هل اعراض الحمل تشبه اعراض الدورة؟ سؤالٌ يتكرر كثيرًا بين النساء، خاصّةً في فترة الانتظار ما بين التبويض وموعد الدورة الشهرية. قد ترافق هذه المرحلة الحساسة مشاعر القلق، والترقّب، والأمل بالحمل. لكنّ التشابه بين العوارض قد يؤدي إلى تفسيرات خاطئة.
في هذا المقال، سنوضح بالتفصيل الفروقات والتشابهات بين علامات الحمل الأولى وعلامات اقتراب الدورة الشهرية. سنشرح التغيرات الجسدية والعاطفية المدعومة بأبحاث علمية موثوقة، مع تقديم نصائح لمساعدتكِ على التمييز بينهما بسهولة، وتجنّب الوقوع في الخطأ الشائع.
تشابه العوارض بين الحمل والدورة
في البداية، يجب أن نؤكد أن الإجابة عن سؤال: هل اعراض الحمل تشبه اعراض الدورة؟ هي نعم، ولكن جزئيًا. فكلتا الحالين ترتبطان بتغيرات هرمونية تؤثر على الجهاز التناسلي، والمزاج، وحتى الجهاز الهضمي. لذلك من الطبيعي أن تشعري بعوارض متقاربة.

مثلًا، من أبرز العلامات المشتركة: ألم الثدي، وتقلب المزاج، والشعور بالتعب، والانتفاخ، والتشنجات الخفيفة. تظهر هذه العلامات نتيجة ارتفاع مستوى هرمون البروجسترون، سواء في بداية الحمل أو قبل نزول الدورة.
لكن، ورغم هذا التشابه، فإن بعض العلامات تبقى أكثر دقة وتشير بوضوح إلى حدوث الحمل، كما سنرى في الفقرات التالية.
علامات الحمل المبكرة
لكي تفرّقي بين العوارض، من المهم التعرف على العلامات التي تُعتبر أكثر خصوصية للحمل. أهمها:
- النزيف الخفيف (انغراس البويضة): يظهر على شكل بقع وردية أو بنية قبل موعد الدورة، ويدل غالبًا على انغراس البويضة في الرحم.
- الغثيان الصباحي: يحدث نتيجة ارتفاع هرمون hCG، ويُعدّ من أبرز علامات الحمل. خاصّةً إذا ترافق مع تغير في حاسة الشم أو النفور من الطعام.
- زيادة التبول: من أوائل الإشارات التي تشير إلى تغيرات في الكلى والجهاز البولي بسبب الحمل.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم القاعدية: تبقى مرتفعة أكثر من 14 يومًا بعد التبويض، وهي علامة معروفة بين من يتابعن درجة حرارتهن بدقة.
- إحساس غير معتاد بالتعب: إرهاق غير مبرر رغم النوم الجيد، ويعود إلى تغيرات الأيض وبداية تكوين المشيمة.
علامات ما قبل الدورة الشهرية
بالمقابل، تتكرّر عوارض ما قبل الحيض بنفس النمط كل شهر، وهو ما يُساعد على تمييزها لدى معظم النساء. أبرزها:

- انتفاخ البطن: نتيجة احتباس السوائل، يرافقه شعور بعدم الارتياح.
- آلام أسفل الظهر أو البطن: تشنجات عضلية ناتجة عن تقلصات الرحم استعدادًا لنزول الدم.
- الرغبة الشديدة في الطعام (الشراهة): خاصّةً للسكريات أو الأطعمة المالحة، نتيجة اضطرابات المزاج.
- حبّ الشباب: يعود لزيادة إفراز الزيوت في الجلد مع انخفاض هرمون الإستروجين.
عادةً ما تبدأ هذه الأعراض قبل 3 إلى 7 أيام من موعد الدورة، وتختفي بمجرد نزولها. هذا التوقيت الزمني يُعتبَر مؤشّرًا دقيقًا يُساعدكِ في التمييز.
كيف تميّزين بين الحالين؟
وفقًا لدراسة نُشرت في Journal of Women’s Health، فإن ما يقارب 50% من النساء يجدن صعوبة في التفريق بين الحمل والدورة خلال الأيام الأولى، ويعتمدنَ فقط على العوارض الجسدية. لكن الباحثين يشيرون إلى أهمية مراقبة نوعية العوارض وليس فقط وجودها.
على سبيل المثال:
العرض | في الحمل | في الدورة الشهرية |
---|---|---|
ألم الثدي | مستمر ويزداد مع الوقت | يظهر ثم يخف قبل أو مع نزول الدم |
الغثيان | يظهر صباحًا، وقد يترافق مع قيء | نادر جدًا أو غير موجود |
التشنجات | خفيفة ومبكرة | أقوى وأكثر حدة قبل نزول الدورة |
الإفرازات المهبلية | بيضاء وكثيفة بسبب ارتفاع البروجسترون | شفافة أو قليلة قبل الحيض |
المزاج | تقلبات خفيفة أو شعور عاطفي عميق | توتر وغضب وسرعة انفعال |
إنّ اعتمادكِ على تحليل العوارض فقط من دون إجراء اختبار حمل قد يقودكِ للخطأ، لذا يُنصح دائمًا بالانتظار ثم إجراء اختبار الحمل المنزلي أو فحص الدم لتأكيد الحال.
متى يجب إجراء اختبار الحمل؟
من الأفضل انتظار 10 إلى 14 يومًا بعد التبويض لإجراء اختبار الحمل المنزلي. فاختبار البول يقيس وجود هرمون hCG، والذي يظهر فقط بعد انغراس البويضة. أما فحص الدم فهو أكثر دقة، ويمكنه كشف الحمل بعد 7 إلى 10 أيام من التبويض.

قد تعطي أي محاولة للكشف المبكر جدًا نتيجة سلبية خاطئة، ما يسبب إحباطًا لا داعي له. لذلك يُنصح بالصبر، خاصةً إذا كانت العوارض غير واضحة كليًا.
الخلاصة
في النهاية، تكرار السؤال هل اعراض الحمل تشبه اعراض الدورة؟ أمر طبيعي، خصوصًا في الأشهر الأولى من محاولة الحمل. فالتشابه بين العلامات قد يُربك الكثيرات، لكن مراقبة التفاصيل الدقيقة مثل توقيت ظهورها، وشدّتها، وارتباطها بعوامل أخرى، يُساعدكِ على اتخاذ القرار الصحيح. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن عوارض حمل اول اسبوع.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن وعي المرأة بجسدها يؤدّي دورًا كبيرًا في التعامل مع هذه المرحلة الحساسة. من الأفضل دائمًا التروّي، وعدم الانجرار وراء الانفعالات أو المعلومات غير الدقيقة المنتشرة عبر الإنترنت. استشيري طبيبتكِ عند الحاجة، واعملي على فهم إشارات جسدكِ بدلًا من تجاهلها أو تأويلها عشوائيًا. بهذه الطريقة، ستكونين أقرب إلى الحقيقة، وأبعد عن الوقوع في الخطأ الشائع.