قد تُنقذكِ علامات قرب الولادة قبل أسبوع من مفاجأة غير متوقَّعة، خاصّة إذا كنتِ تدخلين أسبوعكِ الأخير من الحمل. في هذه المرحلة الدقيقة، تبدأ إشارات واضحة بالظهور على جسدكِ، تُنذر بأن الولادة باتت وشيكة. ولكن، كثير من النساء لا ينتبهنَ لها، أو يخلطنَ بينها وبين عوارض الشعور بالتعب الطبيعي في آخر الحمل.
في هذا المقال، نُسلّط الضوء على أهم علامات قرب الولادة قبل أسبوع بناءً على دراسات علمية موثوقة، ونوضّح كيفية التمييز بينها وبين التقلصات الكاذبة. كما نطرح لكِ خطة متابعة بسيطة تساعدكِ على الاستعداد الجسدي والنفسي لتلك اللحظة الحاسمة. وذلك من خلال مراقبة التغيرات وفهم ما يحدث داخل جسمكِ في هذه الأيام الحرجة.
تغيّرات واضحة في شكل البطن
من أبرز علامات قرب الولادة قبل أسبوع ملاحظة تغيّر ملحوظ في شكل البطن. في البداية، يبدأ رأس الجنين بالانخفاض نحو الحوض، وهي حركة تُعرف علميًّا باسم lightening أو “تخفيف الحمل”. تشعرين فجأة بأن تنفسكِ أصبح أسهل، لأن ضغط الجنين على الرئتين قد خفّ.

لكن في المقابل، قد تعانين من ضغط أكبر على المثانة. ما يؤدي إلى تكرار التبوّل بشكل واضح. وفقًا لتقارير American Pregnancy Association، فإن هذه الحركة قد تحدث قبل أسبوع كامل من بدء المخاض، خصوصًا في الولادة الأولى. لذلك، لا تتجاهلي هذا التغيير، فهو مؤشر مهم على اقتراب الولادة.
تقلصات أكثر انتظامًا وقوة من قبل
أحد أكثر العلامات وضوحًا هي ظهور تقلصات رحمية منتظمة تُشبه آلام الدورة الشهرية، لكنّها أقوى وأعمق. هذه التقلّصات تختلف عن “تقلصات براكستون هيكس” الكاذبة. فالحقيقية منها تأتي بفواصل زمنية ثابتة، وتزداد حدتها مع الوقت.
بحسب دراسة منشورة في Journal of Midwifery & Women’s Health، يُفضّل البدء بتسجيل توقيت هذه التقلصات لمراقبة انتظامها. فإذا لاحظتِ أنها تحدث كل 10 دقائق تقريبًا، وتستمر في التكرار والتزايد، فهذا غالبًا يعني أنكِ في بداية المخاض، حتى لو لم ينفجر كيس الماء بعد.
إفرازات مخاطية مختلطة بدم
كثير من النساء لا ينتبهن لتغير في طبيعة الإفرازات المهبلية. لكن، من العلامات الدقيقة التي تسبق الولادة بفترة قصيرة، هي خروج ما يُعرف بـ”السدادة المخاطية”. وهي عبارة عن مخاط سميك قد يكون شفافًا أو ممزوجًا بدم.
يشير هذا التغير إلى بدء تمدّد عنق الرحم. وبحسب Mayo Clinic، فإن هذا الحدث قد يحصل قبل ساعات أو حتى أيام من بدء المخاض الفعلي. لذلك، عندما تلاحظين هذا النوع من الإفرازات، من الأفضل أن تجهزي حقيبة المستشفى، لأن اللحظة أصبحت قريبة جدًّا.
تغيّرات في الطاقة والمزاج
بشكل مفاجئ، قد تشعرين بطاقة غير معتادة، ورغبة شديدة في ترتيب المنزل أو تنظيف كل زاوية فيه. تُعرف هذه الحالة باسم “غريزة التعشيش” (Nesting Instinct)، وهي سلوك شائع جدًا عند النساء الحوامل في الأيام الأخيرة قبل الولادة.

السبب يعود إلى ارتفاع هرمون الأوكسيتوسين، وهو نفسه الهرمون المسؤول عن تحفيز الولادة. في المقابل، قد تلاحظين تقلبات مزاجية، بين القلق والحماس، أو الإرهاق والانفعال. كل هذه التغيرات تُعتبَر من علامات قرب الولادة قبل أسبوع، خاصّةً إذا ترافقت مع عوارض جسدية أخرى.
تغيّرات في الجهاز الهضمي
في كثير من الحالات، تعاني الحوامل قبل الولادة من إسهال خفيف أو اضطرابات هضمية غير معتادة. يعود السبب إلى إفراز الجسم لهرمونات تُرخي عضلات الأمعاء، تمهيدًا لعملية الولادة. في هذه المرحلة، قد تفقدين أيضًا بعض الوزن بشكل طفيف، رغم كبر حجم البطن.
حسب دراسة نُشرت في British Journal of Obstetrics and Gynaecology، فإن ما يُقارب 50٪ من النساء يُبلّغن عن تغيّرات واضحة في حركة الأمعاء في الأيام التي تسبق المخاض. لذا، لا تهملي هذه الإشارة، بل اعتبريها جزءًا من الاستعداد الطبيعي للولادة.
تمدد عنق الرحم
من العلامات التي لا تشعر بها المرأة مباشرة، لكنها تُكتشف خلال الفحص السريري أو النسائي، هو اتساع عنق الرحم. يبدأ الرحم بالتمدد تدريجيًّا في الأسبوع الأخير، ما يُعدّ مؤشرًا حاسمًا على اقتراب الولادة.
يُقاس هذا التمدد بالسنتيمتر، والولادة لا تحدث عادة إلا بعد بلوغ الاتساع 10 سم. ومع ذلك، فإن بدء التمدد من 1 إلى 3 سم قبل أسبوع هو علامة مؤكدة من علامات قرب الولادة قبل أسبوع.
توقيت زيارة الطبيب
عند ملاحظة العلامات السابقة، من المهم جدًّا التواصل مع طبيبكِ لتقييم الوضع. قد يُجري الطبيب فحصًا داخليًّا لتحديد مدى اتساع عنق الرحم، أو يستخدم الموجات فوق الصوتية لمتابعة وضع الجنين.

الهدف الأساسي من هذا التواصل هو التأكد من أنكِ مستعدّة للولادة، ومن أن كل الأمور تحت السيطرة. من الأفضل عدم انتظار حدوث الطلق الكامل من دون إشراف طبي، لأن بعض العلامات قد تظهر قبل أسبوع كامل، لكنها تختلف بين امرأة وأخرى.
الخلاصة
في النهاية، تختلف تجربة الولادة من امرأة لأخرى، لكن الانتباه إلى علامات قرب الولادة قبل أسبوع يُمكن أن يسهّل عليكِ الكثير، ويمنحكِ فرصة للاستعداد الكامل نفسيًّا وجسديًّا. العلامات ليست محصورة بعرض واحد، بل بمجموعة متكاملة تظهر بتسلسل واضح، عليكِ متابعتها بدقة.
من خلال رصد التغيرات في جسمكِ، ومراقبة إشاراته، يُمكنكِ التعامل مع هذه المرحلة الحساسة بهدوء وثقة. لا تترددي في طلب المساعدة الطبية عند أي علامة مقلقة، فالدعم المهني مهم جدًّا لضمان ولادة آمنة لكِ ولطفلكِ. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن علامات الولادة بدون طلق.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الاستعداد للولادة لا يبدأ عند ظهور الطلق فقط، بل يبدأ بفهم عميق لجسمكِ. كل عرض تشعرين به قد يحمل دلالة، وكل إشارة قد تكون نداءً مبكّرًا من جسدكِ. أنصحكِ بالاستماع إلى حدسكِ، والتصرّف بحكمة، من دون تهويل أو تجاهل. لا تنتظري المفاجآت، بل حضّري نفسكِ لتكوني جاهزة، لأن الوعي والهدوء في هذه اللحظة هما أعظم أدواتكِ.