لما ياسين لما ياسين 20-08-2025
الإرهاق النفسي والجسدي

يطغى الإرهاق النفسي والجسدي على حياة كثير من الناس في زمن السرعة والعمل المتواصل. قد تجدين نفسكِ متعبة، وعاجزة عن الإنجاز، ولا تعرفين هل السبب ضغوط داخلية مرتبطة بالعاطفة والذهن، أم جهد بدني متراكم أنهك جسدكِ. التمييز بين النوعين ليس تفصيلًا صغيرًا، بل أساس اختيار العلاج الصحيح وتجنّب تفاقم الحال.

ias

في هذا المقال، سنفكّك لكِ الصورة. سنعرض العلامات المميزة للإرهاق النفسي. ونقابلها بمؤشرات الإرهاق الجسدي. ثم سنتحدث عن نقاط التداخل بينهما، قبل أن نصل إلى طرق عملية للتعامل مع كل منهما بطريقة علمية مدعومة بأبحاث طبية ونفسية.

ما هو الإرهاق النفسي؟

يتجلّى الإرهاق النفسي عندما ينهك العقل أكثر من الجسد. يحدث غالبًا نتيجة ضغط عاطفي طويل أو توتر مزمن. قد تبدو العوارض بسيطة في البداية. لكنها مع الوقت تُثقِل كاهل الفرد وتؤثّر على قدرته على التركيز والابتكار.

امرأة متعبة
مصدر الصورة: موقع Freepik

تشير دراسات علم النفس العصبي إلى أنّ الإرهاق النفسي يرتبط بخلل في هرمونات التوتر مثل الكورتيزول. يؤدّي ارتفاع هذه المادة بشكل متكرر إلى شعور دائم بالقلق، وفقدان المتعة في الأنشطة، واضطراب في النوم. ومن العلامات الواضحة: سرعة الانفعال، وتشتت الذهن، والشعور باللامبالاة حتى تجاه أمور مهمّة.

ما هو الإرهاق الجسدي؟

يظهر الإرهاق الجسدي نتيجة نشاط بدني زائد أو إهمال راحة الجسد. وهو يحدث عندما تضعف العضلات، ويشعر الفرد بتعب حاد بعد أقل مجهود.

بحسب الأبحاث الطبية المنشورة في American Journal of Physiology، يرتبط الإرهاق الجسدي بانخفاض مستويات الطاقة المخزنة في العضلات، وتراكم فضلات الاستقلاب مثل حمض اللاكتيك. تشمل عوارضه الأساسية ضعف القوة، وبطء الحركة، آلام في المفاصل، وثِقَل في الأطراف. وقد يُصاحبه انخفاض في المناعة ما يجعل الطفل أو البالغ أكثر عرضة للعدوى.

الفرق بين الإرهاق النفسي والجسدي من خلال العلامات

لفهم الصورة بوضوح، من الضروري مقارنة العوارض:

امرأة متعبة
مصدر الصورة: موقع Freepik
  • الإرهاق النفسي: يتميز بالشعور بالقلق المستمر، والحساسية المفرطة، وضعف التركيز، وأحلام مضطربة. لا يتحسّن كثيرًا بالنوم، لأن المشكلة ليست في الجسد، بل في الدماغ المتعب.
  • الإرهاق الجسدي: يتجلى في ضعف العضلات، والإحساس بثقل مستمر، وتراجع القدرة على أداء التمارين اليومية، وتحسّن ملحوظ بعد قسط من النوم أو الراحة.

إذًا، إذا كان النوم الطويل لا يعيد إليكِ نشاطكِ، فالأرجح أنّ الأمر مرتبط بالنفس. أما إذا عاد النشاط مباشرة بعد الاستراحة، فالغالب أنّ السبب جسدي.

التداخل بين النوعين

من المهمّ أن تعرفي أنّ الإرهاق النفسي والجسدي لا يعيشان في عالمين منفصلين. بل يتداخلان بشكل وثيق. قد يؤدّي الضغط النفسي المستمر إلى آلام عضلية مزمنة، والتعب البدني المتكرر قد يفتح الباب لاضطرابات المزاج.

أثبتت الدراسات الحديثة في مجال Psychoneuroimmunology أنّ التوتّر النفسي الطويل يضعف جهاز المناعة، ما يجعل الجسم مرهقًا جسديًا. وعلى العكس، ضعف الجسد المستمر يُثقل الروح ويفتح باب الاكتئاب. لهذا السبب، يحتاج الفرد إلى وعي مزدوج، يراعي العقل والجسد معًا.

كيف تتعاملين مع كل نوع من الإرهاق؟

للتغلب على الإرهاق، لا بدّ من اعتماد أسلوب علاجي يطابق السبب:

امرأة متعبة
مصدر الصورة: موقع Freepik
  • التعامل مع الإرهاق النفسي: ابدئي بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل. خصّصي وقتًا لممارسة الأنشطة الممتعة، وحاولي تقليل التعرّض للمحفزات السلبية. تشير بعض الدراسات إلى أنّ الرياضة المعتدلة تُحسّن المزاج بفضل إفراز الإندورفين. وفي الحالات الحادّة، قد يحتاج الأمر إلى دعم نفسي مختصّ.
  • التعامل مع الإرهاق الجسدي: يشكّل الحصول على الراحة الجيدة والنوم المنتظم حجر الأساس. من المهم تزويد الجسم بالغذاء الغني بالبروتينات والفيتامينات. تساعد ممارسة التمارين الخفيفة على تعزيز الدورة الدموية وتسرّع الشفاء. وإذا استمر التعب رغم الراحة، فلا بدّ من إجراء فحوص طبية للتأكد من عدم وجود فقر دم أو خلل في الغدة الدرقية.

الخلاصة

في النهاية، يُمكن القول إنّ الإرهاق النفسي والجسدي لا ينفصلان. بل يتداخلان بطريقة تجعل من الصعب أحيانًا إدراك مصدر التعب الحقيقي. غير أنّ القدرة على التفريق بينهما تُشكّل مفتاحًا أساسيًا للوقاية والمعالجة الفعّالة؛ فالتعامل مع الإرهاق النفسي يتطلّب مقاربة مختلفة تمامًا عن تلك المخصّصة للإرهاق الجسدي، إذ يحتاج الأوّل إلى تهدئة العقل وإدارة الضغوط العاطفية، بينما يحتاج الثاني إلى الراحة البدنية وتعويض الطاقة. والانتباه المبكر إلى العلامات، سواء كانت مرتبطة بالحال المزاجية أو مرتبطة بجسدكِ، يختصر عليكِ الكثير من المعاناة. وذلك لأنّه يمكّنكِ من التدخل في الوقت المناسب قبل الوصول إلى الانهيار. ومع اتخاذ خطوات صغيرة ومنظّمة، مثل مراقبة جودة النوم، واعتماد نظام غذائي متوازن، وممارسة نشاط بدني معتدل، ستتمكنين من إعادة الانسجام بين ذهنكِ وجسدكِ، والحفاظ على طاقتكِ لمواجهة متطلبات الحياة بثبات وهدوء. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ كيف تفرقين بين التعب العادي والإرهاق المزمن؟

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الوعي هو الخطوة الأولى للنجاة من دوامة الإرهاق. كثيرات من النساء يهملن إشارات أجسادهن أو أصوات عقولهن حتى يصلن إلى مرحلة الانفجار. لذلك، أنصحكِ أن تستمعي إلى نفسكِ بصدق، وأن تفرّقي بين تعب الروح وتعب الجسد، لتمنحي كلّ جانب ما يحتاجه من رعاية واهتمام.

الصحة الإرهاق الصحة الجسدية الصحة الشخصية الصحة العامة الصحة النفسية نصائح صحية

مقالات ذات صلة

إرهاقك ما له تفسير؟
الصحة إرهاقك ما له تفسير؟ ٦ أسباب خفية تخليك تحسين بالتعب المستمر
لا تتجاهلي هذا الشعور!
زوجان في السرير
الصحة الجنسية هل كثرة الممارسة تضعف الانتصاب​: الجواب سيذهلكِ!
إجابة طبية دقيقة
10 دقائق مشي يوميًا
الصحة 10 دقائق مشي يوميًا.. تغيّر صحتك ونفسيتك أكثر مما تتخيلين!
اتّبعيها ولاحظي الفرق!
هل النوم على البطن مضر؟
الصحة هل النوم على البطن مضر؟ إليك ما لم يخبرك به الأطباء!
دراسة جديدة تكشف خطرًا لم تتوقّعيه!
طفلة تعاني من السعال
صحة الطفل علاج الخناق عند الأطفال بالاعشاب​: مرض خطير يهدّد حياة طفلكِ!
كل ما تريدين معرفته
طفلة تقيس طولها
صحة الطفل حساب كتلة الجسم للاطفال​: كيف تعرفين وزن طفلكِ الطّبيعي!
كل ما يهمك عن صحة طفلك
طفلة مريضة في الفراش
صحة الطفل اعراض العفنه عند الطفل​: مرض خطير لا تعرف معظم الأمّهات عنه!
مشاكل خطيرة غير شائعة
امرأة في شهور الحمل الأخيرة
صحة الحامل هل تقل حركة الجنين في الشهر التاسع​: إليكِ ما ترغبين في معرفته!
لن تقلقي بعد اليوم
خط خفيف في اختبار الحمل
الحمل خط خفيف في اختبار الحمل: هل هذا يعني أنكِ حامل فعلًا؟
الطبّ يُجيبكِ..
زوجان في السرير
الثقافة الجنسية ما هو النشاط الجنسي​: كل ما ترغبين في معرفته عن الحياة الجنسيّة الصحيّة!
كل ما يجب عليكِ معرفته
امرأة حامل تمشي
رشاقة الحامل المشي في الاسبوع 33 من الحمل: إليكِ فوائده الصحية لكِ ولجنينكِ!
كل ما ترغبين في معرفته
امرأة تشرح للطبيبة ألم المعدة
اعراض الحمل هل الم المعدة من اعراض الحمل​: إليكِ الأعراض الأقلّ شيوعًا للحمل!
أعراض الحمل الأقلّ شيوعًا

تابعينا على