كيف احمل بتوأم؟ تجارب حقيقية ونصائح علمية مضمونة!

كيف احمل بتوأم؟ سؤال يشغل بال الكثير من النساء في مرحلة التخطيط للحمل. فهناك من تحلم بتجربة الأمومة المزدوجة، لتعيش فرحة احتضان طفلين في آنٍ واحد. وهناك من ترغب في استغلال فرصة الإنجاب بتوأم لأسباب شخصية أو صحية. لكن، هل فعلًا يمكن التأثير على فرصة الحمل بتوأم؟

في هذا المقال، نضع بين يديكِ خطة متكاملة. سنستعرض لكِ أبرز العوامل العلمية التي ترفع فرصة الحمل بتوأم، بناءً على دراسات موثوقة وتجارب حقيقية لنساء خضن هذه التجربة. وسنشارككِ أيضًا نصائح فعّالة يمكنكِ تبنّيها في حياتك اليومية لتحقيق هذا الهدف. تابعي القراءة بعناية!

العامل الوراثي

في البداية، لا بد من القول إن العامل الوراثي يؤدّي دورًا مهمًا جدًا. إذا وُجدت حالات حمل بتوأم في عائلتكِ، خصوصًا في جهة الأم، فهذا يرفع فرصكِ بنسبة كبيرة. لماذا؟

لأن التوائم غير المتطابقة تنتج عن إطلاق أكثر من بويضة في الدورة الشهرية الواحدة. بعض النساء يحملن جينات تحفّز تعدد التبويض. وبحسب دراسة نُشرت في American Journal of Obstetrics and Gynecology، النساء اللواتي ينحدرن من عائلات فيها توائم لديهن فرص مضاعفة للحمل بتوأم مقارنة بغيرهنّ (Hall, 2017).

لذلك، إن كنتِ تعرفين وجود توائم في العائلة، فهذا أول مؤشر إيجابي. لكن لا تقلقي، حتى لو لم يكن هذا العامل متوفرًا، هناك وسائل علمية أخرى يمكن اعتمادها لتحقيق الحمل بتوأم.

العمر والهرمونات

ثانيًا، يؤدّي العمر دورًا بالغ الأهمية. كلما تقدمتِ في العمر، خاصة بعد سن الثلاثين، زادت فرص الحمل بتوأم. السبب بسيط: مع تقدّم العمر، يصبح المبيض أكثر ميلًا لإطلاق بويضتين أو أكثر في الدورة الواحدة.

تُشير الدراسات إلى أنّ النساء بين ٣٠ و٣٩ عامًا هنّ الأكثر احتمالًا للحمل بتوأم (Steiner et al., 2010). وهذا يعود إلى تغيّرات هرمونية طبيعية في جسم المرأة مع التقدّم في العمر.

أيضاً، ارتفاع مستوى الهرمون المنشّط للجريبات (FSH) يعزز تعدد الإباضة. لذا، من المهم مراقبة مستويات هذا الهرمون واستشارة الطبيب حولها.

النظام الغذائي

الآن، دعينا نتحدث عن التغذية. نعم، النظام الغذائي قد يؤثر في فرص الحمل بتوأم.

بيّنت دراسة شهيرة أجرتها جامعة نيويورك أنّ النساء اللواتي يتّبعن نظامًا غذائيًا غنيًا بالبروتينات الحيوانية (مثل الألبان واللحوم) لديهن فرص أعلى للحمل بتوأم مقارنة بالنساء النباتيات (Steinman, 2006).

كذلك، استهلاك منتجات الألبان الغنية بهرمون IGF-1 قد يعزز التبويض المزدوج. لذا، إن كنتِ تفكرين في كيف احمل بتوأم، حاولي التركيز على:

• منتجات الألبان كاملة الدسم
• لحوم عضوية
• بيض غني بالأوميغا ٣
• خضروات ورقية غنية بحمض الفوليك

لكن، لا تفرطي في الاستهلاك. استشيري مختصّ تغذية لتحصلي على خطة غذائية متوازنة.

مؤشر كتلة الجسم (BMI)

مفاجأة للبعض: النساء اللواتي يمتلكن وزنًا أعلى قليلًا (BMI فوق ٢٥) تزداد فرصهنّ بالحمل بتوأم.

يُعتقد أن النسيج الدهني يرفع مستويات الأستروجين، ممّا قد يؤدي إلى إطلاق أكثر من بويضة. ولكن هذا لا يعني التوجه إلى زيادة الوزن بشكل عشوائي. فالوزن الزائد المفرط يؤثر سلبًا على الخصوبة. المطلوب الحفاظ على وزن صحي ضمن النطاق الآمن.

تقنيات التلقيح الصناعي

لا شكّ أنّ التقنيات الحديثة في الطب التناسلي، مثل التلقيح الصناعي (IVF) والعلاج الهرموني، رفعت نسبة حالات الحمل بتوأم عالميًا.

عند اللجوء إلى أطفال الأنابيب، غالبًا ما يُزرَع أكثر من جنين واحد لضمان نجاح الحمل. وبهذا، ترتفع فرص الحمل بتوأم أو أكثر.

لكن يجب الحذر. الحمل المتعدد يزيد من مخاطر الولادة المبكرة والمضاعفات الصحية. لهذا السبب، يناقش الأطباء معكِ الخيار الأفضل بناءً على حالكِ الصحية.

أعشاب ومكملات غذائية

كثير من النساء يتداولن نصائح عن أعشاب تحفّز الحمل بتوأم. أبرزها:

• جذور اليام البري (Wild Yam)
• حب الرشاد
• زيت زهرة الربيع المسائية

لكن، الدراسات حول فعاليتها ليست قاطعة. والأهم: قد تتداخل بعض هذه الأعشاب مع أدوية الخصوبة أو تؤدّي إلى تأثيرات جانبية.

لذلك، إن قرّرتِ استخدامها، استشيري طبيبكِ أولًا. فالاعتماد على النصائح العشوائية قد يؤذي صحتكِ بدلًا من أن يفيدها.

تجارب حقيقية

تجارب النساء اللواتي حملن بتوأم متنوّعة جداً. بعضهنّ اعتمدن على النظام الغذائي الغني بالبروتينات، وأخريات لجأن إلى تقنيات طبية.

في مقابلات عديدة، ذكرت سيدات أنّ دعم الطبيب المتخصص في الخصوبة كان العامل الأهم في نجاح التجربة. كذلك، الالتزام بمتابعة دقيقة للهرمونات وللإباضة كان نقطة تحوّل.

صرّحت إحدى النساء في دراسة نشرتها Fertility and Sterility بأن المتابعة الدقيقة لمستوى FSH ومراقبة الإباضة ساعدها كثيرًا على تحقيق حلمها بإنجاب توأم.

الخلاصة

كيف احمل بتوأم؟ أصبح لديكِ الآن إجابة شاملة. بين العوامل الوراثية، والعمر، والنظام الغذائي، ومؤشر كتلة الجسم، والتقنيات الطبية الحديثة، تملكين العديد من المفاتيح لزيادة فرصكِ.

لكن، من الضروري اتخاذ القرار بتعقّل. الحمل بتوأم تجربة رائعة، لكنها تحمل أيضًا تحدّيات صحية إضافية. لذا، احرصي دائمًا على استشارة الأطباء المختصين قبل اعتماد أي طريقة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأخبرناكِ كيف يختلف حمل التوأم عن الحمل العادي؟

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الأهم في رحلة التفكير في الحمل بتوأم هو مراعاة صحتكِ أولًا. لا تسعي وراء الطرق العشوائية أو الممارسات غير المدروسة. استفيدي من العلم، واعملي بتوازن مع جسمكِ وطبيبكِ لتحقيق حلمكِ بأمان وسلام.