بعد الدراسة التي تشجع الحوامل على ممارسة التمارين الرياضية، ها إننا اليوم أمام دراسة جديدة ستدفعك إلى التعرض للبكتيريا الجيدة أثناء الحمل.
نعم، هي واحدة من أولى الدراسات التي تشير إلى أنّ تعرّض الحامل للبكتيريا الجيدة يؤثر على النمو العصبي للجنين ويحميه من متلازمة شبيهة بمرض التوحد.
في التفاصيل،أجرى باحثون من جامعة كولورادو بولدر دراستهم على مجموعة من الفئران حيث تمّ تعريضها لضغوط خفيفة وإعطاءها "التيروبوتالين" خلال فترة توازي الثلث الثالث من الحمل عند البشر. يُذكر أنّه في دراسة سابقة، وجد الباحثون أنّ هذا العقار الذي يتمّ وصفه عادة للنساء من أجل تأخير المخاض، قد أظهر لدى الفئران أعراض تشبة متلازمة التوحد بالإضافة إلى سمتين مميزين للعجز الإجتماعي والسلوك المتكرر واضطرابات تشبه الصرع.
وفي الدراسة التي نُشرت في مجلة Brain, Behavior, and Immunity، قام الباحثون بإعطاء مجموعة أخرى من الفئران سلسلة من الحقن لبكتيريا جيدة تُعرف بالـMycobacterium vaccae (M.vaccae)، وهي بكتيريا كانت قد أظهرت دراسات سابقة أنّ لها تأثيرات دائمة مضادة للإلتهابات على الدماغ. أمّا بالنسبة للمجموعة الثالثة من الفئران، فلم تحصل على أي علاج.
> بحسب دانييل بارث، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب: "يبدو أن التحصين باستخدام لقاح M. vaccae يوفر بعض الحماية من الآثار السلبية للضغوط البيئية أثناء التطور، وتحديدا ضد السلوك الشبيه باضطراب طيف التوحد (ASD".
ومع بلوغها الشهرين أو الأربعة أشهر، أعطيت صغار الفئران سلسلة من الإختبارات لتقييم درجة تفاعلها الإجتماعي ومعرفة ما إذا كانت ستظهر سلوكيات متكررة. فتبيّن أنّ تلك التي وُلدت من المجموعة التي حصلت على التيروبوتالين قد أظهرت سلوكيات تشبه التوحد بينما تلك التي جاءت من الفئران التي تمّ تلقيحها بـM.vaccae لم تفعل ذلك. وبحسب دانييل بارث، أستاذ علم النفس وعلم الأعصاب: "يبدو أن التحصين باستخدام لقاح M. vaccae يوفر بعض الحماية من الآثار السلبية للضغوط البيئية أثناء التطور، وتحديدا ضد السلوك الشبيه باضطراب طيف التوحد (ASD".
فأشار الباحثون إلى أنّ هذه الدراسة تعزز فكرة أنّ التعرض للكائنات الحية الدقيقة المفيدة والتي تُعرف أيضاً بـ"الأصدقاء القدامى" يُمكن أن تلعب دوراً بالغ الأهمية في نمو الدماغ في الرحم. كما نوّه الباحثون بأهمية إدراك الأمهات للمخاطر المحتملة للضغوط العاطفية والبيئية بما في ذلك عقاقير تيروبوتاين أثناء الحمل.
والآن، إليك المبرر الصحي لانزعاج الحامل أثناء الحر الشديد.