هل عمر 14 يعتبر طفل؟ أم أنّه دخل بالفعل مرحلة المراهقة؟ قد تتساءل بعض الأمّهات عمّا يحمله عمر ١٤ سنة من تغيرات على الصّعيد الجسدي والنفسي لدى أبنائهم.
لذلك، ستجدين أدناه أبرز التطورات الّتي سترافق ولدكِ في رحلة نموّه، وسنجيب عن سؤالكِ “هل عمر 14 يعتبر طفل”. إليك أمور لا تعتبر عاديّة خلال نموّ طفلك!
هل عمر 14 يعتبر طفل
بحسب ما نشره موقع الطبي باختصار، تبدأ المراهقة المبكرة من (١١ – ١٤) عامًا، المراهقة المتوسّطة (١٤-١٧) عامًا والمراهقة المتأخّرة من (١٧-٢١)عامًا.
المراهقة المتوسطة (14-17)
هذه هي الفترة الزمنية الأكثر ارتباطًا بسنوات “المراهقة” وجميع توقعاتها المعروفة: المزاجية والبلوغ والعلاقات الجديدة وشخصية “بالغة”.
ما قد تلاحظينه
بالنسبة لمعظم المراهقين، ستكون هذه السنوات عندما يحدث البلوغ – سترين تغيرات جسدية سريعة في ابنك المراهق. اعتمادًا على جنس ابنك المراهق، سيكون هذا عندما يبدأ الحيض(البنات) وعندما يحدث النضج الجنسي الجسدي (الفتيان).
ستلاحظين نمو الشعر وتغيرات الصوت وتغيرات الجلد (مثل حب الشباب) والتغيرات في الطول والوزن و/أو شكل الجسم.
بالنسبة لبعض المراهقين، تحدث هذه التغييرات بسرعة في وقت مبكر. بالنسبة للآخرين، يمكن أن تكون عملية أطول أو متأخرة أكثر. تحققي مع طبيب الأطفال عندما يبدأ طفلك في إظهار علامات البلوغ، وتذكري أن هذا وقت مهم لطفلك لمنحه الوقت للتحدث إلى طبيب الأطفال بمفرده. 12 سلوك يأخذها الأطفال من والديهم وتستمرّ معهم لمدى الحياة!
اعتبارات الصحة النّفسيّة
قد تلاحظين أن ابنك المراهق يطور بعض عناصر التفكير الناضج، مثل التخطيط للمستقبل أو بدء علاقات أكثر تعقيدًا. في الوقت نفسه، سترين أيضًا أن هذه التطورات متوازنة مع اندفاع أو تباين أكثر شبهًا بالطفل. وذلك لأن جزء الدماغ الذي يتحكم في مهارات التخطيط والتفكير المتقدمة لا يزال يتطور خلال سنوات المراهقة، ولم ينته حتى نهاية المراهقة في سن 24.
من الطبيعي أن يتجادل المراهقون مع والديهم أكثر خلال هذه السنوات على وجه الخصوص. وذلك لأن ابنك المراهق يطور هوية مستقلة لأول مرة، ووجود أفكار وآراء ومعتقدات “منفصلة” عن عائلته في بعض الأحيان هي الطريقة الوحيدة التي يمكنهم من خلالها “تجربة” هوية جديدة أكثر نضجًا.
إذا كان ابنك المراهق يبدو أكثر غضبًا وأبعد من المعتاد، فتذكري أنه من الطبيعي أن تكون هذه فترة مضطربة في العلاقات الأسرية. إذا كانت هذه التغييرات تبدو أكثر ثباتًا أو تطرفًا بالنسبة لمراهقك، ففكري في التحدث إلى أخصائي الصحة العقلية حول ما رأيته.
بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يبدأ ابنك المراهق في إقامة علاقاته الرومانسية الأولى في هذا الوقت. من الطبيعي أن يرغب المراهقون في قضاء المزيد من الوقت بعيدًا عن أسرهم، وأن يصبحوا أكثر اهتمامًا بالأصدقاء والرومانسية.
مرة أخرى، إذا كنت تشعرين بالقلق من أن التغييرات التي ترينها أكثر تطرفًا – إما أن يرفض ابنك المراهق قضاء أي وقت مع العائلة على الإطلاق، أو لا يبدو مهتمًا بتوسيع عالمه الاجتماعي – فإن التحدث مع محترف هو مكان جيد للبدء.
العمر 14 معالم التعلم الاجتماعي والعاطفي
تظهر لنا دراسات تصوير الدماغ الآن أن الجزء من دماغ طفلك البالغ من العمر 14 عامًا المتورط في صنع القرار وإدارة العواطف لا يزال قيد الإنشاء وسيظل حتى منتصف العشرينات من العمر! لذلك، في حين أن ذكاءهم العاطفي قد لا يزال قيد التقدم، فقد تلاحظينهم:
- أصبحوا مسؤولين اجتماعيًا بشكل متزايد في حياتهم اليومية وعبر الإنترنت.
- إظهار اهتمام أكبر بالدعوة أو التطوع من أجل قضية مهمة بالنسبة لهم (مثل العدالة الاجتماعية أو تغير المناخ، على سبيل المثال).
- البدء في التفكير في العلاقات الرومانسية.
- التشكيك في القيم القديمة دون أن يفقدوا إحساسهم بهويتهم.
- رفض الحلول الجاهزة من البالغين لصالحهم.
- قضاء المزيد من الوقت مع أصدقائهم للعمل على مشاريع موجهة نحو الأهداف أو في الأنشطة المدرسية.
- الجدال معك أكثر أثناء محاولتهم تأكيد استقلالهم. اقرئي أيضًا: لا تنتظري هذه المرحلة لتربية أطفالك!
استراتيجيات للتعامل مع ابنك البالغ من العمر 14 عامًا
قدّمي النصيحة، ولكن لا تبالغي في ذلك
يكره معظم المراهقين، وخاصة الأولاد، ذلك عندما يحاول الآباء دفع الأشياء بقوة كبيرة. تواصلي بوضوح، ولكن اجعلي الحديث قصيرًا وحلوًا.
احترمي حاجته إلى الاستقلال
أن يصبح أكثر استقلالية هو جزء طبيعي من انتقال ابنك من الطفولة إلى مرحلة البلوغ. في حدود المعقول، امنحيه المساحة للحصول على أفكاره الخاصة، والتعبير عن نفسه، ومعرفة الأشياء بنفسه.
لا تفرضي رأيك
تقبّلي حقيقة أن رأي ابنك قد يختلف عن رأيك. ما قد يكون خطأ بالنسبة لك قد يبدو صحيحًا بالنسبة له. بدلًا من فرض رأيكِ عليه، حاولي الاستماع إلى منطقه وإجراء محادثة ذات مغزى حول هذا الموضوع.
كوني صبورة
بعد أن توضحي وجهة نظرك حول السلوك السلبي، امنحيه الوقت للتذمر فيه. قد يحل السلوك في نهاية المطاف بنفسه. تجنبي تجاهله.
ابقي هادئة
الصراخ أو الجدال لن يؤدي إلا إلى تصعيد الوضع. دعيه يعرف بهدوء وحزم أنك لن تتسامحي مع سوء السلوك، سيقاوم الرغبة في الصراخ.
استخدمي الفكاهة
يمكن أن تساعد الفكاهة في كسر الجليد أو المساعدة في نشر جدال مكثف. قد يساعدك أنت وابنك على النظر إلى مشكلة من وجهة نظر بعضكما البعض. احرصي على عدم السخرية أو السخرية، لأنه يمكن أن يجعل الأمور أسوأ.
أظهري التقدير
يساعد الثناء على بناء الثقة بالنفس ويخلق رابطة إيجابية بينك وبين ابنك. كلما كان أداء ابنك جيدًا في مهمة ما، أعطه مدحًا حقيقيًا.
برأيي الشّخصي كمحرّرة، يمكن أن تكون سنوات المراهقة مليئة بالأسئلة والمشكلات، ولكنها أيضًا مليئة بالفرح والتغيير الإيجابي. إذا كان بإمكانك أنت أو مراهقك الاستفادة من المزيد من الدعم، ففكري في اعتماد استراتيجيات جديدة ومريحة لجعل المرحلة تمرّ بسلام.
