متى يكون سكر الحمل خطر على الجنين؟ سؤال يشغل بالكِ فور اكتشاف إصابتكِ بهذه المشكلة الصحيّة. فمع ازدياد حالات الإصابة، يزداد القلق حول تأثيراته المحتملة على طفلكِ. يهمّكِ حتمًا فهم متى تبدأ مستويات السكر بالتحوّل إلى خطر فعلي، وما هي الخطوات التي تحمي الجنين في الرحم.
في هذا المقال، سنرشدكِ إلى المعلومات العلمية الحديثة حول هذا الموضوع. سنشرح لكِ أولًا كيف يتم التشخيص. بعد ذلك، سنعرض العوامل التي تزيد من حدة الحالة. ثم، سنوضح لكِ أبرز المضاعفات التي قد تصيب الجنين. وأخيرًا، سنستعرض طرق الوقاية. تابعي القراءة حتى النهاية.
كيف يتم تشخيص سكري الحمل؟
عندما نتساءل: متى يكون سكر الحمل خطر على الجنين؟ علينا أولًا معرفة كيف يُشخَّص هذا المرض. عادةً، يتم الكشف عنه بين الأسبوع 24 والأسبوع 28 من الحمل. يُجري الطبيب فحص تحمّل الغلوكوز (Glucose Tolerance Test).
في هذا الفحص، تُعتبر المستويات التالية إشارة خطر:
- سكر الصيام أكثر من 95 ملغ/دل.
- بعد ساعة من الشرب السكّري: أكثر من 180 ملغ/دل.
- بعد ساعتين: أكثر من 153 ملغ/دل.
كلما زادت القيم عن هذه الأرقام، زاد الخطر على الجنين. لذا، إذا تخطّت الأرقام الحد الأقصى بشكل متكرر، هنا نقول إن السكر يشكّل تهديدًا حقيقيًا.
ما هي العوامل التي تزيد من خطورة سكري الحمل؟
أولاً، هناك عوامل ترفع احتمال أن تصبح حال سكري الحمل خطِرة. من أبرزها:
- العمر: إذا كنتِ فوق سنّ 35 عامًا، يزداد الخطر.
- السمنة: زيادة الوزن قبل الحمل تزيد من صعوبة السيطرة على مستويات السكر.
- الوراثة: وجود أقارب مصابين بالسكري يرفع القابلية.
- تاريخ ولادات سابقة: إذا سبق وأن أنجبتِ طفلًا كبير الحجم (أكثر من 4 كغ)، فاحتمال تطوّر سكري الحمل الخطِر يزداد.
مع وجود هذه العوامل، تُصبح الإجابة عن سؤال متى يكون سكر الحمل خطر على الجنين؟ أكثر وضوحًا: عندما تتوفّر هذه العناصر مع ارتفاع مستويات السكر غير المسيطر عليه.
ما هي المضاعفات المحتملة على الجنين؟
أول خطر بارز هو ضخامة الجنين. عندما يدخل الجلوكوز إلى دم الجنين بكميات كبيرة، يُنتج جسمه المزيد من الإنسولين. هذا الأمر يُسرّع نموّه ويؤدي إلى وزن زائد عند الولادة. النتيجة؟ قد تحدث ولادة قيصرية أو ولادة مع مضاعفات جسدية.
ثانيًا، تكون الولادة المبكرة شائعة في حالات سكر الحمل غير المضبوط. حين يولد الطفل باكرًا، قد يعاني من مشاكل تنفّسية، وقد يحتاج إلى رعاية خاصة في الحاضنة.
آثار مباشرة بعد الولادة
هناك أيضًا خطر انخفاض سكر الدم بعد الولادة. السبب؟ ارتفاع إفراز الإنسولين عند الطفل خلال الحمل. بعد قطع الحبل السري، ينخفض مستوى السكر فجأة، ما قد يؤدي إلى نوبات أو فقدان وعي.
مضاعفات طويلة الأمد
أما على المدى البعيد، فيزداد احتمال أن يعاني الطفل من:
- السمنة في الطفولة.
- السكري من النوع الثاني في مرحلة المراهقة أو الشباب.
- مشاكل في الانتباه أو اضطرابات فرط الحركة (ADHD).
- احتمال تطوّر مشكلات في الإدراك واللغة، بحسب أبحاث حديثة.
كل هذه المضاعفات تجعل فهم متى يكون سكر الحمل خطر على الجنين؟ ضرورة ملحّة. أي تقصير في السيطرة قد يُسبّب نتائج دائمة.
كيف يمكن الوقاية والسيطرة؟
أولاً، اكتشفي الإصابة باكرًا. لا تنتظري الأسبوع 24 إذا كنتِ ضمن الفئة المعرضة للخطر. الفحص المبكّر يُنقذكِ من مضاعفات غير مرغوبة.
ثانياً، تابعي قياس السكر بشكل منتظم. احرصي على تسجيل القياسات يوميًا. بهذه الطريقة، ستعرفين إن كان هناك تغيّر في الاتجاه.
ثالثًا، ركّزي على نظامكِ الغذائي. اتّبعي حمية غنية بالألياف، قليلة السكّريات البسيطة. تناولي الخضراوات، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخفيفة.
قسّمي وجباتكِ إلى خمس أو ست وجبات صغيرة. لا تتناولي وجبة ضخمة واحدة، فهذا يزيد من تقلب السكر.
رابعًا، مارسي الرياضة يوميًا. حتى المشي البسيط يحسّن تحمّل الجسم للجلوكوز.
خامسًا، التزمي بالعلاج الدوائي إذا وصفه الطبيب. بعض الحالات تتطلّب استعمال الإنسولين أو أدوية فموية آمنة خلال الحمل.
المتابعة بعد الولادة
لا تنتهي القصة بعد الولادة. احرصي على متابعة سكر الدم بعد 6 أسابيع. إذا استمرّ الارتفاع، تحتاجين إلى خطّة متابعة طويلة الأمد.
إذًا، متى يكون سكر الحمل خطر على الجنين؟ يكون ذلك عندما ترتفع مستويات السكر بشكل غير مسيطر عليه. هنا، تتفاقم المضاعفات: من ضخامة الجنين إلى الولادة المبكرة، إلى انخفاض سكر الطفل بعد الولادة، وصولًا إلى مشاكل صحّية طويلة الأمد.
لكن مع الفحص المبكّر، والتغذية المتوازنة، وممارسة الرياضة، والمتابعة الطبية الدقيقة، يمكن تقليل المخاطر إلى الحد الأدنى. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن اعراض التهاب البول للحامل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ وعي الحامل حول هذا الموضوع هو مفتاح النجاح. كلّما عرفتِ أكثر، استطعتِ اتخاذ قرارات صحّية مدروسة. لا تهملي أي نصيحة طبية. تواصلي دائمًا مع طبيبكِ، وتابعي حالكِ يومًا بيوم. بهذه الطريقة، تمنحين طفلكِ أفضل بداية ممكنة في الحياة حتّى قبل أن يولَد.
