رغم سعينا الدائم في تربية أطفال سعداء ومنتجين إلّا أنّ هناك بعض الأمور التي لا نعيرها اهتماماً في الوقت التي من شأنها أن تجعل كل تربيتنا تذهب سدىً. فنحن غالباً ما نميل إلى التركيز على تعليم الطفل المبادئ والقيم الأخلاقية العالية وننسى أنّه يرى فينا المثل الأعلى؛ فهل نحن على قدر المسؤولية؟! من هنا، اخترنا تسليط الضوء على إحدى تلك الأمور التي نقوم بها أمام أطفالنا من دون إدراك تأثيرها عليهم وعلى تصرفاتهم مع الآخرين.
إنّها النميمة؛ عندما ننتقد مثلاً الوزن الزائد لإحدى النساء التي تمرّ أمامنا أو نسخر من ملابس الآخرين ومظهرهم الخارجي ونُمضي الوقت في التحدث عن المشاكل الشخصية لأناسٍ لا نمت لهم بصلة… وكل ذلك من دون أن ننتبه إلى أنّ ذاكرة الطفل تسجّل كل ما يحصل من حوله. فهل تعلمين أنّ ذلك لا ينطوي فقط تحت الأسلوب أو المنهج التربوي الذي تتبعينه مع طفلك إنّما يؤثر أيضا على ثقته بنفسه؟
إلى جانب كونها من الأمور التي يكرهها الرجل وتدفعه إلى النفور من زوجته، تُعد النميمة على مظاهر الآخرين من الأشياء التي تؤثر بطريقة غير مباشرة على ثقة طفلك بنفسه. إذا وجدك مثلاً تنتقدين أحدهم على وزنه الزائد، فهو سيعيس خوفاً من أن يسمن في المستقبل ويتعرض للإنتقادات نفسها التي تطلقينها. وفي حال زاد وزنه، فهو سيعاني من قلة الثقة بالنفس التي قد تجعله منطوياً على نفسه ومنعزلاً عن الآخرين.
أمّا الأسوأ من ذلك، فهو أنّ التنمر يبدأ من النميمة؛ فلا تستغربي أبداً ما إذا وصلتك شكاوى من أنّ طفلك يتنمر على أحد زملائه في المدرسة. وتذكري أنّ التنمر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء التي من شأنها أن تقضي على شخصية أي طفلٍ ومستقبله. فهل تقبلين أن تكوني السبب؟!
والآن، ما رأيك في إلقاء نظرة على النصائح الذهبية لمحاربة التنمر؟