أعراض يجب أن تدفعك فورًا لزيارة الطبيب خلال الحمل وهي ليست مجرّد إشارات عابرة، بل قد تكون تحذيرًا خطيرًا من الجسم بأنّ هناك خللًا ما. خلال هذه المرحلة الدقيقة، يتوجّب على كل امرأة أن تنتبه جيدًا لأي تغيّر جسدي أو شعور غير طبيعي. فالحمل رحلة دقيقة تتطلّب مراقبة مستمرّة. حيث يمكن لبعض العوارض أن تشير إلى مخاطر تهدّد صحتك أو صحّة الجنين في الرحم.
في هذا المقال، سنتناول أبرز هذه العوارض بالتفصيل، ونشرح الأسباب العلمية وراء كل منها، بناءً على ما توصلت إليه الدراسات الحديثة. كما سنتحدث عن الوقت المناسب لطلب الاستشارة الطبية، مع تقديم معلومات موثوقة لمساعدتك في اتخاذ القرار الصحيح.
1- نزيف مهبلي في أي وقت من الحمل
في بعض الحالات، قد يكون النزيف بسيطًا ولا يستدعي القلق، مثل النزيف الذي يحدث بعد الفحص الداخلي أو العلاقة الحميمة. ولكن، في أحيان أخرى، يُعدّ النزيف المهبلي علامة خطيرة.
قد يكون النزيف في بداية الحمل مؤشرًا على الإجهاض المبكر أو الحمل خارج الرحم. أما في الثلثين الثاني والثالث، فقد يدل على انفصال المشيمة أو المشيمة المنزاحة، وهما حالاان تستدعيان التدخل الطبي العاجل.
وفقًا لجامعة كليفلاند الطبية (Cleveland Clinic)، فإن النزيف الغزير أو المترافق مع ألم شديد أو تقلصات يستدعي زيارة الطبيب فورًا، خاصّةً إن تكرّر أو استمرّ لفترة طويلة.
2- صداع حاد ومستمر
من الطبيعي أن تعاني المرأة من بعض الصداع خلال الحمل بسبب التغيرات الهرمونية. لكن، عندما يكون شديدًا، ولا يزول بالراحة أو المسكنات الآمنة، فقد يكون ذلك من أعراض يجب أن تدفعك فورًا لزيارة الطبيب خلال الحمل.
قد يرتبط هذا النوع من الصداع بارتفاع ضغط الدم الحملي أو ما يعرف بـ”تسمم الحمل“. وهي حال خطرة قد تؤثر على الكبد والكلى، وقد تهدد حياة الأم والجنين معًا إذا لم تُعالَج بسرعة.
تشير منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أنّ ارتفاع ضغط الدم مع صداع قوي، وزغللة في النظر، وتورّم الوجه أو الأطراف، هي مؤشرات طبية طارئة.
3- حركة الجنين أصبحت ضعيفة
بعد الأسبوع الـ20 من الحمل، تبدأ الحامل بالشعور بحركات الجنين بوضوح. ومنذ هذه اللحظة، تُعدّ مراقبة هذه الحركات أمرًا أساسيًا للاطمئنان على صحة الجنين.
في حال لاحظتِ انخفاضًا واضحًا في عدد الحركات أو توقّفها تمامًا، يجب التوجّه فورًا إلى الطبيب. فالحركة الضعيفة قد تكون علامة على نقص الأوكسجين أو المغذيات لدى الجنين.
الأكاديمية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG) توصي بعدّ الحركات يوميًا، واللجوء إلى إجراء فحص تخطيط نبض الجنين عند أي خلل.
4- حمى وارتفاع في درجة الحرارة
ارتفاع حرارة الجسم أكثر من 38 درجة مئوية خلال الحمل ليس أمرًا بسيطًا. فالإصابة بالحمى قد تدل على عدوى فيروسية أو بكتيرية، مثل التهابات المسالك البولية أو الإنفلونزا أو حتى فيروس “كورونا”.
قد يؤدّي تجاهل الحمى خلال الحمل إلى مضاعفات مثل الولادة المبكرة أو تأخر النمو داخل الرحم، لذلك تعتبر من أعراض يجب أن تدفعك فورًا لزيارة الطبيب خلال الحمل.
دراسة نُشرت في مجلة Lancet Infectious Diseases وجدت أنّ الحمى الشديدة في الثلث الأول من الحمل ترتبط أحيانًا بعيوب خلقية في الجنين، خاصّةً إن لم تُعالج بسرعة.
5- ألم شديد في الجزء العلوي من البطن أو الكتف الأيمن
قد يكون هذا النوع من الألم غير مألوف، لكنه أحيانًا يشير إلى حال خطيرة تُعرف بـ”متلازمة HELLP”، وهي أحد أشكال تسمم الحمل وتؤثر على الكبد وتؤدي إلى تكسير خلايا الدم.
في هذه الحال، قد تشعرين بألم مفاجئ في أعلى البطن أو الكتف، يرافقه غثيان وتقيؤ، وارتفاع ضغط الدم. من المهم التوجه الفوري إلى الطبيب لأنّ تجاهل هذه العوارض قد يؤدّي إلى تمزّق الكبد أو مضاعفات مهددة للحياة.
6- تورم شديد ومفاجئ في الوجه أو اليدين أو القدمين
رغم أنّ التورم البسيط خلال الحمل أمر شائع، خاصة في القدمين، إلا أن التورم المفاجئ والشديد يُعدّ علامة تحذيرية. وغالبًا ما يرتبط بارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل.
عند ملاحظة تورم غير طبيعي مع صداع أو زغللة، يجب عدم الانتظار، لأنّ التأخير قد يعرّضكِ والجنين للخطر.
7- ضيق تنفّس أو ألم في الصدر
في الحالات العادية، قد تواجهين صعوبة بسيطة في التنفس مع كبر حجم الرحم. لكن، عندما يكون ضيق التنفس شديدًا أو يرافقه ألم في الصدر أو خفقان، فقد يكون ذلك مؤشرًا على جلطة دموية في الرئة.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، فإن خطر الإصابة بالجلطات يزيد خلال الحمل. خاصّةً في حال الجلوس لفترات طويلة أو وجود تاريخ عائلي للجلطات.
8- تقلصات مبكرة أو ضغط في الحوض
يجب أن تُعتبَر أي تقلصات منتظمة قبل الأسبوع 37 حال طارئة. فهي قد تدل على بدء ولادة مبكرة. خاصّةً إذا كانت التقلصات مؤلمة ومتكررة وترافقها إفرازات غير طبيعية أو دم.
تنصح الجمعية الأمريكية للنساء والتوليد بمراقبة عدد التقلصات ومدّتها والتوجه إلى الطبيب فورًا إذا تكررت أكثر من 4 مرات في الساعة.
أعراض يجب أن تدفعك فورًا لزيارة الطبيب خلال الحمل هي بمثابة جرس إنذار لا يجب إهماله. الاهتمام المبكر بهذه العلامات يمكن أن ينقذ حياتكِ وحياة جنينك. احرصي دائمًا على التواصل المستمر مع طبيبك، وتذكّري أنّ الوقاية خير من العلاج. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأجبناكِ على سؤال: لماذا لم يخبرني أحد أن الحمل بهذه الصعوبة؟
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ على كل حامل أن تضع لنفسها قاعدة بسيطة: “عند أي شعور غير معتاد، أستشير الطبيب فورًا”. لا تنتظري أو تقللي من أهمية ما تشعرين به، فالجسم لا يكذب، وكل عرض له معنى. تابعي نفسك بحب، واعتني بجنينكِ كأعظم مشروع في حياتك.
