منى.نصار منى.نصار 01-06-2016
الأضرار النفسية لإستعجال الطفل

في حياتنا العصرية اليومية، لا شكّ بأن لكلّ دقيقة أهميتها القصوى لإنجاز المهام المطلوبة والإلتزام بالمواعيد، فكيف الحال لو كنتِ أمّاً؟ فما بين ترتيب البيت، تحضير الأطفال للمدرسة، وتأمين الوجبات لهم، ليس من المستغرب أن يكون يومكِ حافلاً للغاية!

ias

ولكن، هل لاحظتِ أنكِ أصبحتِ لا إرادياً تستعجلين طفلكِ بشكل دائم وتكرّرين كلمة "أسرع، لقد تأخّرنا!" حتى أكثر من كلمة "أحبك"؟ قد تريدين التفكير ملياً قبل فعل ذلك في المرّة المقبلة! والسبب؟

> يعتبر الإستعجال في بعض الحالات نوعاً من التعنيف المرفوض ضدّ الطفل

  • المثال السيء: لا تنسي أنّ طفلكِ يتطلّع نحوكِ كمثالٍ أعلى ويحاول التماهي بكِ في مراحل حياته اللاحقة. لذلك، فأنتِ تشكلين بفعلكِ هذا مثالاً سيئاً عن الطريقة التي عليه أن يتصرّف بها مستقبلاً، ألا وهي العيش في عصر السرعة، وعدم التمهّل للإستمتاع بالأمور الصغيرة.
  • العنف الكلامي: كذلك، يعتبر الإستعجال في بعض الحالات إن كان متكرّراً وحادّاً كنوعٍ من التعنيف المرفوض ضدّ الطفل، خصوصاً أنّ توتّر الأم قد يجعلها تتفوّه بألفاظ مؤذية للطفل على الصعيد النفسي وتحبط من عزيمته، مثل عبارة "أسرع، أنت بطيء للغاية!" أو "سيفوتنا (هذا الأمر) بسببك أنت!"
  • قلّة الصبر: لا تنسي أيضاً أنكِ بتصرّفكِ هذا تعوّدين طفلكِ على فعل الأمور بسرعة كبيرة، ما يحوّله مستقبلاً لفرد معدوم الصبر كلياً، الأمر الذي سيؤثر عليه سلباً في مختلف أصعدة حياته.
  • الإنفصال العاطفي: إستعجالك الدائم لطفلكِ قد يشعره بأنكِ لا تمتلكين الوقت له، أو أنكِ قد تغضبين في حال أضاع القليل من وقتكِ "الثمين"، حتى ولو كان لأمرٍ مهم بالنسبة له، مثل إخباركِ بأمرٍ يزعجه، أو طلب فعل شيء يرغب به.

بعيداً عن المثاليات…

ولكن، لنتوقّف لبرهة ونفكّر بالقليل من المنطق بعيداً من المثاليات، فمتطلّبات الحياة تفرض عليكِ الإلتزام بجدول زمني محدد، والذي إجمالاً لا يحتمل التمهّل والتأجيل، خصوصاً أن الطفل بطبيعته يحب اللهو أحياناً إلى حدّ الإفراط… فكيف تستطيعين تفادي إستعجال طفلكِ من دون التأخر عن المواعيد اللازمة وإنجاز المهمات المطلوبة منكِ؟

إليكِ بعض النصائح البسيطة في هذا السياق:

  • قومي بتنظيم يومكِ مسبقاً، مثل وضع جدول يومي، وإعطاء نفسكِ بعض الوقت الإضافي دائماً حتى لا تكوني على عجلة من أمركِ. فبدلاً من إيقاظ طفلكِ مثلاً الساعة السابعة وإستعجاله لتناول الفطور بسرعة وإرتداء ملابسه قبل المدرسة، قومي بإيقاظه قبل نصف ساعة، وإعطائه بعض الوقت الإضافي للإستمتاع بوجبته الصباحية وتحضير نفسه.
  • علّمي طفلكِ مفهوم احترام الوقت، فمن الضروري أن يعرف أنّ هناك أحياناً أموراً لا يستطيع التأخر عليها، وإلاّ لأصبح لهذا التأخير عواقب، مثل إخباره بهدوء مثلاً أنّه وإن أمضى وقتاً طويلاً وهو يلهو خلال إرتداء ملابسه قبل الخروج، سيقوم متجر البوظة بالإغلق، وسيفوته تناول النكهة المفضّلة لديه. هكذا، سيعرف طفلكِ أهمية عدم إضاغة الوقت، مقابل الإستمتاع بالأمور الصغيرة وعدم استعجالها.
  • خصّصي مرّتين في الأسبوع أقّله لـ"وقت فراغ" تقومين خلاله بالإستخاء مع طفلكِ، التواصل معه، وفعل أي أمر يرغب به دون إستعجال أو إلتزام بجدول زمني محدد.

لذلك، فكّري جيداً قبل استعجال طفلكِ، وما إن كان الأمر يتسحق فعلاً أن تعرّضيه لهذا النوع من التوتر والضغط بشكل دائم. إلتقطي أنفاسكِ، تمهّلي قليلاً، وإستمتعي مع عائلتكِ الصغيرة بكل لحظة وبأصغر الأمور حتى أكبرها، فما تقومين بإستعجاله اليوم هو وقت ثمين ستندمين على الإسراع خلاله لاحقاً!

إقرئي المزيد: كلمات سامة بتأثير كارثي لا تقوليها إطلاقاً لطفلكِ!

الأمومة والطفل الأم والطفل الطفولة الأولى الطفولة الثانية تربية الطفل

مقالات ذات صلة

هذا "البديل الصحي" قد يسرّع بلوغ طفلك.. دراسة تكشف الحقيقة الصادمة!
الأمومة والطفل هذا "البديل الصحي" قد يسرّع بلوغ طفلك.. دراسة تكشف الحقيقة الصادمة!
إليك ما لم يخبرك به أحد!
قلة النشاط عند الأطفال
الأمومة والطفل قلة النشاط عند الأطفال قد تكشف لكِ عن مشكلة خطيرة لا تتوقعينها!
لا تتجاهلي هذه المشكلة!
أنتِ لستِ أمًّا سيئة! اكتشفي الحقيقة الصادمة خلف صراخ الأمهات
الأمومة والطفل أنتِ لستِ أمًّا سيئة! اكتشفي الحقيقة الصادمة خلف صراخ الأمهات
هل سبق أن فقدتِ أعصابك أمام طفلك؟
هل تريدين طفلًا قوي الشخصية؟ طبّقي هذه العادات الخمس فورًا!
الأمومة والطفل هل تريدين طفلًا قوي الشخصية؟ طبّقي هذه العادات الخمس فورًا!
خبراء التربية يكشفون..
لا تعاقبي طفلك بعد الآن: هذه السلوكيات الخمسة تعني أنه ينمو بشكل صحي!
الأمومة والطفل لا تعاقبي طفلك بعد الآن: هذه السلوكيات الخمسة تعني أنه ينمو بشكل صحي!
صدّقي أو لا تصدّقي!
قلة النشاط
الأمومة والطفل لست وحدك.. كثير من الأمهات يعانين من قلة النشاط بسبب هالـ ٥ أسباب
معلومات ستغيّر نظرتكِ لنفسكِ..
جدول التطعيمات للاطفال
الأمومة والطفل جدول التطعيمات للأطفال: خطوة بخطوة لتحصين صغيرك من الأمراض الخطيرة
دليل كامل بين يديكِ..
زيادة مفاجئة في القلق النفسي لدى الأطفال العرب
الأمومة والطفل طفولتهم في خطر: زيادة مفاجئة في القلق النفسي لدى الأطفال العرب!
إليكِ الأسباب والحلول..
هذا ما يحدث في عقل طفلك عند استخدام الهاتف قبل عمر 13.. نتائج مرعبة!
الأمومة والطفل هذا ما يحدث في عقل طفلك عند استخدام الهاتف قبل عمر 13.. نتائج مرعبة!
نتائج دراسة جديدة..
بعد سنة واحدة فقط.. هذا ما يفعله الهاتف بدماغ طفلك!
الأمومة والطفل بعد سنة واحدة فقط.. هذا ما يفعله الهاتف بدماغ طفلك!
الحقيقة التي تخفيها الشاشات!
وزن طفلك
الأمومة والطفل هل وزن طفلك طبيعي؟ مؤشرات مهمّة لازم تنتبهي لها
دليل كامل بين يديكِ..
هل طفلك بخير فعلًا؟ 4 علامات خفيّة تكشف توتره العميق!
الأمومة والطفل هل طفلك بخير فعلًا؟ 4 علامات خفيّة تكشف توتره العميق!
اليك أبرزها

تابعينا على