يحذّر أطباء الأطفال اليوم من عادةٍ منتشرة بين الصغار، وهي الإكثار من تناول المشروبات الغازية. تنتشر هذه المشروبات في البيوت والمدارس والحفلات، فيجدها الطفل سهلة المنال ولذيذة الطعم. لكنّها تخفي وراءها أضرارًا كبيرة على صحته ونموه.
وفي هذا السياق، يركّز الأطباء بشكل خاص على أثرها في امتصاص الكالسيوم، العنصر الأساسي لبناء العظام والأسنان. ومن خلال الدراسات الحديثة، يتبيّن أنّ المشروبات الغازية تُحدث خللًا واضحً افي توازن المعادن داخل الجسم. ما يعرّض الطفل لمشاكل هيكلية خطيرة إذا استمر في استهلاكها بشكل يومي.
الكالسيوم ودوره الحيوي في جسم الطفل
يشكّل الكالسيوم حجر الأساس في نموّ العظام وتطوّر الأسنان. يحتاج الطفل إلى كميات كافية منه منذ السنوات الأولى ليضمن هيكلًا قويًّا وجهازًا عضليًا متينًا. يساعد الكالسيوم أيضًا في تنظيم نبض القلب وانقباض العضلات ونقل الإشارات العصبية. لذلك، يُعدّ هذا المعدن ضروريًا للحياة اليومية والنشاط الجسدي السليم.
ومع ذلك، لا يكتفي الجسم بتناوله فحسب، بل يعتمد على قدرة الأمعاء على امتصاصه بشكل فعّال. عندها، تظهر خطورة المشروبات الغازية التي تعرقل هذه العملية الحيوية.
كيف تضعف المشروبات الغازية امتصاص الكالسيوم؟
يشرح الأطباء أنّ السبب الرئيس يعود إلى احتواء هذه المشروبات على نسب مرتفعة من حمض الفوسفوريك والكافيين. يدخل الفوسفور في تفاعل مباشر مع الكالسيوم داخل الجهاز الهضمي فيُحدث توازنًا سلبيًا يمنع امتصاصه. بينما يزيد الكافيين من طرح الكالسيوم عبر البول. ومع مرور الوقت، تقلّ نسبة الكالسيوم في الجسم تدريجيًا.
كما تسبّب المشروبات الغازية إحلالها مكان الحليب والعصائر الطبيعية في غذاء الطفل، فتقلّ بالتالي كمية الكالسيوم التي يحصل عليها يوميًا. هذه العادة تضعف البنية العظمية وتؤخّر نمو الطول وتزيد خطر الكسور مستقبلًا.
البدائل الصحية التي ينصح بها الأطباء
يشجّع الأطباء الأهل على استبدال المشروبات الغازية ببدائل غنية بالعناصر المفيدة. يُعَدّ الحليب ومشتقّاته المصدر الأهمّ للكالسيوم. كما يمكن تقديم عصائر الفواكه الطبيعية مثل البرتقال والموز لتزويد الجسم بفيتامين D الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم بفعالية أكبر. كذلك، يُنصح الأطفال بتناول اللوز والسردين والبروكولي لما تحتويه من معادن مقوّية للعظام.
من ناحية أخرى، يجب على الأهل تنظيم وقت الشرب وتجنّب المشروبات الصناعية بعد الوجبات مباشرة. وذلك لأنّها تؤثر في امتصاص المعادن الموجودة في الطعام.
تؤكد تحذيرات أطباء الأطفال أنّ المشروبات الغازية ليست مجرد متعة مؤقتة، بل خطر متراكم يهدّد صحة العظام ونموّ الجسم. الحفاظ على التوازن الغذائي وتوفير بدائل طبيعية يُشكّلان خطوة أساسية في حماية أطفالنا من هشاشة العظام في المستقبل. وبذلك، تصبح العادة الصحيّة اليومية خطّ الدفاع الأول عن عافية الطفل ونشاطه الدائم. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن وزن الطفل الطبيعي حسب العمر.