لما ياسين لما ياسين 31-10-2025

بدأت ألاحظ أن زوجي والجماع بعد زواجه الثاني لم يعودا كما كانا في السابق. تغيّر في نظرته، وفي تعبيره، وحتى في تفاصيل العلاقة التي كانت تجمعنا. تساءلتُ كثيرًا إن كان السبب عاطفيًا أم نفسيًا أم فيزيولوجيًا. بين القلق والفضول، حاولت أن أفهم كيف يؤثّر الزواج الثاني على رغبة الرجل وعلى توازنه الجنسي وصحّته النفسية.

ias

في هذا المقال، سنتناول هذا الموضوع من جوانبه المختلفة، مستندة إلى أبحاث علميّة حديثة تشرح الأسباب النفسية والهرمونية والسلوكية التي قد تغيّر العلاقة بعد الزواج الثاني. مع تقديم خطوات واقعية لمساعدتكِ على استعادة التوازن في حياتكِ الحميمة.

تتغيّر الهرمونات بعد الزواج الثاني

يؤكّد الباحثون في جامعة “ستانفورد” أنّ التغيّرات الهرمونية عند الرجل بعد زواجه الثاني تظهر بوضوح في مستويات التستوستيرون. إذ تنخفض لدى بعض الرجال نتيجة الضغوط الجديدة أو التشتّت العاطفي بين زوجتين. هذه التغيّرات تؤثّر على الرغبة الجنسية، وعلى استجابة الجسد للمحفّزات.

كما تبيّن دراسة نُشرت في مجلة Hormones and Behavior عام 2021 أنّ الرجال المتزوّجين حديثًا يشعرون بحال من “التأقلم الهرموني” تستمرّ بين 6 و12 شهرًا. خلال هذه الفترة، قد تتقلّب الرغبة الجنسية بشكلٍ واضح بسبب تغيّر نمط الحياة والمسؤوليات المزدوجة. لذلك، من الطبيعي أن تلاحظ الزوجة الأولى تبدّلًا في الإقبال على الجماع أو في طريقة التعبير عن الرغبة.

من ناحية أخرى، يؤدّي النوم، والشعور بالتعب، والتوتر المستمرّ دورًا أساسيًا في تثبيط الهرمونات الجنسية. ومع ضغوط الحياة، يتراجع المزاج الجنسي تدريجيًا، فيظنّ الطرف الآخر أنّ الحبّ قلّ، بينما الحقيقة أنّ الجسد يعبّر عن إرهاقه.

التأثير النفسي لزواج الرجل الثاني

يتأثّر العقل قبل الجسد. وتشير الدراسات في علم النفس الأسري إلى أنّ الرجل بعد زواجه الثاني يعيش ما يُعرف بـ”ازدواج الشعور”، أي مزيج من الشعور بالذنب والواجب والرغبة. هذا التناقض الداخلي يؤثّر على العلاقة الحميمة مع الزوجة الأولى.

يشرح علماء النفس أنّه عندما يحاول الرجل الموازنة بين زوجتين، يشعر بانقسام في التركيز العاطفي، ما يسبّب ضعفًا في التواصل الوجداني. وعندما يقلّ التواصل، يتأثّر الجماع مباشرة. فالعلاقة الجسدية لا تنفصل عن الرابط النفسي.

كما أظهرت دراسة في Journal of Family Psychology عام 2020 أنّ الأزواج الذين يعيشون في زيجات متعدّدة يواجهون ضغوطًا مضاعفة تتعلّق بتوزيع الوقت، والاهتمام، والمشاعر. ومع غياب الحوار الصريح، يتولّد شعور بالإهمال لدى إحدى الزوجتين، ما ينعكس على الأداء والرغبة في العلاقة الحميمة.

من المهم إذًا أن يعبّر كلّ طرف عن مشاعره بصدق. فالكبت والسكوت يفاقمان التباعد. الحوار الهادئ يعيد الجسر بينكما، خصوصًا إذا رافقه احترام متبادل للحدود والمشاعر.

التغيّر في نظرة الزوجة الأولى إلى ذاتها

تبدأ بعض النساء بعد الزواج الثاني بالشعور بالنقص أو الغيرة أو الخوف من المقارنة. وهذه المشاعر، وفقًا لأبحاث American Psychological Association، تُضعف الثقة بالنفس وتؤثر على التفاعل الجنسي. عندما تفقد المرأة ثقتها بجاذبيتها، يتراجع حماسها تلقائيًا، فتظهر الفجوة بين الطرفين.

في الواقع، لا يتعلّق التغيّر دائمًا بالرجل، بل أحيانًا بالمرأة نفسها. فحين تنشغل بالأفكار السلبية أو المقارنات، يتراجع تجاوبها الجسدي والنفسي. ويؤكد علم الأعصاب أنّ الدماغ عندما يشعر بالتهديد أو الخوف، يفرز هرمون الكورتيزول الذي يثبّط مراكز المتعة الجنسية.

الحلّ لا يكون في المراقبة، بل في الاهتمام بالذات. عندما تبدأين بالاعتناء بجسدك، وتغذيتك، ومظهرك، وصحتك النفسية، تستعيدين ثقتك تدريجيًا. الثقة تجذب الرجل مجدّدًا أكثر من أيّ تصرّف آخر.

من الضروري أيضًا ألّا تسمحي للغيرة بأن تتحوّل إلى عداء. فالغضب المستمرّ يخلق توترًا دائمًا في العلاقة. بدلًا من ذلك، يمكن تحويل الطاقة إلى وعي ذاتي ونضج عاطفي، فيصبح التواصل أكثر هدوءًا ونضجًا.

هل تتغيّر الرغبة فعلًا أم التعبير عنها؟

يعتقد كثير من الأزواج أنّ الزواج الثاني يغيّر الرغبة الجنسية، لكن الأبحاث توضّح أنّه في الغالب يتغيّر “نمط التعبير” لا الرغبة نفسها. الرجل قد يشعر بنفس الانجذاب، لكنّ أسلوبه يصبح أكثر تحفّظًا بسبب ضغوط الوقت أو الخوف من المقارنة أو الرغبة في تجنّب الشكوك.

تُشير دراسة في Archives of Sexual Behavior عام 2019 إلى أنّ الرغبة الجنسية تبقى مستقرة طالما بقيت الثقة متبادلة، والتواصل صريحًا. لذلك، على المرأة أن تطرح الأسئلة بوضوح بدل الافتراض. الصراحة تزيل الغموض وتخفّف القلق.

في المقابل، يحتاج الرجل إلى طمأنة مستمرة. عندما يشعر بأنّ زوجته الأولى ما زالت تقدّره، يتحفّز لديه الجانب العاطفي، فيتفاعل جسده بسرعة أكبر. فالرغبة لا تنفصل عن الشعور بالتقدير.

من المفيد أن يُخصّص الزوجان وقتًا منتظمًا للحديث عن العلاقة، من دون اتهام أو مقارنة. يمكن البدء بخطوات بسيطة مثل تغيير الروتين، أو الخروج في نزهة، أو استعادة بعض الذكريات الجميلة التي تحرّك المشاعر القديمة.

كيف يمكن إصلاح العلاقة بعد الزواج الثاني؟

لا توجد وصفة سحرية، لكن هناك خطوات علمية مدعومة بأبحاث يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا. أوّلًا، يُنصح بالاستشارة الزوجية. فالمعالج النفسي يساعد على فهم الأسباب العميقة وراء تغيّر العلاقة. وثانيًا، يجب تعزيز ما يُعرف بـ”التناغم العاطفي”، أي الإنصات الحقيقي المتبادل الذي يعيد الثقة ويقوّي الارتباط.

كما أنّ ممارسة الرياضة المنتظمة تحسّن الدورة الدموية والهرمونات الجنسية، وفق دراسة من Mayo Clinic عام 2022، وتقلّل من التوتّر. ويمكن أيضًا الاعتماد على النظام الغذائي الغني بالأوميغا-3 والمغنيسيوم والفيتامين D، فهي عناصر تدعم الطاقة والرغبة.

من جهة أخرى، يُنصح بتخصيص لحظات من القرب غير الجنسي، مثل العناق أو الحديث الهادئ قبل النوم. فهذه التفاصيل الصغيرة تُعيد الدفء تدريجيًا. العلاقة الحميمة لا تبدأ في السرير، بل في الاحترام اليومي والكلمة الطيّبة والنظرة الصادقة.

عندما يشعر كلّ طرف بأنّه مفهوم ومحترم، يعود الجسد ليتفاعل تلقائيًا. فالجماع نتيجة طبيعية لعلاقة سليمة، وليس العكس.

الخلاصة

في نهاية المطاف، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تغيّر زوجي والجماع بعد زواجه الثاني فعلًا، أم أنا التي تغيّرت؟ الحقيقة أنّ التغيّر طبيعي، لكنه لا يعني النهاية. كلّ علاقة تمرّ بمراحل من التبدّل، لكنّ الوعي والعلم والإصغاء يعيدان التوازن. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وعرضنا لكِ تفسير زواج الزوج على زوجته.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الزواج الثاني يختبر عمق العلاقة الأولى. إن وجدت المرأة في نفسها القوّة لتفهم لا لتُحاكم، استطاعت أن تعيد بناء الحميمية بطريقة أنضج وأهدأ. فالرغبة لا تُقاس بعدد المرّات، بل بصدق المشاعر، وبالنية في الاستمرار، وبالقدرة على تجاوز الغيرة نحو نضجٍ يُعيد للأنوثة معناها وللحبّ رونقه.

الحياة الزوجية الجماع الزواج الثاني العلاقة الزوجية زواج ثاني علاقة زوجية نصائح زوجية نصائح للزوجين

مقالات ذات صلة

تكرهين الزعل السريع؟
الحياة الزوجية تكرهين الزعل السريع؟ دليلك لفهم الزوج الحساس وتفادي الخلافات
نصائح ستساعدكِ على حلّ الخلاف!
خلافك مع زوجك كبر؟
الحياة الزوجية خلافك مع زوجك كبر؟ خطوات عملية تهدي النفوس وتعيد التواصل
إيّاكِ وتجاهلها!
تصميم كرت زواج
الحياة الزوجية تصميم كرت زواج يُعبّر عنكِ: أفكار فخمة تلفت الأنظار من النظرة الأولى
دليل شامل بين يديكِ..
وجود الأب الداعم
الحياة العائلية وجود الأب الداعم: تأثيره الخفي على الأم والطفل معًا
أكثر ممّا تعتقدين!
دعم الأب وقت الحمل والولادة
الحمل دعم الأب وقت الحمل والولادة: لحظات تبقى في قلب الأم للأبد
اليك أبرزها
كيف تعززين التواصل العائلي في وسط زحمة الحياة اليومية؟
الأمومة والطفل كيف تعززين التواصل العائلي في وسط زحمة الحياة اليومية؟ خطوات بسيطة تغيّر كل شيء!
نصائح ستغيّر حياتك!
تعيشين مع زوجك بس تحسين إنك بعيدة؟
الحياة الزوجية تعيشين مع زوجك بس تحسين إنك بعيدة؟ عن برود المشاعر والبعد العاطفي
إياكِ وتجاهلها!
زوجان في السرير
الثقافة الجنسية ما هو النشاط الجنسي​: كل ما ترغبين في معرفته عن الحياة الجنسيّة الصحيّة!
كل ما يجب عليكِ معرفته
الرجال لا يحبون بالطريقة نفسها.. اكتشفي لغة حبّ زوجكِ حسب شهر ميلاده!
الحياة الزوجية الرجال لا يحبون بالطريقة نفسها.. اكتشفي لغة حبّ زوجكِ حسب شهر ميلاده!
شهر ميلاده يخبركِ بالحقيقة!
أستحي من زوجي
الحياة الزوجية أستحي من زوجي.. هل هذا طبيعي؟ وكيف أتجاوز الخجل بهدوء؟
هذا ما يجب عليكِ فعله..
عبارات مؤثرة عن الحب​
الحياة الزوجية عبارات مؤثرة عن الحب ستلامس قلبك وتغيّر نظرتك للعاطفة!
كلمات معبّرة عن المشاعر الحقيقية..
الفرق بين التعلق والحب
الحياة الزوجية الفرق بين التعلق والحب: اكتشفي الحقيقة التي تغيّر نظرتكِ للعلاقات!
حقائق ستفاجئكِ!

تابعينا على