غريس مورا غريس مورا 04-04-2024
ما متلازمة "الطفل الذهبي" وكيف تؤثر على تطور ابنك ومستقبله؟

يقع بعض الآباء أحيانا في خطأ تربوي كبير حين يدفعون أبناءهم بقوة للتميّز في كل شيء وتحقيق النجاح على مختلف الصعد، دون أن يدركوا أن هذا الضغط سيتسبب في وقوع الصغار ضحايا لمتلازمة “الطفل الذهبي”.

ias

فعندما يتوقع الآباء الكثير من أطفالهم، ويعطونهم مسؤوليات الكبار؛ ويجعلون حبهم وعاطفتهم مشروطة بتحقيق تلك التوقعات، فإن ذلك سينعكس سلبا على الطفل وستكون له مجموعة من التبعات التي ستؤثر على حياته مستقبلا. واكتشفي كيف تربين طفلا قادرا على العطاء؟

من “الطفل الذهبي”؟

يستخدم مصطلح “الطفل الذهبي” للإشارة إلى طفل من أطفال الأسرة يتوقع منه الوالدان أن يكون استثنائيا في كل شيء وألا يرتكب أي أخطاء، وأن يكون ببساطة “مثاليا”. مع العلم أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن كيفيّة تعليم طفلكِ الشكر.

طفل يفقد قدرته على الكلام بسبب مقلب
طفل

يقول أخصائي الطب النفسي الدكتور أشرف الصالحي، إن “بعض الأهالي يجبرون أبناءهم على أن يكونوا مثاليين، مما يخلق بيئة غير آمنة للطفل يعجز فيها عن التعبير عن آرائه، أو يخاف مخالفة القواعد. كما يضع الوالدان سقف توقعات عالية لما ينبغى أن يفعله الطفل، وما لا ينبغي أن يفعله، مما يضعه تحت ضغط كبير خوفا من فقدان حب والديه”.

ويرجع الصالحي ظهور متلازمة “الطفل الذهبي”، إلى نشأته في نظام أسري يتوقع منه أن يكون استثنائيا وناجحا في كل شيء؛ “فمثلا، عليه أن يحقق علامات كاملة في المدرسة، كما أن صفاته وشخصيته لا بد أن تكون مثالية وألا يرتكب أي خطأ. يبدي الوالدان عادةً اهتماما مبالغا فيه تجاه هذا الطفل، ما يشعره بأنه ملزم بتلبية رغباتهم، حتى لو كانت لا تتوافق مع رغباته وتطلعاته”.

السعي الدائم لتحقيق الإنجازات

يؤكد أخصائي الطب النفسي أن الطفل يحتاج إلى الرعاية والحب والحنان والدعم العاطفي حتى ينمو ويتطور نفسيا وذهنيا واجتماعيا وجسديا، “ويجب ألا يكون الحب مشروطا؛ فحتى في حال عدم تقيّد الطفل بآراء والديه وتطلعاتهم، فلا بد من منحه الحب وتقبله كما هو، واحترام استقلاليته واختياراته دون انتقاده”.

ويعاني “الأطفال الذهبيون” عادةً من سعيهم الدائم لتحقيق الإنجازات، وفق الصالحي، “لأنها الطريقة الوحيدة لكسب الحب والاهتمام من والديهم والسعي الدائم لإرضائهم، والخوف من الفشل، فهم أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب نظرا للظروف الضاغطة حولهم ورغبتهم في تحقيق النجاح”.

ويضيف، “يتسبب ذلك في تشويش الطفل وجعله مضطربا، فهو محروم من مرحلة الطفولة لأنه مطالب بأخذ أدوار الكبار لتحقيق أحلام والديه، وقد يصبح امتدادا لوالديه النرجسيين والمسيطرين، فيتحول إلى شخص مثالي على المدى البعيد، ويتعرض للمزيد من الضغط للحفاظ على هذه الصورة”.

كيف تربين طفلا قادرا على العطاء
أم وابنتها

كما تتسبب المتلازمة في قسوة الطفل على نفسه كونه لا يقبل الخسارة أو الفشل، ويحاول القيام بكل شيء ليكون مميزا، فيبالغ في نقد ذاته ويكون لديه شعور متدن أو متضخم حول ذاته بسبب الثناء المفرط من والديه.

ويؤكد الصالحي، “لذلك لا بد للوالدين من وضع حدود صحية والتخلص من التوقعات المبالغ فيها، وإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية لطفلهم حتى لا يكبر مع هذه المتلازمة، وتقديم الدعم العاطفي وفصل هوية الطفل عن هوية والديه، ليقرر هو اختياراته فيما يراه مناسبا له ولرغباته. كما لا بد من إدارة العواطف ومحاربة الخجل، وعدم السعي لإرضاء الناس، والبحث عن علاج بمساعدة الأخصائيين النفسيين عند الحاجة”.

خطر المثالية الزائدة

من جانبها، تقول استشارية العلاقات الأسرية والتربوية مها بنورة، إن العائلة التي تربي أبناءها بطريقة صارمة ولا تتقبل أخطاءهم وتحرص على تعليمهم النموذجية أو المثالية الزائدة، فإنها تتسبب في أنهم “لا يستطيعون التواصل بطريقة إيجابية مع أفراد المجتمع؛ لأنهم ينظرون إليهم بأنهم مختلفون عنهم، من وجهة نظرهم”.

وتشرح بأن ذلك “يجعل هؤلاء الأطفال المثاليين وحيدين لا يستطيعون بناء الثقة بسهولة بأشخاص آخرين، أو الانخراط معهم في بيئة الدراسة أو العمل، أو حتى على مستوى العائلة أو الجيران”.

من أين تأتي متلازمه الطفل الذهبي؟

وتؤكد بنورة أن الطريقة الذي ينشأ فيها الصغير في مرحلة الطفولة المبكرة هي التي قد تتسبب في وقوعه ضحية لمتلازمة “الطفل الذهبي”، إلى جانب البيئة الحاضنة في العائلة والمدرسة.

“ومن المهم عند تنشئة أبنائنا أن نكون على وعي تام للطريقة التي نتبعها في التربية، لأن أثرها على حياتهم ونجاحهم مستقبلاً في علاقاتهم الاجتماعية سيكون كبيرا، سواءً على الصعيد العائلي أو الدراسي أو المهني” بحسب استشارية العلاقات الأسرية والتربوية.

كما تشير بنورة إلى ضرورة التفات الوالدين لتربية الأطفال عبر “غرس القيم والخلق الحسن في نفوسهم، وزرع قيمة تقبل الآخرين، وأن يكون الوالدان قدوة ومصدر دعم وحب، إلى جانب تحفيزهم على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم من عمر صغير، ليكون هناك تواصل إيجابي بينهم كأفراد عائلة”.

وتوضح أن “هذا التواصل الإيجابي والأخلاق الحميدة والشخصية الإيجابية سيكون له أثر إيجابي في مستقبل الفرد على المدى البعيد، وسيكون الأساس للمساعدة في مسيرة تطوير الشخصية والمهارات دون التوقف أو الخذلان أو الخوف من الفشل”.

طفولة مختلفة

وتحت عنوان “ماذا يحدث للطفل الذهبي عندما يكبر؟” نشر موقع “ثرايف وركس” بعض التوقعات المحتملة، ونصائح لمساعدة الطفل في التغلب عليها، مشيرا إلى أن “الطفل الذهبي” قد يواجه صعوبة في تكوين علاقات صحية مع الآخرين والحفاظ عليها، حال عدم الخضوع لعلاج للصحة العقلية لمساعدته في تخطي الضغوط التي يواجهها.

كما قد يواجه “الطفل الذهبي” أيضاً مشكلةً في رغبته الدائمة وسعيه الحثيث لإرضاء الناس من حوله.

ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وأطلعناكِ على كيفيّة تربية طفل مهذّب.

الأمومة والطفل الأم والطفل صحة الطفل إدارة التوقعات الأبوية الاستقلالية والاختيارات التربية الإيجابية التربية والتنمية التطور النفسي الدعم العاطفي الصحة النفسية للطفل الضغط الاجتماعي الضغوط النفسية الطفل الذهبي العلاقات الأسرية القلق والاكتئاب النجاح والتوقعات متلازمة الطفل المثالي مشاكل التفوق الدراسي

مقالات ذات صلة

لن تصدّقي كيف تسبّب المضادات الحيوية خطرًا خفيًّا على صحة طفلك
الأمومة والطفل لن تصدّقي كيف تسبّب المضادات الحيوية خطرًا خفيًّا على صحة طفلك
ما لم تعرفيه من قبل!
هل يعاني طفلك من تشتّت الذهن؟ قد يكون السبب أبسط مما تظنّين!
الأمومة والطفل هل يعاني طفلك من تشتّت الذهن؟ قد يكون السبب أبسط مما تظنّين!
معلومات ستفاجئكِ!
دراسة جديدة: العصائر الطبيعية تضعف أسنان طفلك أسرع مما تتخيّلين!
الأمومة والطفل دراسة جديدة: العصائر الطبيعية تضعف أسنان طفلك أسرع مما تتخيّلين!
خبراء يحذّرون!
أطعمة عادية تهدّد حياة طفلك: إليكِ قائمة الإنذار الحمراء!
الأمومة والطفل أطعمة عادية تهدّد حياة طفلك: إليكِ قائمة الإنذار الحمراء!
تعرفي كيف تحمينه فورًا!
سمنة الأطفال
الأمومة والطفل سمنة الأطفال: كيف تؤثر على نفسيته وصحته؟
أكثر ممّا تعتقدين!
علاج الم البطن للاطفال​ ​
الأمومة والطفل علاج الم البطن للاطفال: وصفات منزلية طبيعية لا تستغني عنها أي أم
نتائج سريعة ومضمونة..
وزن الطفل الطبيعي حسب العمر
الأمومة والطفل وزن الطفل الطبيعي حسب العمر: اكتشفي إن كان نموّ طفلك يسير في الاتجاه الصحيح!
دليل شامل في متناولكِ..
براز الطفل اخضر غامق
الأمومة والطفل براز الطفل اخضر غامق: هل الأمر طبيعي؟
كل ّ ما تريدين معرفته!
المشروبات الغازية تُهدّد العظام: الكالسيوم لا يجد طريقه إلى جسم الطفل!
الأمومة والطفل المشروبات الغازية تُهدّد العظام: الكالسيوم لا يجد طريقه إلى جسم الطفل!
تحذير طبي!
نقص فيتامين D يهدّد طفلك في الخريف.. هل تلاحظين هذه العلامات؟
الأمومة والطفل نقص فيتامين D يهدّد طفلك في الخريف.. هل تلاحظين هذه العلامات؟
خبراء يحذّرون!
كيف يبني النوم المبكر قدرات طفلك الذهنية واللغوية؟
الأمومة والطفل كيف يبني النوم المبكر قدرات طفلك الذهنية واللغوية؟
بين العلم والتربية..
علاج نقص الحديد عند الاطفال
الأمومة والطفل علاج نقص الحديد عند الأطفال: هذا ما يجب أن تعرفيه قبل فوات الأوان!
نصائح مهمّة يجب اتّباعها..

تابعينا على