nathalie.farah nathalie.farah 22-06-2015
نصائح لمساعدة الطفل على مواجهة المخاوف

يعتبر الخوف ردّ فعل طبيعياً لكلّ شخص من أجل بقائه واستمراريّته. ويميل الأطفال الى الشعور بالخوف في شكل يوميّ أكثر من البالغين لأنّ العالم لا يزال جديدًا بالنسبة لهم ومهاراتهم المعرفيّة لم تتطوّر بعد. وستلاحظين أنّ مخاوف طفلك تختلف باختلاف مراحل حياته. ويعود السبب في ذلك الى أنّ اهتماماته تتغيّر كلّما تقدّم في العمر. على سبيل المثال، قد يخاف الطفل الرضيع من الضجيج أو الغرباء أو الأجسام الكبيرة أو من الانفصال عن أمّه أو عن شخص يشعره بالأمان. في حين يخاف الطفل في مرحلة الروضة من الانفصال عن أمّه، ومن الظلمة، والبقاء وحده، والماء (السباحة)، والأقنعة، والوحوش تحت السرير أو الخزانة، والحيوانات مثل الكلاب والقطط. عندما يبدأ الطفل بارتياد المدرسة سيخاف من الأشياء الخارقة مثل الأشباح والكوارث الطبيعية كالعواصف، ومن المعلّمين والرسوب والغرباء، والحصول على تقبّل الآخرين له، ومشاهدة أفلام الرّعب. إذًا كما رأيت إنّ الخوف يتخّذ أشكالاً مختلفة في كلّ مرحلة من المراحل العمرية للطفل ومن خلال دعمك له تستطيعين مساعدته على التغلّب على مخاوفه ويصبح أكثر قوّة وصلابة بوجه المخاوف الأخرى التي قد تواجهه في المستقبل. ولكن إن لم يقدّم الوالدان الدّعم للطفل أو إن تعاملا بطريقة سلبيّة مع مخاوفه سيلحقان به الضرر وسيسببّان له المزيد من المخاوف عندما يكبر. إن تمّ التعامل مع الخوف بطريقة عنيفة للغاية فقد يتحوّل الخوف الى عقدة نفسية ومن ثمّ الى فوبيا أو رهاب أو نوع آخر من اضطرابات القلق. لهذا السبب، سأقدّم لك الارشادات التالية حول كيفية مساعدة طفلك على التغلّب على مخاوفه حسب عمره.

ias

• الأطفال الرضع وحديثي المشي: إنّ العاطفة الأساسيّة التي يحتاج إليها الطفل في هذا العمر هي الاحساس بالأمان. لذلك، يجب أن تقلّلي عدد الأشخاص الذّين يقدّمون الرعاية لطفلك كما حاولي بناء علاقة آمنة ووطيدة معه (ولكن انتبهي ألاّ يتعلّق بك الى حدّ كبير)، وحافظي على التواصل البصري واللّمس وغنيّ لطفلك حتّى لو لم يفهم تمامًا ما تقولينه أو لا يستطيع التجاوب معك. إنّ بناء الثقة بينكما هو مهمّ جدًا في هذه المرحلة ومن شأنه أن يساعد طفلك على التخلّص من خوفه والاحساس بالسكينة والطمأنينة.

للمزيد: نصائح المعالجة النفسية للتعامل مع الطفل مفرط الحركة

• الأطفال في مرحلة الروضة: في هذه المرحلة، يخاف الأطفال من الأشياء من حولهم وبالأخصّ الأجسام الخياليّة ربّما بسبب خبرتهم السابقة فيعبّرون عن مخاوفهم بالكلمات على عكس الأطفال الرضع. وفقًا لدراسة أجراها علماء النفس المتخصصين في تربية الطفل، من الأفضل أن تقومي بتقسيم عمليّة مواجهة مخاوف طفلك الى خطوات صغيرة. فلا تقولي له مثلاً أنّه لا يوجد وحش تحت السرير أو أنّ الظلام لن يؤذيك بل حاولي أن تخلقي من هذه التجربة فكرة إيجابيّة وخلاّقة. وبما أنّ الخيال يهيمن على أفكاره في هذا العمر فيمكنك أن تحوّلي الخزانة المظلمة الى كهف سريّ مليء بالكنوز والحلويات فيسعى الى اكتشافه. حاولي استبدال مخاوفه بأفكار مرحة وممتعة. يعتبر الرّسم أيضًا وسيلة جيّدة لمساعدته على التعبير عن مخاوفه. وتذكريّ أنّ طفلك في هذا السنّ لا يملك القدرة على تحويل الأفكار السلبية الى إيجابية حتّى يبلغ السابعة من عمره لذلك إنّ اللّعب معه يكون أكثر فعاليّة من الكلام المنطقيّ. لذلك، حوّلي أفكاره السلبيّة الى تجارب سعيدة.

• الطفل الذّي يرتاد المدرسة: قد تبدو المخاوف في هذه المرحلة أكثر واقعيّة أو مرتبطة بتجارب أو ذكريات سابقة. سيرسم الطفل في هذا العمر ما يراه تحديدًا، لذا يمكنك أن تطلبي منه أن يرسم لك موقفًا معيّنًا يسببّ له الخوف والأفكار التي تراوده، وموقفاً آخر لا يشعره بالخوف. من خلال هذه التقنية ستساعدين طفلك على تعلّم كيفيّة تغيير مشاعره حسب أفكاره، اذ يمكنه في هذه المرحلة أن يطبّق مهاراته المعرفيّة. لا تفترضي أنّك تعرفين ما يخاف طفلك من دون أن تسأليه عن السبب بالضبط، لأنّه الوحيد الذي يمكنه أن يبوح لك عن سبب مخاوفه.

اذًا، يمكن تلخيص الخطوات على النحو التالي: أوّلاً، يجب أن تعترفي أنّ طفلك لديه مخاوف؛ ثانيًا، تحدّثي معه عن الموضوع؛ ثالثًا ضعي استراتيجية أو اتبّعي طريقة تناسب قدراته من أجل القضاء على هذه المخاوف وحاولي تطبيقها تدريجيًا وباستمرار الى أن يصبح طفلك قادرًا على السيطرة على خوفه. إيّاك والاستخفاف بأهميّة مخاوف طفلك أو أن تطلبي منه التوقفّ عن الخوف فهذا من شأنه أن يضاعف مخاوفه وقد تتحوّل الى خوف دائم يهدّد حياته كلمّا تقدّم في السنّ.

للمزيد: فرح تشرح عن كيفية مساعدة الطفل الذي يعاني من العزلة والإنطواء

الأمومة والطفل الأم والطفل الطفولة الأولى الطفولة الثانية شخصية الطفل

مقالات ذات صلة

هل يشعر أطفالك بالإهمال
الأمومة والطفل هل يشعر أطفالك بالإهمال؟ اكتشفي العلامات الخفية قبل فوات الأوان!
تصرّفات قد تبدو عاديّة، لكنّها أخطر ممّا تتخيّلين!
اذكار المساء للاطفال​
الأمومة والطفل اذكار المساء للاطفال​: الخطوة الأولى لغرس الإيمان والطمأنينة في نفس صغيركِ
أساليب فعّالة تساعده على حفظها..
هل تعلمين كم يجب أن يبقى طفلك مستيقظًا؟ الرقم سيصدمك!
الأمومة والطفل هل تعلمين كم يجب أن يبقى طفلك مستيقظًا؟ الرقم سيصدمك!
معلومات لم تعرفيها من قبل!
مفاجأة تعليمية من الصين: الذكاء الاصطناعي يصبح مادة أساسية منذ الصف الأول!
الأمومة والطفل مفاجأة تعليمية من الصين: الذكاء الاصطناعي يصبح مادة أساسية منذ الصف الأول!
هل يفعلها العالم العربي؟
غريزة الأمومة
الأمومة والطفل لماذا تختلف غريزة الأمومة من امرأة لأخرى؟ 5 عوامل مفاجئة!
لم تعرفيها من قبل!
حليب الماعز للاطفال​
الأمومة والطفل حليب الماعز للاطفال​: اكتشفي فوائده المدهشة ومتى يجب تجنّبه!
هل يمكنهم شربه؟
كل أم يجب أن تعرف هذه العلامات.. هل طفلكِ سعيد فعلاً؟
الأمومة والطفل كل أم يجب أن تعرف هذه العلامات.. هل طفلكِ سعيد فعلًا؟
ستفاجئكِ الإجابة!
مهام منزلية تبني شخصية طفلكِ وتغرس فيه حسّ المسؤولية!
العناية بالمنزل مهام منزلية تبني شخصية طفلكِ وتغرس فيه حسّ المسؤولية!
إليكِ الدليل العملي حسب عمره!
الخطأ الذي ترتكبه 9 من كل 10 أمهات عند الغضب!
الأمومة والطفل الخطأ الذي ترتكبه 9 من كل 10 أمهات عند الغضب!
السر في هذه العادة البسيطة!
مشروب شائع يهدد حياة طفلكِ.. والأطباء يحذّرون بشدّة!
الأمومة والطفل مشروب شائع يهدد حياة طفلكِ.. والأطباء يحذّرون بشدّة!
دراسة علميّة تؤكّد..
فن الكولاج للاطفال​
الأمومة والطفل فن الكولاج للاطفال​: هل تعلمين كيف يطوّر الإبداع والخيال؟
لا بدّ من تعليمه لصغارك!
التربية السيئة
الأمومة والطفل أسرار التربية السيئة: كيف تتحول أخطاء بسيطة إلى كوارث تربوية؟
احذري من تدمير شخصيّة صغاركِ!

تابعينا على