بالكاد بدأت أُدرك أنني حملت وأنا أستخدم لصقات منع الحمل، حتى غمرتني الأسئلة والقلق. كنت أظن أن هذه الوسيلة آمنة وفعّالة بما يكفي لمنع الحمل. لكن المفاجأة غيرت مسار حياتي، ودَفعتني لاستشارة طبيبي فورًا. فما الذي حدث؟ ولماذا فشلت لصقات منع الحمل؟ وما النصائح التي تلقيتها من الطبيب المختص؟
في هذا المقال، سأُشارككِ تجربتي كما سأوضح لكِ رأي الأطباء والعلم حول مدى فعالية هذه الوسيلة، والأسباب المحتملة لفشلها، والعلامات التي قد تُنذر بحدوث حمل رغم استخدامها، والتوصيات الطبية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار. ستكتشفين كل ما تحتاجين إليه من معلومات دقيقة وعلمية تسهّل الفهم وتقدّم الفائدة بشكل عملي.
ما هي لصقات منع الحمل؟ وكيف تعمل؟
لفهم كيف حملت وأنا أستخدم لصقات منع الحمل، لا بد من معرفة طبيعتها وآلية عملها.
لصقات منع الحمل هي وسيلة هرمونية تُوضع على الجلد وتُطلق نوعين من الهرمونات: الإستروجين والبروجيستين. تدخل هذه الهرمونات إلى مجرى الدم وتمنع الإباضة، كما تُغيّر طبيعة مخاط عنق الرحم، مما يمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة. تُستبدل اللصقة مرة واحدة كل أسبوع لمدة ثلاثة أسابيع، بينما يُترك الأسبوع الرابع من دون لصقة للسماح بحدوث الطمث.
تُعتبر هذه الوسيلة فعّالة بنسبة تصل إلى 91% عند الاستخدام النموذجي، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC, 2021). ولكن مثل أي وسيلة هرمونية، ليست فعّالة بنسبة 100%.
لماذا قد يحدث الحمل رغم استخدام لصقات منع الحمل؟
هناك عدة عوامل تُضعف فعالية اللصقات وتُؤدي إلى فشلها.
أولاً، أحد الأسباب الأكثر شيوعًا هو الاستخدام غير الصحيح. كثير من النساء ينسينَ تغيير اللصقة في الموعد المحدد أو يتركنها لأكثر من سبعة أيام. ثانيًا، قد يؤثر الوزن الزائد على امتصاص الهرمونات؛ فقد أثبتت دراسة نُشرت في مجلة “Obstetrics & Gynecology” عام 2012 أن فعالية اللصقات تقلّ عند النساء اللواتي يزيد وزنهن عن 90 كلغ.
كما أن بعض الأدوية قد تتداخل مع فعالية اللصقة مثل مضادات التشنج، والمضادات الحيوية القوية، وعلاجات فيروس نقص المناعة. لذلك، عند استخدام أي دواء، من الضروري إبلاغ الطبيب بذلك.
عوارض الحمل التي شعرت بها رغم استخدام اللصقة
كنت أعتقد أن الحمل غير وارد، لكن جسدي بدأ يُرسل إشارات.
بدأت أشعر بالتعب الشديد غير المبرر، وغثيان خفيف في الصباح، مع تأخر طفيف في الدورة الشهرية. في البداية، تجاهلت الأمر معتقدة أن السبب هو الشعور بالقلق والتوتر أو تغيير نمط النوم، لكن حين لاحظت تورّم الثدي وحساسيته الزائدة، بدأت الشكوك تزداد.
حين أجريت اختبار الحمل المنزلي، كانت النتيجة إيجابية. سارعت إلى زيارة طبيبي الذي أكّد لي الخبر من خلال فحص الدم، وشرح لي أنّ حدوث الحمل أثناء استخدام اللصقة أمر نادر، لكنه ممكن، خاصة في حال وجود خلل في طريقة الاستخدام أو عوامل تؤثر على امتصاص الهرمونات.
ماذا قال لي الطبيب؟ وما النصائح التي أعطاها لي؟
تلقيت شرحًا علميًّا واضحًا وتوجيهات مهمة ساعدتني على فهم وضعي بشكل أفضل.
أوضح الطبيب أن “حملت وأنا أستخدم لصقات منع الحمل” قد يعود إلى واحدة من ثلاثة أسباب: إما أن اللصقة لم تكن ملتصقة بشكل جيد، أو أني تجاوزت مدة استخدامها، أو أن جسدي لم يستجب لها بسبب الوزن أو تناول أدوية تداخلت معها.
نصحني الطبيب أولاً بإيقاف استخدام اللصقات فورًا، والبدء بمتابعة الحمل كأي حمل طبيعي. كما طلب إجراء فحوصات للتأكد من سلامة الجنين والهرمونات. وأضاف أنه في المستقبل، من الأفضل التفكير في وسائل أكثر أمانًا مثل اللولب أو موانع الحمل الهرمونية القابلة للزراعة، خاصة إن كنتِ تبحثين عن حماية دائمة وطويلة الأمد.
هل يُعتبر الحمل أثناء استخدام اللصقة خطيرًا؟
هذا السؤال يقلق الكثير من النساء، خاصّةً عند استخدام الوسائل الهرمونية.
بحسب الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، الحمل الذي يحدث أثناء استخدام اللصقات لا يكون عادةً أكثر خطورة من الحمل الطبيعي، لكن توجد حالات نادرة قد تزيد فيها احتمالية الحمل خارج الرحم. لذلك، من المهم إجراء فحص بالسونار فور التأكد من الحمل.
كما أشارت بعض الدراسات إلى أن وجود نسب بسيطة من الهرمونات في الدم خلال الأسابيع الأولى قد لا يؤثر سلبًا على الجنين، لكن لا بد من المراقبة الطبية الدقيقة لتفادي أي مضاعفات محتملة.
الخلاصة
حملت وأنا أستخدم لصقات منع الحمل جملة قد تبدو صادمة في البداية، لكنها ليست نادرة كما نظن. المهم أن نفهم أن لا وسيلة منع حمل تضمن الحماية المطلقة بنسبة 100%. التوعية، والالتزام بطريقة الاستخدام الصحيحة، والمتابعة الطبية الدورية، تبقى أهم عوامل النجاح في أي وسيلة منع حمل.
من الضروري أيضًا أن تستشيري طبيبكِ عند ظهور أي عوارض غير معتادة، ولا تكتفي بالاعتماد على الوسائل وحدها من دون معرفة العوامل التي قد تُضعف من تأثيرها. المعرفة والوعي أساس السلامة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن عوارض الحمل فوق اللولب ومدى خطورتها على حياتك!
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن كل امرأة يجب أن تكون على دراية تامة بكيفية عمل وسائل منع الحمل التي تستخدمها، خاصة الوسائل الهرمونية مثل اللصقات. فالثقة العمياء بوسيلة واحدة قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة. من الأفضل دائمًا قراءة النشرة الطبية المرفقة، واستشارة الطبيب بانتظام، وعدم الاعتماد فقط على التجربة الشخصية أو نصائح الصديقات. فالجسم يختلف من امرأة لأخرى، وما ينفع واحدة قد لا يناسب أخرى.
