يُعَدّ حجم البويضة الطبيعي للحمل بتوأم موضوعًا يشغل بال العديد من النساء اللواتي يرغبنَ في تحقيق حلم الإنجاب بتوأم. فهل هناك حقًا حجم محدّد للبويضة يعزّز فرص الحمل بتوأم؟ وهل يمكن للمرأة تحسين هذه الفرص عبر خطوات معيّنة؟
في هذا المقال، سنشرح لكِ أوّلًا ما هو الحجم المثالي للبويضة عند السعي للحمل بتوأم. ثم، سنفصّل لكِ كيف يمكن تحديد هذا الحجم. بعد ذلك، سنستعرض العوامل التي تؤثّر فيه. وأخيرًا، سنقدّم لكِ استراتيجيّات طبيّة وطبيعيّة لتهيئة جسمكِ من أجل تحقيق الحمل بتوأم.
حجم البويضة الطبيعي ودوره في الحمل بتوأم
لفهم حجم البويضة الطبيعي للحمل بتوأم، من المهمّ أوّلًا معرفة آلية التبويض. خلال الدورة الشهرية، تتطوّر الجريبات في المبيض. كلّ جريب يحتوي بويضة واحدة. حين تنضج البويضة، تنطلق من الجريب وتصبح جاهزة للتلقيح.

يقع الحجم المثالي للبويضة الناضجة بين ١٨ إلى ٢٤ ملم تقريبًا (Abbara et al., 2019). عندما تنضج بويضتان بحجم مناسب في الدورة ذاتها، ترتفع احتمالية حدوث الحمل بتوأم. لذلك، مراقبة حجم البويضات خلال الإباضة أساسية جدًّا.
بمعنى آخر، لا يؤثّر حجم البويضة فقط على فرص الحمل بشكل عام، بل يؤدّي دورًا مباشرًا في إمكانية الحمل بتوأم. ولهذا السبب، تسعى النساء الراغبات بزيادة فرص الحمل المزدوج إلى تحسين حجم بويضاتهن.
كيف نحدّد الحجم الطبيعي للبويضة؟
من السهل جدًّا اليوم تحديد حجم البويضة الطبيعي للحمل بتوأم بفضل التقدّم الطبي. يقوم الطبيب عادة بإجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) لمراقبة نمو الجريبات.
خلال الأيام ما بين اليوم العاشر واليوم الرابع عشر من الدورة، يتمّ قياس الجريبات. عندما يصل قطر الجريب إلى ١٨ ملم أو أكثر، يدلّ ذلك على قرب نضوج البويضة. وجود جريبتين أو أكثر بالحجم المثالي في نفس الوقت، يعني فرصة أكبر لحمل توأم.
من المهم التنويه هنا، أنّ الحجم ليس وحده العامل الحاسم. بل يجب أن تكون البويضة ذات جودة جيّدة أيضًا (Jurema & Zacur, 2004). أي، أن تحتوي كلّ العناصر الخلوية الضرورية لتتمكّن من الانقسام الطبيعي بعد الإخصاب.
ما العوامل التي تؤثّر على حجم البويضة؟
توجد عدّة عوامل تتحكّم في حجم البويضة الطبيعي للحمل بتوأم. هذه العوامل تشمل:

- العمر: مع التقدّم بالعمر، تقلّ جودة البويضات، وأحيانًا يصغر حجمها.
- مستويات الهرمونات: خاصّةً هرمون FSH وLH، التي تنظّم تطوّر الجريبات.
- التغذية: نقص المغذّيات يؤثّر سلبًا على حجم البويضات.
- التوتّر: يؤثّر الضغط النفسي على التوازن الهرموني وبالتالي على تطوّر الجريبات.
- وجود أمراض مثل متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات (PCOS): قد تؤدّي إلى اضطراب نمو البويضات.
إنّ فهم هذه العوامل ضروريّ لتحسينها والتحكّم بها عند السعي لتهيئة الجسم للحمل بتوأم.
كيف تهيّئين جسمك لتحقيق الحجم المناسب؟
هنا، سننتقل إلى الجزء الأهم: كيف تحضّرين جسمك لتحسين حجم البويضة الطبيعي للحمل بتوأم؟ إليكِ أبرز الطرق الفعّالة:
أوّلًا – تحسين التغذية
ابدئي بتناول غذاء غني بـ:
- فيتامين E: يحسّن تدفّق الدم إلى المبيضين.
- الحديد: ضروري لتطوّر الجريبات.
- أحماض أوميغا-3: تدعم جودة وحجم البويضات.
أكثري من تناول المكسّرات، والخضروات الورقية، والأسماك الدهنية، والبقوليات.
ثانيًا – تقليل التوتّر
أدرجي نشاطات مثل:
- المشي المنتظم.
- اليوغا.
- التأمّل.
ذلك يُساعد في موازنة الهرمونات وتحسين التبويض.
ثالثًا – دعم طبي
ناقشي مع طبيبك إمكانية استخدام محفّزات التبويض، مثل الكلوميفين سيترات أو الإبر التفجيرية. هذه الأدوية تزيد من عدد الجريبات الناضجة، وبالتالي تحسين فرص الحمل بتوأم.
أظهرت الدراسات أنّ النساء اللواتي يستخدمن هذه العلاجات تحت إشراف طبيب مختص، لديهن معدّلات أعلى من نمو بويضات بحجم مناسب للحمل بتوأم (Gonen et al., 1989).

رابعًا – المتابعة الدقيقة
احرصي على إجراء متابعة بالموجات فوق الصوتية خلال مرحلة الإباضة. بهذه الطريقة، يمكنك التأكّد من تحقيق حجم البويضة الطبيعي للحمل بتوأم في الوقت المناسب.
خامساً – تعزيز نمط الحياة الصحي
- توقّفي عن التدخين.
- خفّفي من استهلاك الكافيين.
- نامي لعدد كافٍ من الساعات يوميًا.
كلّ هذه العوامل تؤثّر إيجابًا على نمو البويضات.
الخلاصة
في الختام، من الواضح أنّ حجم البويضة الطبيعي للحمل بتوأم عامل محوريّ في تحقيق هذا النوع من الحمل. عبر فهمك لمتطلّبات حجم البويضة المثالي، وتطبيقك لاستراتيجيات غذائية، وطبية، ونمط حياة متوازن، يمكنكِ تعزيز فرصكِ.
احرصي على المتابعة المنتظمة مع طبيب مختصّ. لا تتردّدي في طلب النصيحة الطبية حين تخطّطين للحمل بتوأم. تذكّري أيضًا، أنّ جسم كلّ امرأة فريد. فالتخطيط الصبور والمدروس هو المفتاح. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ كيف يختلف حمل التوأم عن الحمل العادي؟
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ التركيز على جودة البويضات لا يقلّ أهمّية عن الحجم. فحتى لو وصل الجريب إلى الحجم المثالي، فإنّ العوامل المرتبطة بنوعية البويضة والتوازن الهرموني تؤدّي دورًا محوريًا. أوصي كلّ امرأة تسعى للحمل بتوأم، بالجمع بين تغذية سليمة، وإدارة التوتّر، والمتابعة الطبية الدقيقة. في النهاية، التهيئة الذكية للجسم هي الطريق الأمثل نحو تحقيق الحمل المنشود.