في زحمة الأيام والضغوط اليوميّة، قد تفقدين أعصابك وتصرخين. هذا لا يجعلكِ أمًّا فاشلة، بل إنسانة تتألم، وتتعب، وتُرهق. الغضب لا يُقصيكِ عن حبكِ لأطفالك، ولا يلغي محاولاتكِ اليومية في أن تكوني حاضرة ومتّزنة.
لكن فهم الدافع خلف الغضب يُغيّر طريقة تعاملكِ معه. حين تعرفين لماذا تنفجرين، يسهل عليكِ أن تتحكّمي في ردّ فعلكِ وتختاري الاتصال بدل السيطرة.
لكل صرخة سبب دفين
في البداية، ينشأ الصراخ من شعور عميق بالإرهاق أو من تجربة سابقة لم تُعالَج. تتكرّر المواقف نفسها، فتشعر الأمّ أنّ لا أحد يسمعها، فتعلو نبرتها لا إراديًا. عندها، لا يكون الصوت العالي خيارًا، بل وسيلة بائسة للنجدة.

لكنّ التوقّف لثوانٍ من التفكير يكشف أن ما نحتاجه ليس الصراخ. بل التفهّم، والمساندة، وإعادة الاتصال مع الذات والطفل.
خذي نفسًا وابدئي من جديد
في كل مرة تأخذين فيها نفسًا عميقًا قبل الرد، ترسمين خريطة جديدة في دماغ طفلكِ. لا يتذكّر الطفل عدد المرات التي صرختِ فيها، بل اللحظة التي احتضنته فيها والدته رغم الفوضى.
كل محاولة للإصلاح بعد الانفجار تعني له الكثير. عندما تعتذرين، لا تضعفين أمامه، بل تعلّمينه كيف يكون قويًّا بصدق مشاعره، وناضجًا في اعترافه بالخطأ.
اعرفي مشاعركِ لتتغلّبي عليها
من المهم أن تسألي نفسكِ: ماذا أشعر؟ وماذا أحتاج؟ حين تتصلين بمشاعركِ أولًا، يسهل عليكِ فهم مشاعر طفلكِ. بهذه الطريقة، تتكوّن علاقة قائمة على المشاركة والتعاطف، لا على الأوامر والسيطرة.
كل لحظة وعي هي خطوة نحو التغيير. حين تراقبين مشاعرك، تزرعين في طفلكِ مهارة التنظيم العاطفي التي سترافقه مدى الحياة.
لا يوجد أمّ مثالية. كل أمّ ترتكب أخطاء، وتتعثر، ثم تقوم. لكن الأهم أن تتحوّلي من ردّ الفعل الغريزي إلى الردّ الواعي. حين تختارين الاتصال بدل السيطرة، لا تُربّين فقط طفلًا أكثر توازنًا، بل تشفين جراحًا قديمة داخلكِ. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن كيفيّة تربية طفل قويّ الشخصيّة.