يُعتبَر استخدام اشياء تدر الحليب من أكثر ما يشغل الأم بعد الولادة مباشرة. فعملية الرضاعة الطبيعية تحتاج إلى تغذية متوازنة، وراحة نفسية، وعادات صحية تُحفّز جسمكِ على إفراز كميات كافية من الحليب. هذه المرحلة أساسية لنمو طفلكِ ولتعزيز مناعته، لذلك كل تفصيل صغير في حياتكِ اليومية قد ينعكس مباشرة على إدرار الحليب.
في هذا المقال ستجدين خطة متكاملة تضم أهم الأغذية والعادات التي أجمعت عليها الأبحاث العلمية. سنمرّ على الأطعمة الغنية بالعناصر المغذية، والسوائل الضرورية، والعادات البسيطة، وأيضًا بعض الممارسات المدعومة بالدراسات الطبية. الهدف أن تحصلي على دليل عملي، تُطبقينه يوميًا لتسهيل رحلة الرضاعة.
الحبوب الكاملة الغنية بالطاقة
تُعَدّ الحبوب الكاملة مثل الشوفان والبرغل والقمح من أفضل الخيارات. فهي تمنحكِ طاقة طويلة الأمد، وتُساعد على توازن سكر الدم. كذلك، تحتوي ألياف ومعادن مثل الحديد والمغنيسيوم. هذه العناصر تحافظ على صحة دمكِ وتزيد قدرتكِ على إنتاج الحليب.

وأيضًا، الشوفان تحديدًا ارتبط في بعض الدراسات بزيادة مستويات هرمون الأوكسيتوسين المسؤول عن نزول الحليب. لذلك يمكنكِ تناوله كوجبة إفطار مع الحليب أو الفواكه.
الخضروات الورقية الداكنة
السبانخ، والجرجير، والبقدونس مصادر غنية بالحديد، والكالسيوم، وحمض الفوليك. هذه المعادن ضرورية لصحتكِ ولصحة طفلكِ. إضافةً إلى ذلك، تحتوي الخضار الورقية مركبات نباتية تُحفّز الغدد على إفراز الحليب.
أيضًا، تناولها يوميًا يُعزز مناعتكِ ويُساعدكِ على استعادة مخزون جسمكِ بعد الحمل والولادة. من المفيد أن تضيفيها إلى السلطات أو العصائر الخضراء.
البروتينات عالية الجودة
البروتين عنصر أساسي في بناء أنسجة طفلكِ. لذلك، إدراج مصادر بروتينية مثل الدجاج، والسمك، والبيض، والبقوليات أمر ضروري. بيّنت الدراسات أنّ الأمهات اللواتي يتناولن بروتينًا كافيًا يُنتجن حليبًا أغنى بالأحماض الأمينية الأساسية.
كذلك، البروتين يُعطيكِ شعورًا بالشبع لفترات أطول، مما يساعدكِ على تنظيم وجباتكِ اليومية من دون الشعور بتعب أو حرمان.
البذور والمكسرات
بذور الكتان، والسمسم، واللوز من الأغذية التي أظهرت نتائج جيدة في تحفيز إدرار الحليب. فهي غنية بأحماض أوميغا 3، وبالفيتامينات الذائبة في الدهون. هذه العناصر تساهم في تكوين دماغ طفلكِ بشكل صحي.

أيضًا، تناول حفنة من المكسرات يوميًا يعتبر وجبة خفيفة مثالية تمنحكِ الطاقة والدهون الصحية في الوقت نفسه.
شرب الماء والسوائل الدافئة
الماء هو العنصر الأهم في تكوين الحليب. الجسم يحتاج إلى كمية كافية من السوائل يوميًا ليُحافظ على إنتاج طبيعي. لذلك يُنصح بشرب 8 إلى 10 أكواب من الماء.
كما أن المشروبات الدافئة مثل الحليب الدافئ، الشوربة، أو الأعشاب المعتدلة مثل الحلبة واليانسون تساعد على الاسترخاء وتزيد من تدفق الحليب.
النوم والراحة النفسية
العامل النفسي له دور كبير في إفراز الحليب. التوتر والإرهاق يقللان من هرمون البرولاكتين المسؤول عن إنتاج الحليب. لذلك، حاولي أخذ قيلولة قصيرة خلال النهار.
أيضًا، التنفس العميق أو ممارسة التأمل لبضع دقائق يساهم في تهدئة أعصابكِ وبالتالي تحسين تدفق الحليب.
الرضاعة المتكررة وتحفيز الثدي
من الناحية العلمية، العرض يزيد الطلب. أي أن كلما أرضعتِ طفلكِ أكثر، كلما أرسل الجسم إشارات لإنتاج المزيد من الحليب. لذلك لا تترددي في إرضاع طفلكِ عند الحاجة.
كذلك، يمكنكِ استخدام الشفاط الطبي أحيانًا لتحفيز الثدي، فهذا يزيد من المخزون ويُعطي إشارات للغدد لمضاعفة الإنتاج.
الأغذية الغنية بالحديد والزنك
العدس، واللحوم الحمراء الخالية من الدهون، والمحار مصادر ممتازة للحديد والزنك. هذه المعادن تُقلل خطر الإصابة بفقر الدم بعد الولادة. كما أن فقر الدم قد يؤدي إلى انخفاض إدرار الحليب.

إضافة هذه الأغذية إلى وجباتكِ يضمن استقرار صحتكِ، وبالتالي يُساعد جسمكِ على أداء وظيفته الطبيعية في الرضاعة.
الحلبة وفوائدها المثبتة
تُعَدّ الحلبة من أكثر الأعشاب شيوعًا بين الأمهات. بعض الدراسات أشارت إلى أنّ تناول كبسولات الحلبة أو شرب شاي الحلبة بانتظام يزيد من كمية الحليب. فهي تحتوي مركبات نباتية تُحفّز الغدد الثديية.
لكن، من المهم استشارة الطبيب قبل الإفراط في استخدامها لتجنب أي آثار جانبية.
الدعم الاجتماعي والعاطفي
إنّ وجود شريك داعم أو عائلة متفهمة يُخفّف من الضغط النفسي. ثبت الدعم النفسي أنه يحفّز إنتاج الهرمونات المرتبطة بإدرار الحليب.
لذلك، لا تترددي في طلب المساعدة من زوجكِ أو من المقربين. حتى مجرد التشجيع بالكلمة الإيجابية يُغيّر يومكِ بالكامل.
في النهاية، اشياء تدر الحليب ليست مجرد قائمة أطعمة، بل هي مزيج من الغذاء المتوازن، والراحة النفسية، والنوم الكافي. كل عنصر منها يُكمل الآخر ليمنحكِ أفضل تجربة رضاعة طبيعية لكِ ولطفلكِ. الاهتمام بجسدكِ وعقلكِ معًا هو المفتاح الأساسي لاستمرار هذه الرحلة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن فوائد شاي الاعشاب للرضع وكيفية استخدامه.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الأم عندما تلتزم بتغذية صحيحة وتسمح لنفسها بالراحة، فإنّ جسمها يستجيب بشكل مدهش ويمنح طفلها ما يحتاجه من غذاء طبيعي متكامل. الرضاعة ليست واجبًا بيولوجيًا فقط، بل تجربة إنسانية عظيمة تستحق منكِ كل عناية ورعاية.