لما ياسين لما ياسين 21-10-2025
لون براز الطفل أخضر زيتى

قد يبدو لون براز الطفل أخضر زيتي غريبًا ومقلقًا للأم، لكن في الحقيقة، هذا اللون لا يعني بالضرورة وجود مشكلة خطيرة. في كثير من الأحيان، يشير إلى تغيّر طبيعي في عملية الهضم أو النظام الغذائي. ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن يكون علامة على اضطراب بسيط في الجهاز الهضمي يحتاج إلى المراقبة أو إلى استشارة الطبيب.
في هذا المقال، نشرح بالتفصيل الأسباب العلمية وراء تغيّر لون البراز إلى الأخضر الزيتي. وماذا يعني ذلك لجهاز الهضم عند الطفل، ومتى يُعدّ طبيعيًا، ومتى يستدعي الانتباه. كما نقدّم نصائح طبية مدعومة بأحدث الدراسات لمساعدتك على فهم هذه الحال بهدوء ووعي.

ias

الخلفية العلمية لتغيّر لون البراز عند الأطفال

يتغيّر لون براز الطفل طبيعيًا بحسب عمره ونظامه الغذائي، وطبيعة حليب الأم أو الحليب الصناعي الذي يتناوله. علميًا، ينتج اللون البني العادي للبراز عن وجود صبغة تُسمّى البيليفيردين (Biliverdin). وهي ناتج من تكسير الهيموغلوبين في الكبد وتحويله إلى البيليروبين (Bilirubin) ثم إلى مركّبات أخرى.

تغيير حفّاض الرضيع
الرأي الطبّي لنزول البراز باللون الزيتي من الرضيع

لكن عندما يتسرّع مرور الطعام داخل الأمعاء، لا تتحوّل هذه الصبغات تمامًا إلى اللون البني، فيظهر اللون الأخضر. هذه العملية معروفة طبيًا باسم التسرّع المعوي (Rapid Transit). وقد تحدّث عنها مركز “مايو كلينك” (Mayo Clinic, 2023) موضحًا أن تسارع حركة الأمعاء يمنع البيليروبين من التحلل الكامل، مما يعطي البراز لونًا أخضر زيتيًا.
إضافةً إلى ذلك، تؤدّي بكتيريا الأمعاء دورًا مهمًا في تلوين البراز. فعند اضطراب التوازن البكتيري بسبب المضادات الحيوية أو تغيّر الحليب، يتبدّل اللون بشكل مؤقت. وهنا يصبح لون براز الطفل أخضر زيتي نتيجة طبيعية لتبدّل النشاط الميكروبي في الجهاز الهضمي.

الأسباب الأكثر شيوعًا للون الأخضر الزيتي

من المهم معرفة أنّ الأسباب ليست دائمًا مرضية. إليك أبرزها بشكل منظّم:

  • ١. النظام الغذائي:
    في حال كان الطفل يرضع طبيعيًا، فإنّ تناول الأم لأطعمة غنيّة بالحديد أو الخضار الورقية مثل السبانخ، والبروكلي، والكزبرة، قد ينعكس مباشرة على لون براز الطفل. أما في حال الرضاعة الصناعية، فإنّ الحليب المدعّم بالحديد قد يؤدّي إلى ظهور اللون الأخضر الزيتي.
  • ٢. زيادة الحديد في الجسم:
    الحديد الزائد لا يُمتصّ بالكامل، فيخرج جزء منه عبر البراز، فيُعطيه لونًا أخضر داكنًا أو زيتيًا.
  • ٣. تغيّر الحليب أو نوع الغذاء:
    الانتقال من حليب طبيعي إلى صناعي، أو إدخال أطعمة جديدة في غذاء الطفل بعد الشهر السادس، قد يؤثّر في طبيعة الهضم مؤقتًا.
  • ٤. التهابات خفيفة في الجهاز الهضمي:
    أحيانًا، قد يصاحب تغيّر اللون انتفاخ بسيط أو ليونة في البراز بسبب التهاب فيروسي بسيط. مثل الفيروس المعوي (Rotavirus)، وهو أمر شائع بين الأطفال.
  • ٥. تناول مضادات حيوية:
    هذه الأدوية تغيّر توازن البكتيريا الجيدة في الأمعاء. ما يجعل لون براز الطفل أخضر زيتي لبضعة أيام حتى يستعيد الجهاز الهضمي توازنه الطبيعي.

كل هذه الأسباب في الغالب مؤقتة ولا تستدعي القلق. خصوصًا إذا لم يرافقها ارتفاع في الحرارة أو فقدان في الوزن.

ماذا يعني اللون الأخضر الزيتي للجهاز الهضمي؟

عندما نلاحظ أن لون براز الطفل أخضر زيتي، فذلك يشير إلى تفاعل الجهاز الهضمي مع تغيّر داخلي في حركة الأمعاء أو في امتصاص العناصر الغذائية.

تغيير حفّاض الرضيع
دلالة البراز الزيتي للرضيع على صحة جهازه الهضمي
  • ١. تسارع حركة الأمعاء:
    الطعام لم يبقَ وقتًا كافيًا في الأمعاء لامتصاص الأملاح الصفراوية، فبقيت صبغة البيليفيردين كما هي.
  • ٢. زيادة إفراز العصارة الصفراوية:
    الكبد يفرز عصارة صفراوية غنية بالأملاح لمساعدة الجسم على هضم الدهون، وإذا زاد إفرازها لأي سبب، فقد ينعكس ذلك على لون البراز.
  • ٣. اختلال في بكتيريا الأمعاء:
    تشير الدراسات المنشورة في “Cleveland Clinic” عام 2022 إلى أنّ أي خلل في توازن البكتيريا الجيدة قد يؤثّر على عملية الهضم والامتصاص، ما يؤدي إلى تغيّر اللون مؤقتًا.
  • ٤. اضطراب بسيط في الامتصاص:
    عند بعض الأطفال، خاصة خلال مرحلة مواجهة عوارض التسنين أو بعد اللقاحات، قد يضعف الامتصاص مؤقتًا، مما يغيّر طبيعة الفضلات.
    هذه التغيّرات ليست دائمًا مؤشّرًا لمرض، بل هي تفاعل طبيعي لجهاز هضمي في طور النمو والتكيّف.

متى يكون اللون الأخضر طبيعيًا ومتى يُقلق؟

في معظم الحالات، اللون الأخضر الزيتي طبيعي ولا يحتاج إلى تدخل طبي. ومع ذلك، هناك علامات تستوجب المراقبة:

  • إذا استمر اللون أكثر من خمسة أيام متتالية.
  • إذا ترافق مع رائحة قوية جدًا أو مخاط في البراز.
  • إذا لاحظتِ ارتفاعًا في الحرارة أو خمولًا عند الطفل.
  • إذا تغيّرت الشهية أو قلّ الوزن بشكل واضح.

في هذه الحالات، من الأفضل مراجعة الطبيب لتقييم الحالة. الطبيب عادة يطلب تحليل براز بسيط للتحقق من وجود التهاب أو خلل في الامتصاص.
من جهة أخرى، اللون الأخضر في الأيام الأولى من حياة المولود يُعدّ طبيعيًا تمامًا، لأن البراز يكون غنيًا بمادة العِقْيان (Meconium) التي تُخزَّن في أمعاء الجنين أثناء الحمل. وهي بطبيعتها زيتية ومائلة إلى الأخضر الداكن.

نصائح عملية للمحافظة على توازن الجهاز الهضمي

حتى يبقى الهضم سليمًا ويعود لون البراز إلى طبيعته بسرعة، يمكن اتّباع بعض النصائح البسيطة والمدعومة بالبحث العلمي:

تغيير حفّاض الرضيع
كيفيّة الحفاظ على صحّة الجهاز الهضمي للرضيع
  • ١. الرضاعة المنتظمة:
    حاولي ألا تغيّري جهة الرضاعة بسرعة، لأن الحليب في بداية الرضعة يكون خفيفًا وغنيًّا باللاكتوز. أما في نهايتها فيكون أكثر دسمًا ويمنح البراز لونه الطبيعي.
  • ٢. التغذية المتوازنة للأم:
    نوعية غذاء الأم تنعكس مباشرة على الطفل، لذلك يُفضَّل الاعتدال في تناول الخضار الورقية والحديد.
  • ٣. إدخال الأطعمة الصلبة تدريجيًا:
    عندما يبدأ الطفل بتناول الأطعمة المهروسة، أدخليها واحدة تلو الأخرى لتتتبعي أثر كل صنف على لون البراز.
  • ٤. شرب الماء:
    سواء للأم المرضعة أو للطفل (بعد الشهر السادس)، فالماء يساعد الأمعاء على العمل المنتظم ويمنع تراكم العصارات الصفراوية.
  • ٥. تجنّب المضادات الحيوية غير الضرورية:
    لا تُستخدَم إلا بوصفة طبية، لأن الإفراط فيها يخلّ بتوازن البكتيريا الجيدة في الأمعاء.
  • ٦. المراقبة المستمرة:
    دوّني أي تغيّرات في لون البراز أو قوامه، لأن المتابعة الدقيقة تساعد الطبيب في التشخيص السليم عند الحاجة.

هذه الخطوات تضمن استقرار الجهاز الهضمي، وتخفّف من فرص ظهور اللون الأخضر مجددًا.

الخلاصة

إنّ لون براز الطفل أخضر زيتي لا يعني بالضرورة وجود مرض، بل هو غالبًا انعكاس مؤقّت لعوامل طبيعية في الهضم أو الغذاء. المهم هو مراقبة الطفل وملاحظة أي عوارض مرافقة. الجهاز الهضمي عند الأطفال ما زال في طور التكيّف، لذلك تتبدّل ألوان البراز بشكل متكرّر خلال السنة الأولى. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن كيفيّة العناية بالطفل في عامه الأول.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّه من الضروري أن تتعامل الأم مع هذه الملاحظات بهدوء وأن تتجنّب القلق المفرط، لأن الخوف قد يجعلها تغيّر النظام الغذائي بشكل غير ضروري. الأفضل دائمًا هو المراقبة الواعية، واستشارة الطبيب فقط عند وجود عوارض مقلقة. فالتوازن في التعامل مع هذه التفاصيل هو ما يضمن سلامة الطفل وطمأنينة الأم.

الأمومة والطفل الأم والرضيع الرضع الرضيع سلامة الرضيع صحة الرضع صحة الرضيع

مقالات ذات صلة

دعم الأب وقت الحمل والولادة
الحمل دعم الأب وقت الحمل والولادة: لحظات تبقى في قلب الأم للأبد
اليك أبرزها
كيف توازنين بين حبك لأطفالك وحاجتك لمساحة خاصة؟
الأمومة والطفل كيف توازنين بين حبك لأطفالك وحاجتك لمساحة خاصة؟ السرّ في هذه العادات البسيطة!
اتّبعي هذه الخطّة!
أم متعبة نفسيًا
الأمومة والطفل أم متعبة نفسيًا؟ خطوات بسيطة لتستعيدي توازنك
اتّبعي هذه النصائح..
ليش ما أحب ألعب مع طفلي؟
الأمومة والطفل ليش ما أحب ألعب مع طفلي؟ عن الملل الطبيعي في الأمومة
اعتمدي هذه الخطوات!
عن أول مرة بكيت بسبب طفلي
الأمومة والطفل عن أول مرة بكيت بسبب طفلي.. ومتى حسّيت إنني أم فعلًا
هل فقدتِ نفسك في زحمة الأمومة؟
الأمومة والطفل هل فقدتِ نفسكِ في زحمة الأمومة؟ خطوات لاسترجاع هويتكِ بهدوء
هذه الخطوات لكِ!
أمهات بلا دعم
الأمومة والطفل أمهات بلا دعم… لماذا الأم تكون لوحدها بكل شيء
آثار نفسيّة غير مُتوقَّعة!
وزن الطفل الطبيعي حسب العمر
الأمومة والطفل وزن الطفل الطبيعي حسب العمر: اكتشفي إن كان نموّ طفلك يسير في الاتجاه الصحيح!
دليل شامل في متناولكِ..
الأم العاملة
الأمومة والطفل الأم العاملة: كيف تواجهين التعب، الذنب، والإرهاق العاطفي؟
اعتمدي هذه الأساليب وغيّري حياتكِ!
طفلي يتعلّق فيني بشكل مفرط
الأمومة والطفل طفلي يتعلّق فيني بشكل مفرط.. هل هذا طبيعي؟
لا تتجاهلي هذه التصرّفات!
كل شوي سؤال
الأمومة والطفل كل شوي سؤال! كيف تتعاملين مع طفلكِ الفضولي بدون ما تتوتري؟
اتّبعيها وستلاحظين الفرق!
طفلك يصرخ في الأماكن العامة؟
الأمومة والطفل طفلك يصرخ في الأماكن العامة؟ هذه الطرق تخفف التوتر وتحتوي الموقف
اتبعيها ولاحظي الفرق بنفسك!

تابعينا على