ما إن يبدأ طفلكِ بإدراك ما يجري من حوله وإستيعاب الأمور، تحرصين قدر الإمكان على حمايته من الصدمات والأمور المحزنة في الحياة… فهو بنظركِ لا زال صغيراً ليحتمل خيبات الأمل والفشل! ولكن، ماذا لو قلنا لكِ أنّ الإفراط في هذا الأمر وحماية طفلكِ من “الحياة الواقعية” يؤذيه أكثر ممّا يفيده؟
فالأمّهات يحرصن بأكثريتهنّ الساحقة على إخفاء الفشل عن أطفالهنّ، فيتظاهرن دائماً بالقدرة والنجاح كيلا ينعكس هذا السقوط عليهم سلباً… ولكن ليس هذا ما عليكِ فعله إطلاقاً، إذ تبيّن أنّه من المهم السماح لطفلكِ بأن يرى فشلكِ في بعض الأحيان!
والسبب؟ نحن نقوم بتربية أطفالنا بشكل تلقائي ليظنوا بأنّ الراشدين قادرون على فعل أي شيء، وتحقيق الأمور الصعبة بكل سهولة. هذا النوع من التفكير قد يشعر الطفل بالإحباط وانعدام الثقة بالنفس عند الفشل بتحقيق الأمور المطلوبة منه وهو على طريق النمو والنضج.
هكذا، وإن رآكِ طفلكِ وأنتِ تفشلين في بعض الأمور الصغيرة، هذا الأمر سيزيد من تقبله لواقع الفشل والنجاح، ومبدأ الربح والخسارة، فلا يلوم نفسه بقسوة ويشك في قدراته.
الأمر لا يتوقف عند هذه النقطة، بل على طفلكِ أن يراكِ وأنتِ تنهضين من فشلكِ بقوّة بدلاً أن ترزحي تحته وتنهاري أمامه. بهذه الطريقة، سيتعلّم منكِ كيف يتأقلم مع الأمور التي لا تحصل بالمنحى الذي يتمنّاه، لينمّي حس المثابرة لديه.
ولكن في المقابل، ما تمّ ذكره أعلاه لا يعني أن تقومي بإثقال الطفل بالهموم والمشاكل كلّما حدثت، فعلى الأهل أن يوفّروا جواً من الطمأنينة والأمان لأطفالهم. لذلك، عليكِ إيجاد التوازن ما بين هاتين النقطتين، والتمييز ما بين المواقف التي يستطيع طفلكِ تعلّم دروس مهمة منها، والمواقف التي قد تتسبب له بالقلق.
فمن الأمور التي يفضلّ أّلا يتمّ مناقشتها أمام الطفل نذكر المشاكل الماديّة، والنزاعات ما بين الزوجين أو مع أفراد آخرين من العائلة والأصدقاء.
إقرئي المزيد: لهذه الأسباب لا تقولي لطفلك هيّا تأخرنا!