لم تكن تجربتي مع المشي ١٠ آلاف خطوة يوميًا مجرد تحدٍّ عابر. كانت نقطة تحوّل حقيقية في نمط حياتي. في البداية، لم أكن أدرك كم يمكن لهذا الروتين البسيط أن يُحدث فرقًا. لكن مع مرور الوقت، فوجئتُ بمدى التغيرات الصحية والجسدية والنفسية التي عشتها.
في هذا المقال، سأشارككِ رحلتي بكل تفاصيلها. ستجدين تحليلًا علميًا عن فوائد المشي. كما سأحكي لكِ كيف نظّمت يومي لتحقيق هذا الهدف. ثم سأكشف عن التأثيرات الصحية التي لاحظتها، وأيضًا كيف أثّر ذلك على تحسين حالي النفسية.
لماذا المشي ١٠ آلاف خطوة؟ أساس علمي واضح
قبل أن أبدأ، قرّرت أن أبحث. لماذا تحديدًا ١٠ آلاف خطوة؟ هل هي مجرد صيحة؟

وجدت أنّ هذا الرقم ظهر أولًا في اليابان كهدف تسويقي. لكن الأبحاث الحديثة دعمت الفكرة. مثلًا، دراسة نُشرت في JAMA Internal Medicine عام ٢٠٢١ أوضحت أن المشي المنتظم يقلل خطر الوفاة المبكرة بنسبة ٣٨٪ لدى كبار السن.
أيضًا، أشارت دراسات أخرى إلى أن المشي يوميًا يدعم صحة القلب. يحسّن الدورة الدموية. يخفّض ضغط الدم. يقلّل الكوليسترول الضار.
وهذا ليس كل شيء. فالمشي يُعتبر أحد أفضل الأنشطة لحرق الدهون. كما يحفّز هرمونات السعادة ويخفّف القلق والتوتر. وكل هذا بدون أي معدات رياضية أو تكلفة.
البداية كانت صعبة.. لكن ليست مستحيلة
حين قرّرت بدء تجربتي مع المشي ١٠ آلاف خطوة، لم أكن معتادة على النشاط اليومي المنتظم. كنتُ أعمل أمام الحاسوب لساعات طويلة. بالكاد كنت أمشي ٣ إلى ٤ آلاف خطوة.
لهذا، اعتمدتُ خطة بسيطة: لا أحاول بلوغ ١٠ آلاف خطوة دفعة واحدة. بل أزيد العدد تدريجيًا. في الأسبوع الأول، جعلت هدفي ٥ آلاف خطوة. ثم أضفت ألف خطوة إضافية أسبوعيًا.
كذلك، كنت أحرص على تقسيم المشي خلال اليوم:
- صباحًا قبل العمل
- مشي قصير بعد الغداء
- جولة مسائية مع الاستماع إلى موسيقى مريحة
هذا التوزيع ساعدني كثيرًا. لم أشعر أنني مضغوطة لتحقيق الهدف. بل صار الأمر جزءًا من روتيني الطبيعي.
ماذا حدث لجسمي بعد شهرين؟
بعد نحو شهرين من بدء تجربتي مع المشي ١٠ آلاف خطوة، لاحظت أولى النتائج.

أولًا: خسارة الوزن
نعم، فقدت نحو ٣ كغ من وزني. لم أتّبع حمية صارمة. فقط راقبت الكمية التي أتناولها. المشي ساعد جسمي على حرق الدهون بشكل طبيعي.
ثانيًا: تحسين اللياقة
أصبحت قادرة على صعود الدرج بدون لهاث. نبض قلبي أكثر انتظامًا. شعرت بتحسّن كبير في التنفّس.
ثالثًا: قوة العضلات
عضلات ساقيّ أصبحت مشدودة أكثر. المفاصل أكثر مرونة. آلام الظهر التي كانت ترافقني بسبب الجلوس الطويل خفّت بشكل واضح.
الجانب النفسي: هنا المفاجأة الكبرى
بعيدًا عن الصحة الجسدية، أثّرت تجربتي مع المشي ١٠ آلاف خطوة على حالي النفسية بطرق لم أتوقّعها.
تقليل التوتر
كل يوم كنت أخرج للمشي، أشعر أنني أُفرغ الطاقات السلبية. بعد نصف ساعة فقط من المشي المنتظم، أحسّ براحة غريبة. الأمر أشبه بجلسة علاج نفسي مجانية في الهواء الطلق.
تحفيز الإبداع
لاحظتُ أن أفضل أفكاري خلال عملي في الكتابة كانت تأتيني أثناء المشي. هناك تفسير علمي لذلك. المشي ينشّط الدورة الدموية في الدماغ. يحفّز مراكز التفكير والإبداع.
تحسين النوم
قبل بدء هذه العادة، كنت أعاني من صعوبة في النوم. لكن بعد أسابيع من المشي المنتظم، بدأت أنام بشكل أعمق وأسرع. جسدي صار يتعب بشكل صحي. وبالتالي، النوم أصبح طبيعيًا ومتوازنًا.
تحدّيات وصعوبات.. وكيف تغلّبت عليها؟
بالطبع، الرحلة لم تكن دائمًا سهلة.

أول عقبة: ضيق الوقت
في أيام العمل المزدحمة، كان من الصعب إيجاد وقت كافٍ. لكنّني حللت المشكلة بتقسيم المشي. حتى لو مشيت ١٥ دقيقة هنا و١٠ دقائق هناك، كنت أصل إلى هدفي في نهاية اليوم.
ثاني عقبة: الطقس
في أيام الشتاء الباردة، المشي في الخارج صعب. عندها لجأت إلى المشي في ممرّات المجمّع التجاري، أو حتى داخل البيت. الأهم أن أُبقي نفسي متحرّكة.
ثالث عقبة: التعب الجسدي
أحيانًا كنت أشعر بإرهاق. في تلك الأوقات، كنت أستمع إلى جسدي. لو احتجت ليوم راحة، كنت أخصّصه. المرونة مهمّة جدًا للاستمرار.
اليوم، بعد أشهر من المواظبة على تجربتي مع المشي ١٠ آلاف خطوة يوميًا، يمكنني القول إنني اكتسبت عادة جديدة غيّرت حياتي. جسدي أصبح أكثر صحة. نفسيتي أكثر صفاءً. طاقتي أعلى. نومي أفضل.
وهذه عادة يمكن لأي امرأة اعتمادها بسهولة. لا تحتاجين لصالة رياضية. لا تحتاجين لمعدات معقّدة. فقط حذاء مريح، وإصرار بسيط. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وعرضنا لكِ 10 خطوات لتبدين بمظهر جيّد يوميًّا من دون جهد.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أعتبر المشي من أذكى القرارات الصحية التي يمكن أن تتخذها أي امرأة. فوائده لا تُحصى. والأجمل أنّه نشاط يمكن إدماجه في يومكِ مهما كانت ظروفكِ. أنصح كل قارئة بأن تخوض تجربتي مع المشي ١٠ آلاف خطوة. ابدئي اليوم. وستُدهشين من النتائج بعد أسابيع قليلة.