو دليل على آليات دقيقة في دماغه تساعده على استكشاف العالم وتكوين علاقاته الأولى. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن كل ما يحصل مع رضيعك في الأسبوع الأول خلال 3 دقائق.