كيف يختلف حمل التوأم عن الحمل العادي؟ سؤال تطرحه العديد من النساء بمجرد معرفة أن الحمل هذه المرة مزدوج. لا شك أن هذه التجربة مثيرة، ولكنها تتطلب وعيًا مختلفًا واستعدادًا مضاعفًا. تختلف خصائص الحمل التوأمي في العوارض، والفحوصات، والمخاطر، وحتى في طريقة الولادة.
في هذا المقال، نُقدّم لكِ خطة واضحة ومتكاملة لفهم الفروقات بين الحمل التوأمي والحمل العادي من الناحية الطبية والعملية. نبدأ أولًا بشرح العوارض، ثم ننتقل إلى الفحوصات، مرورًا بالمضاعفات المحتملة، وصولًا إلى الولادة.
1- عوارض الحمل
في البداية، تشعر أغلب الحوامل بنفس العوارض تقريبًا. لكن، مع التوأم، كل شيء يتضخّم.
تشير الدراسات إلى أن مستويات هرمون الحمل (hCG) تكون أعلى بكثير لدى الحوامل بتوأم، ممّا يجعل العوارض أكثر حدة، مثل الغثيان الصباحي والتعب الشديد. وفقًا لموقع Mayo Clinic، فإنّ العوارض الأولى غالبًا ما تكون أقوى وتظهر في وقتٍ أبكر من الحمل العادي.
أيضًا، يزداد حجم الرحم بشكل أسرع، وتشعر المرأة بحركات الجنينين أبكر مما تتوقع. باختصار، الحمل بتوأم يتطلب طاقة مضاعفة وتحمّلًا أكبر منذ الأسابيع الأولى.
2- المتابعة الطبية
ثمّة فرق جوهري في المتابعة بين الحمل العادي والتوأمي.
كيف يختلف حمل التوأم عن الحمل العادي؟ من حيث الفحوصات، الجواب واضح: المتابعة تكون أكثر دقة وتكرارًا. تحتاج الحامل بتوأم إلى إجراء فحوصات تصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) بمعدل أكثر من الحمل بجنين واحد. والسبب؟ التأكد من نمو كل جنين في الرحم بشكل سليم، وتجنّب مواجهة مضاعفات مثل متلازمة نقل الدم الجنيني (TTTS).
بالإضافة إلى ذلك، تُراقب الطبيبة باستمرار وضع المشيمة ومعدل السائل الأمنيوسي. وفي بعض الأحيان، يُجرى تصوير إضافي عبر الرنين المغناطيسي إذا اشتبه بوجود خلل في نمو أحد الأجنة.
3- التغذية والوزن
هنا أيضًا يظهر الفرق بوضوح. كيف يختلف حمل التوأم عن الحمل العادي؟ من ناحية التغذية، تحتاج الحامل بتوأم إلى سعرات حرارية أعلى، وحديد إضافي، وبروتين أكثر. توصي الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG) بأن تكتسب الحامل بتوأم وزنًا أكبر مقارنة بالحمل العادي، يتراوح بين 16 و24 كغ، مقابل 11 إلى 16 كغ فقط في الحمل بجنين واحد.
عليها أيضًا تناول مكملات غذائية بعناية، خاصة حمض الفوليك والكالسيوم. وذلك لتفادي مواجهة خطر الولادة المبكرة ونقص الوزن عند الولادة أكبر في الحمل التوأمي، فالتغذية السليمة ضرورة لا خيار.
4- المضاعفات والمخاطر
رغم أن أغلب حالات الحمل بتوأم تنتهي بسلام، إلا أن نسبة المخاطر تبقى أعلى.
من أبرز الفروقات في كيف يختلف حمل التوأم عن الحمل العادي؟ هو احتمال تعرّض الحامل لمضاعفات مثل سكري الحمل، وارتفاع ضغط الدم، وتسمم الحمل. كما تزداد احتمالية الولادة المبكرة بنسبة تفوق 50%، خاصة قبل الأسبوع 37.
كذلك، ترتفع احتمالات وضع الأجنة بطرق غير طبيعية، مثل الوضع المقعدي أو العرضي، ممّا قد يتطلب ولادة قيصرية. لذلك، يستوجب الحمل بتوأم مراقبة دقيقة وتدخّلًا طبيًا سريعًا عند ظهور أي طارئ.
5- طريقة الولادة
القرار هنا يعتمد على عدة عوامل. كيف يختلف حمل التوأم عن الحمل العادي؟ في نهاية الحمل، تتحدّد طريقة الولادة بناءً على وضعية الأجنة، وحال الأم، وخبرة الفريق الطبي.
إذا كان التوأم الأول في وضعية رأسية، قد تُجرى الولادة طبيعيًا. لكن إذا كان أحد الأجنة في وضع غير مناسب، غالبًا ما تُقرّر الولادة القيصرية. حسب دراسة منشورة في مجلة Obstetrics & Gynecology عام 2020، فإنّ أكثر من 75% من حالات الحمل التوأمي تنتهي بولادة قيصرية، مقارنةً بنسبة 30% فقط في الحمل العادي.
يتطلّب التحضير للولادة في هذه الحال تجهيز غرفة عمليات وطاقم طبي مختصّ في الولادات المتعددة.
6- الدعم النفسي والجسدي
وأخيرًا، يجب ألا نغفل البعد النفسي. الحمل بتوأم يرافقه قلق أكبر وتعب جسدي مضاعف، ما يستدعي دعمًا مستمرًا من الأسرة والطاقم الطبي. تختلف طبيعة النوم، تقل فترات الراحة، وتزداد الحاجة للراحة النفسية والتشجيع.
كما أنّ الأمّ الحامل بتوأم تواجه تحدّيات يوميّة أكبر، بدءًا من الحركات الجسدية الثقيلة، وصولًا إلى التعامل مع مخاوف الولادة المبكرة أو المتابعة الطبية المكثّفة. لذلك، من الضروري أن تحصل على بيئة مريحة، وغذاء متوازن، واستشارات طبية متكررة.
في الختام، كيف يختلف حمل التوأم عن الحمل العادي؟ الجواب لا يقتصر فقط على العوارض، بل يمتدّ ليشمل كل مرحلة من مراحل الحمل. الفرق يبدأ من الهرمونات، ويمرّ عبر الفحوصات والتغذية والمضاعفات، وينتهي بطريقة الولادة. ومن خلال المتابعة الدقيقة والتغذية السليمة، يمكن تقليل هذه الفروقات وتحقيق حمل آمن قدر الإمكان. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أبرز فوائد اوميغا 3 للحمل بتوأم.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الوعي المسبق بالفروقات بين الحمل العادي والتوأمي يُساعد كثيرًا في تخفيف التوتر وتحسين نتائج الحمل. المرأة الحامل بتوأم لا تحتاج فقط إلى عناية طبية، بل أيضًا إلى دعم نفسي وغذائي دائم. ومن المهم أن تُعامل هذه المرحلة بحكمة، لأن المعرفة تخلق الطمأنينة، والطمأنينة تفتح الطريق نحو أمومة مستقرة وسعيدة.
