يظن الكثيرون أن ضحك الأطفال أثناء الدغدغة دليل على سعادتهم واستمتاعهم باللحظة، إلا أن الواقع يحمل جانبًا آخر قد يُغفل بسهولة. تبدو الدغدغة تصرفًا بريئًا ومحبّبًا، لكنها تحمل في طياتها مخاطر خفيّة على سلامة الطفل الجسدية وصحّته النفسية، خاصةً إن تجاوزت الحدود الآمنة.
في هذا المقال، نسلّط الضوء على أبرز الأضرار الصحية التي قد تُصيب الطفل بسبب الدغدغة المفرطة، مع شرح تفصيلي لكل خطر بطريقة مبسطة وواضحة. نهدف من خلال هذا العرض إلى رفع الوعي لدى الأهل وتوجيههم نحو طرق أكثر أمانًا للتفاعل مع أطفالهم.
اضطرابات في التنفس
تؤثر الدغدغة القوية على الجهاز التنفسي للطفل. فعندما يبدأ الطفل بالضحك بشكل غير إرادي، قد يحبس أنفاسه من دون وعي، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الجسم. في حالات أخرى، تزداد سرعة التنفس بشكل كبير، مما يُسبب فرط التهوية، وقد ينتج عنه دوار أو شعور بالإرهاق الشديد.

خطر الاختناق أثناء تناول الطعام
حين يمارس الأهل الدغدغة على أطفالهم أثناء تناول الطعام أو الشراب، فإنهم يعرّضونهم لاحتمال خطير يتمثل في دخول الطعام أو الشراب إلى مجرى التنفس، مما قد يُسبب الاختناق. يتفاقم هذا الخطر إذا كان الطفل صغير السن أو غير قادر على السعال بفعالية لطرد ما دخل مجرى الهواء.
الدغدغة والمشاعر النفسية المزعجة
لا يشعر بعض الأطفال بالراحة أثناء الدغدغة، رغم ضحكهم الخارجي. إذ قد يعاني الطفل من فقدان السيطرة أو القلق، وقد تتطوّر الحال لتصل إلى نوبات هلع. يشعر الطفل حينها بالخوف، وربما يبدأ بالبكاء أو التوتر الزائد، خاصة إذا تكررت التجربة بطريقة مزعجة.
الإصابات الجلدية والعضلية الخفيفة
في بعض الحالات، تتسبب الدغدغة المتكررة أو القوية في حدوث خدوش على سطح الجلد، خصوصًا إذا كانت الأظافر طويلة. كذلك، قد تتعرض العضلات الخارجية للشدّ أو الضغط الزائد، مما يؤدي إلى ظهور كدمات أو ألم موضعي لدى الطفل. هذه الإصابات تُهمل أحيانًا، لكنها تسبب انزعاجًا متزايدًا على المدى القريب.
قد تبدو الدغدغة وسيلة ممتعة لإضحاك الأطفال، لكنها تخفي خلفها العديد من الأضرار المحتملة. من الضروري أن ينتبه الأهل إلى ردود فعل الطفل، ويتوقفوا فورًا إذا ظهرت علامات الانزعاج أو التعب. يجب أن يرتكز التفاعل مع الطفل على الاحترام والحب، لا على الإكراه أو الضغط. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وعرضنا لكِ أسرار ضبط المشاعر لدى طفلكِ.