تواجهين في كل دورة شهرية العديد من التغيّرات الجسدية والنفسية التي تتطلب منكِ عناية خاصة بنفسكِ. ومن بين الأسئلة التي تتكرر: “هل يجب أن أتجنّب غسل شعري في الأيام الأولى من الدورة؟” هذا السؤال لا ينبع فقط من العادات، بل من ملاحظات وتجارب صحية متراكمة عبر الأجيال.
في هذا المقال، نُسلّط الضوء على الأسباب المحتملة التي تدفع بعض النساء إلى تأجيل غسل الشعر خلال أول 3 أيام من الدورة، معتمدين على مزيج من التقاليد والملاحظات الصحية. كما سنشرح لكِ المخاطر المحتملة، من دون أن أتجاهل اختلاف التجربة من امرأة إلى أخرى.
حساسية حرارة الجسم
تتعاملين أثناء الدورة الشهرية مع تقلبات هرمونية تؤثر على حرارة جسدك. وعند تعرّض فروة رأسك للماء البارد. خاصّةً في الأوقات التي يعمل فيها جسدك بجهد إضافي، قد تشعرين بصداع مفاجئ أو تقلصات عضلية. لذلك، تجنّبي المفاجآت الحرارية، وخصوصًا في الأيام التي تزداد فيها حساسية جسمكِ.

تأثير البلل على التقلصات
ربما تعتقدين أن الاستحمام بالماء الدافئ يخفّف الشعور بالألم، وهذا صحيح إلى حدٍّ ما. لكن إبقاء شعركِ مبللًا لفترات طويلة، أو تعرّض جسمكِ لماء بارد بعد الاستحمام، قد يزيد من انقباض الرحم عند بعض النساء. لذا، احرصي على أن تجففي شعركِ بسرعة إذا اضطررتِ لغسله.
ضعف المناعة في هذه الفترة
عندما تمرين بفترة الدورة، يضعف جهازكِ المناعي مؤقتًا. ومع بقاء شعركِ أو ملابسكِ مبللة لفترة، تزيد احتمالية تعرّضكِ لنزلات البرد أو الالتهابات. لذا، إن قرّرتِ الاستحمام، افعلي ذلك بسرعة وجفّفي جسمك وشعركِ تمامًا.
تساقط الشعر بسبب الهرمونات
قد تلاحظين أثناء دورتكِ الشهرية أن شعركِ يتساقط أكثر من المعتاد. ذلك يعود إلى تأثير الهرمونات على جذور الشعر التي تصبح أضعف قليلًا. وإذا قمتِ بغسله بقوة أو فركته بشكل زائد، قد يزداد التساقط. لذلك، اختاري غسولًا لطيفًا، وقلّلي عدد مرات غسل الشعر في هذه الأيام.
خلفية تقليدية لها معنى
في الطبّ الأيورفيدي والممارسات التقليدية القديمة، نُصِحَت المرأة بتجنب أي مجهود خلال الأيام الثلاثة الأولى من الدورة، بما في ذلك الاستحمام. لم يكن الهدف مجرد منع الغسل، بل تأمين الراحة الكاملة للجسم حتى يستعيد طاقته. وفي كثير من المجتمعات، ما زالت هذه النصيحة سارية بسبب فوائدها الملحوظة.
كل جسدٍ مختلف
إن شعرتِ بالتحسن بعد غسل شعركِ خلال الدورة، فلا ضرر في ذلك طالما اتبعتِ احتياطات بسيطة. بعض النساء يشعرن بالراحة النفسية بعد الاستحمام، وبعضهن لا يفضلن ذلك. المهم أن تكوني على دراية بما قد يحدث، وأن تستجيبي لما يشعر به جسدكِ.
في نهاية المطاف، لا توجد قاعدة صارمة تنطبق على جميع النساء. فما يناسب جسدكِ قد لا يناسب غيرك. استمعي لاحتياجاتكِ، ووازني بين الراحة الشخصية والمعلومات الصحية. وإن قرّرتِ غسل شعركِ في الأيام الأولى من الدورة، فقومي بذلك بعناية، واختاري الوقت والطريقة الأنسب لكِ. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ كيف يكون لون دم الدورة الشهرية دليل الهرمونات؟