لما ياسين لما ياسين 08-08-2025
علميًا: صوت الأم "يفجّر" نشاط دماغ رضيعها أكثر من أي صوت آخر!

في اللحظات الأولى من حياة الرضيع، لا يشكّل الصوت مجرد موجة عابرة. بل يترسّخ كوسيلة تواصل أساسية تُغذّي الدماغ وتنشّط خلاياه. ورغم تعدّد الأصوات المحيطة، يبقى لصوت الأم وقعٌ استثنائي يوقظ الحواس ويُحرّك مناطق محدّدة في الدماغ.

ias

ثمّة ما يشبه السحر في العلاقة بين الرضيع وأمه، وقد بدأ العلماء بفكّ شيفرة هذا الرابط المذهل. في هذه التدوينة، نكشف لكِ نتائج الدراسات الحديثة التي تؤكد أن صوت الأم لا يمرّ على أذن ودماغ الرضيع مرور الكرام. بل يُشعل مناطق معرفية وانفعالية في دماغه أكثر من أي صوت آخر.

دماغ الرضيع يتفاعل مع صوت الأم فورًا

في البداية، أظهرت دراسات تصوير الدماغ أن مناطق مثل القشرة السمعية والحركية تنشط بقوّة عند سماع الرضيع لصوت أمه. هذه الاستجابة لا تظهر بنفس الحدّة عندما يسمع أصواتًا أخرى، حتى ولو كانت مألوفة.

أم تقبّل رضيعها
مصدر الصورة: موقع Freepik


يربط علماء الأعصاب هذه الظاهرة بالمرحلة الجنينية. حيث يبدأ الجنين بسماع نبضات قلب الأم وصوتها منذ الأسبوع السادس والعشرين من الحمل.

الصوت يعزّز التواصل العاطفي والمعرفي

بعد الولادة، يعتمد الرضيع على صوت الأم لتفسير العالم. عندما يتحدث إلى أمه أو يسمعها تغني له، يبدأ دماغه بإنشاء روابط عصبية تساهم في بناء اللغة، وتنمية الانتباه، وتعزيز الأمان العاطفي.
لهذا السبب، ينصح الأطباء الأمهات بالتحدث لأطفالهن حتى أثناء النوم أو الرضاعة. لأن التفاعل لا يحتاج إلى استجابة فورية بل إلى استمرارية السماع.

تأثير فوري على مراكز الذاكرة والانتباه

عند سماع الرضيع لصوت الأم، تنشط مراكز في الدماغ مرتبطة بالذاكرة والانتباه والتركيز. هذا ما يفسّر لماذا يهدأ الأطفال عادة عندما يسمعون أصوات أمهاتهم، مقارنة بأي صوت آخر.
في الواقع، أثبتت تجربة حديثة أن الرضع يفضّلون صوت أمهاتهم حتى عند سماعهم له وسط مجموعة أصوات أخرى. ممّا يدلّ على تعلّق دماغهم به بيولوجيًا.

صوت الأم يسهم في النمو السلوكي لاحقًا

على المدى البعيد، يؤثّر هذا التفاعل الدماغي على قدرة الطفل على التعلّم، وضبط الانفعالات، وبناء علاقات سليمة. كل لحظة ينصت فيها الرضيع لصوت أمه، تُشكّل حجرًا في أساس شخصيته وسلوكه.
من هنا، تظهر أهمية استخدام الصوت كوسيلة تربوية وتهذيبية منذ الشهور الأولى، وليس فقط كأداة تهدئة.

صوت الأم ليس مجرد وسيلة لتهدئة بكاء الرضيع، بل هو المفتاح الذهبي لتنشيط دماغه وتحفيز مراكزه العصبية والمعرفية. كل همسة، وكل أغنية، كل نغمة تصدر من الأم، تبني في داخل طفلها عالمًا من الأمان والنموّ والتعلّم. لذا، لا تتردّدي في أن تُكثري من الحديث مع طفلك، لأن صوتكِ بالنسبة له ليس صوتًا عاديًا، بل هو الحافز الأوّل الذي يوجّه دماغه نحو الاكتمال. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن دلالة لون براز الرضيع.

الأمومة والطفل الأم والرضيع الرضع الرضيع دماغ الرضيع رضيع سلامة الرضيع صحة الرضيع

مقالات ذات صلة

أمهات بلا دعم
الأمومة والطفل أمهات بلا دعم… لماذا الأم تكون لوحدها بكل شيء
آثار نفسيّة غير مُتوقَّعة!
هل فقدتِ نفسك في زحمة الأمومة؟
الأمومة والطفل هل فقدتِ نفسكِ في زحمة الأمومة؟ خطوات لاسترجاع هويتكِ بهدوء
هذه الخطوات لكِ!
كيف تعززين التواصل العائلي في وسط زحمة الحياة اليومية؟
الأمومة والطفل كيف تعززين التواصل العائلي في وسط زحمة الحياة اليومية؟ خطوات بسيطة تغيّر كل شيء!
نصائح ستغيّر حياتك!
كيف توازنين بين حبك لأطفالك وحاجتك لمساحة خاصة؟
الأمومة والطفل كيف توازنين بين حبك لأطفالك وحاجتك لمساحة خاصة؟ السرّ في هذه العادات البسيطة!
اتّبعي هذه الخطّة!
بالفيديو، اسمحي لرضيعك ان يضع قدمه في فمه
الأم والرضيع بالفيديو، اسمحي لرضيعك ان يضع قدمه في فمه
اكتشفي الأسباب!
الأم العاملة
الأمومة والطفل الأم العاملة: كيف تواجهين التعب، الذنب، والإرهاق العاطفي؟
اعتمدي هذه الأساليب وغيّري حياتكِ!
كل شوي سؤال
الأمومة والطفل كل شوي سؤال! كيف تتعاملين مع طفلكِ الفضولي بدون ما تتوتري؟
اتّبعيها وستلاحظين الفرق!
أم متعبة نفسيًا
الأمومة والطفل أم متعبة نفسيًا؟ خطوات بسيطة لتستعيدي توازنك
اتّبعي هذه النصائح..
عن أول مرة بكيت بسبب طفلي
الأمومة والطفل عن أول مرة بكيت بسبب طفلي.. ومتى حسّيت إنني أم فعلًا
ليش ما أحب ألعب مع طفلي؟
الأمومة والطفل ليش ما أحب ألعب مع طفلي؟ عن الملل الطبيعي في الأمومة
اعتمدي هذه الخطوات!
طفلي يتعلّق فيني بشكل مفرط
الأمومة والطفل طفلي يتعلّق فيني بشكل مفرط.. هل هذا طبيعي؟
لا تتجاهلي هذه التصرّفات!
دعم الأب وقت الحمل والولادة
الحمل دعم الأب وقت الحمل والولادة: لحظات تبقى في قلب الأم للأبد
اليك أبرزها

تابعينا على