يُعَدّ اكل الثلج للحامل ونوع الجنين من المواضيع التي تُثير الفضول لدى كثير من النساء خلال فترة الحمل. فحين تبدأ الحامل بالرغبة المتكرّرة في تناول الثلج، تتساءل: هل هذه الإشارة تعني أنني حامل بصبي؟ أم أنها علامة على الحمل بأنثى؟ وتنتشر بين الأمهات الكثير من الأقوال والتجارب الشخصية التي تربط هذه العادة بجنس المولود.
في هذا المقال، نُسلّط الضوء على الرابط بين اكل الثلج للحامل ونوع الجنين، من خلال تحليل علمي مدعوم بمصادر موثوقة. سنكشف الأسباب الطبية وراء اشتهاء الثلج، ونتناول ما إذا كان هذا السلوك يدل فعلًا على جنس الجنين. أم أنّه مجرد عرض جسدي مرتبط بتغيرات الحمل الطبيعية. كما سنطرح آراء الأطباء والباحثين في هذا المجال.
هل اكل الثلج للحامل سلوك طبيعي؟
تُعرف الرغبة في تناول الثلج طبيًا باسم “Pica” أو اضطراب الأكل غير الغذائي، وهو شائع نسبيًا خلال الحمل. في هذه الحال، تشتهي المرأة الحامل مواد غير غذائية مثل الثلج، والطين، أو النشا. لكن اكل الثلج بشكل خاص يُعدّ من أقل هذه السلوكيات ضررًا، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بنقص الحديد أو فقر الدم.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، تُعاني نحو 16% من النساء الحوامل حول العالم من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، والذي قد يؤدي إلى ظهور رغبة قوية في مضغ الثلج لتخفيف الشعور بالتعب أو لتبريد الفم. هذا يعني أن اشتهاء الثلج لا يرتبط بالضرورة بجنس الجنين، بل هو مؤشّر على حال صحية تستدعي الانتباه.
اكل الثلج للحامل ونوع الجنين: هل هناك علاقة علمية؟
يُعَدّ الربط بين اكل الثلج للحامل ونوع الجنين شائعًا في المجتمعات الشعبية، لكنّ الدراسات العلمية لم تجد دليلًا قاطعًا يدعم هذه الفرضية. تُشير بعض النساء إلى أن اشتهاء الثلج مرتبط بالحمل بصبي، بينما يعتقد البعض الآخر أنه يدل على الحمل ببنت. مع ذلك، لم تُثبت أي دراسة موثوقة وجود علاقة مباشرة بين هذا السلوك وجنس الجنين.
تؤكّد المجلّات العلميّة مثل Journal of Obstetrics and Gynecology أن عوارض الحمل لا تختلف جذريًا بين الحوامل بصبي أو فتاة، بل تخضع لتأثيرات هرمونية فردية وتغيرات في التغذية والاحتياجات الجسدية. بناءً عليه، من غير الدقيق الاستناد إلى الرغبة في تناول الثلج لتحديد جنس الطفل.
ما هي مخاطر الإكثار من تناول الثلج خلال الحمل؟
بالرغم من أن اكل الثلج للحامل يُعتبر آمنًا عمومًا، إلا أن الإفراط فيه قد يؤدي إلى بعض الأضرار. مثلًا، قد يتسبب مضغ الثلج المتكرّر في تآكل مينا الأسنان، ما يؤدّي إلى حساسية وألم. كذلك، قد يُشير هذا السلوك إلى فقر الدم الشديد، مما يستوجب فحص نسبة الحديد فورًا.
إضافةً إلى ذلك، قد يؤدّي الاعتماد المفرط على الثلج إلى تقليل استهلاك الحامل للماء والسوائل المفيدة، ممّا يزيد من خطر الجفاف. لذلك، لا بد من الاعتدال ومراقبة الرغبة في تناول الثلج، خاصّةً إن كانت متكرّرة ومُلِحّة. هنا يُنصح باستشارة الطبيب لتحديد سبب هذه الرغبة ووصف مكملات الحديد إن لزم الأمر.
كيف تتعامل الحامل مع الرغبة الشديدة في تناول الثلج؟
من المهم أن تُميّز المرأة الحامل بين اشتهاء الثلج العرضي والرغبة المستمرة التي قد تُخفي نقصًا غذائيًا. لمواجهة هذا السلوك، يمكن اتخاذ بعض الخطوات المفيدة:
- إجراء تحليل دم شامل لمستوى الحديد والهيموغلوبين.
- شرب الماء البارد أو المشروبات المنعشة كبديل صحي وآمن.
- تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل السبانخ، واللحوم الحمراء، والعدس.
- مراجعة الطبيب فورًا إذا ترافق اشتهاء الثلج مع دوخة أو شحوب شديد.
بهذه الطريقة، يُمكن التعامل مع اشتهاء الثلج من دون تعريض الجسم أو الجنين لأي ضرر محتمل، ومن دون التعلّق بتوقعات غير علمية حول نوع الجنين.
هل يمكن أن تؤثر الحال النفسية للحامل على اشتهائها للثلج؟
تؤدّي الحال النفسية دورًا كبيرًا في تحفيز سلوكيات غير اعتيادية خلال الحمل، منها اكل الثلج. فالشعور بالتوتر، والقلق، وحتى تقلبات المزاج الناتجة عن التغيرات الهرمونية، قد تدفع بعض النساء إلى البحث عن وسيلة بسيطة تمنحهن شعورًا بالراحة والهدوء، وهو ما قد يحققه مضغ الثلج. قد يُخفّف الشعور بالبرودة والقرمشة من حدّة الضغط النفسي بطريقة غير واعية.
ومع أن هذا السلوك قد يبدو عابرًا، إلا أن تكراره يمكن أن يُشير إلى حاجة نفسية غير ملبّاة، ما يدعو إلى الاهتمام بالصحة النفسية للحامل تمامًا كما نهتم بتغذيتها. الدعم العاطفي من الشريك، الراحة الجسدية، والتواصل المستمر مع الطبيب المختص، جميعها تُسهم في تقليل هذه السلوكيات وتحقيق توازن نفسي وصحي أفضل خلال الحمل.
الخلاصة
لا يرتبط اكل الثلج للحامل ونوع الجنين بشكل علمي مباشر، بل تعود هذه العلاقة إلى معتقدات متوارثة لا تستند إلى أساس طبي. قد تكون الرغبة في تناول الثلج أثناء الحمل ببساطة علامة على نقص الحديد أو وسيلة لتخفيف الشعور بالإرهاق، ولا يجب اعتبارها مؤشرًا على جنس المولود. من الأفضل دائمًا الاستناد إلى الفحوصات الطبية الدقيقة، مثل السونار، بدلًا من الاعتماد على إشارات غير مثبتة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن العلاقة بين الفلفل الحار للحامل وجنس الجنين.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أجد أنّ الاعتماد على إشارات جسدية مثل اشتهاء الثلج لتحديد نوع الجنين، قد يُشوّش على الحامل ويُسبّب لها الشعور بالتوتّر من دون سبب. من الأجدر أن نُركّز على صحة الأم والجنين معًا، ونترك للتكنولوجيا والطب الحديث تحديد ما هو غير ظاهر. فكل جنين هو هدية، سواء كان صبيًا أم فتاة، والاهتمام الأساسي يجب أن يُمنح لتغذية الأم وراحتها النفسية طوال فترة الحمل.
