لما ياسين لما ياسين 04-09-2025
ما هو الوحام

ما هو الوحام؟ سؤال يتردّد بقوة في ذهن المرأة مع بداية الحمل. يظهر الوحام عادةً في الأشهر الأولى، ويشمل الرغبة الشديدة بأطعمة محددة أو النفور من روائح وأطعمة أخرى. تعيش بعض النساء هذه المرحلة بحدّة واضحة، بينما تمرّ أخريات بها بشكلٍ أخف. يربط العلم هذه الظاهرة بتغيّرات هرمونية ونفسية معقدة تحدث داخل جسم الحامل منذ الأسابيع الأولى.

ias

في هذا المقال سنتناول الموضوع بشكل علمي ومنهجي. سنشرح أولًا ماهية الوحام، ثم نعرض العوامل التي تؤثر على شدّته، ونفصّل الأسباب العلمية وراء اختلاف العوارض بين النساء. كما سنتوقف عند الآثار الجسدية والنفسية، لنصل في الختام إلى خلاصة مدعومة بالمعرفة الطبية الحديثة.

تعريف الوحام

الوحام مرحلة طبيعية من الحمل. يبدأ عادةً بين الأسبوع السادس والثاني عشر، وقد يستمر إلى منتصف الحمل أو أكثر عند بعض النساء. يتجلى الوحام برغبة شديدة في أطعمة غير معتادة مثل المخللات أو الحلويات، وأحيانًا يرافقه نفور قوي من روائح يومية مثل القهوة أو العطور.

امرأة حامل تتناول الطعام
مصدر الصورة: موقع Freepik

تشير الدراسات الطبية إلى أنّ الوحام ليس مجرد عادة أو ترف. بل هو انعكاس مباشر للتغيرات الهرمونية والجسدية التي تطرأ على جسم الحامل. وتُعتبَر هذه الاستجابات آلية تكيفية للجسم من أجل حماية الجنين في الرحم وتلبية احتياجاته الغذائية.

التغيّرات الهرمونية وتأثيرها

من أهم العوامل وراء الوحام تغيّر مستوى الهرمونات. ترتفع هرمونات الحمل مثل الإستروجين والبروجسترون بسرعة كبيرة في الأشهر الأولى. هذه الزيادة تؤثر على مراكز الشم والتذوق في الدماغ. لذلك قد تنجذب المرأة إلى نكهات محددة أو تشعر بالانزعاج من روائح كانت عادية سابقًا.

كما تشير أبحاث في علم الأعصاب إلى أنّ ارتفاع هرمون hCG (هرمون الحمل) قد يكون مرتبطًا بالشعور بالغثيان والقيء. هذه الحال ترافق غالبًا الوحام وتفسّر سبب اختلاف شدّته من امرأة إلى أخرى بحسب حساسية مستقبلاتها العصبية.

الجانب النفسي والسلوكي

الوحام ليس جسديًا فقط. يؤدّي العامل النفسي دورًا مهمًّا. بعض النساء يعانين من توتر أو قلق في بداية الحمل، فيبحثن عن طعام مريح يمنح شعورًا بالطمأنينة. تُعرَف هذه الحال في علم النفس الغذائي بظاهرة “الأكل العاطفي”.

كما أنّ العادات الثقافية والعائلية تؤثر. فالمرأة التي نشأت في بيئة اعتادت على أطعمة معيّنة قد تميل إليها أكثر أثناء الحمل. في المقابل، قد ترفض مأكولات مرتبطة بتجارب سابقة غير مريحة. لذلك نجد أنّ الوحام يتأثر بالعقل الباطن إلى جانب التغيرات البيولوجية.

لماذا تختلف العوارض بين النساء؟

يعود الاختلاف بين النساء إلى عدّة عوامل مترابطة:

  • التركيبة الجينية: بعض النساء أكثر حساسية للتغيرات الهرمونية.
  • التاريخ الصحي: وجود مشاكل في المعدة أو القولون قد يفاقم الغثيان.
  • البيئة الغذائية: توافر أطعمة معينة يجعل الوحام يتخذ شكلًا محددًا.
  • العوامل النفسية: مستوى الدعم العائلي والاجتماعي يؤثر على شدّة العوارض.

أوضحت دراسة نُشرت في Journal of Obstetrics and Gynecology أنّ النساء اللواتي يعشن ضغوطًا يومية عالية أبلغن عن وحام أكثر حدة مقارنة بغيرهن. وهذا يبرهن على التداخل القوي بين الجسد والنفس في هذه الظاهرة.

التفسيرات العلمية للنفور من بعض الأطعمة

من المثير أنّ الوحام لا يرتبط فقط بالرغبة. بل يتجلّى أيضًا في النفور. كثير من النساء يشعرن بالاشمئزاز من اللحم النيء أو الدجاج في بداية الحمل. يفسر العلماء ذلك كآلية دفاعية طبيعية. فالجسم يحاول تجنّب مصادر محتملة للبكتيريا أو التسمم الغذائي، حمايةً للجنين.

امرأة حامل تتناول الطعام
مصدر الصورة: موقع Freepik

كما وُجِدَ أنّ النفور من القهوة أو الكحول يرتبط بمحاولة الجسم تقليل التعرض لمواد قد تؤثر على تطور الجنين العصبي. هذه الآليات تجعل الوحام مفهومًا من منظور التطور البيولوجي.

الآثار الجسدية للوحام

من الناحية الجسدية، قد يؤدي الوحام إلى مشاكل إذا لم تتم متابعته. قد يسبب الإكثار من الحلويات أو الأطعمة الغنية بالدهون زيادة غير صحية في الوزن. بينما الوحام على الأطعمة المالحة قد يرفع ضغط الدم عند بعض النساء.

بالمقابل، هناك حالات نادرة تسمى pica، حيث تشتهي المرأة مواد غير غذائية مثل الطين أو الثلج. تشير هذه الحال عادةً إلى نقص معادن مثل الحديد أو الزنك، وتحتاج إلى متابعة طبية دقيقة.

كيف يمكن التعامل مع الوحام؟

التعامل مع الوحام يحتاج توازن. ينصح الأطباء بالاستجابة للرغبات المعتدلة ما دامت لا تضر بصحة الأم أو الجنين. في الوقت نفسه، يجب الانتباه إلى تنويع الغذاء وتجنّب الإفراط.

الترطيب المستمر، وتناول وجبات صغيرة ومتعددة، والاعتماد على وجبات غنية بالبروتين والألياف تساعد على تخفيف الغثيان المرتبط بالوحام. كما أنّ الدعم النفسي من الشريك والعائلة يؤدّي دورًا كبيرًا في جعل هذه المرحلة أسهل.

الخلاصة

ما هو الوحام ليس مجرد تساؤل عابر، بل قضية علمية وطبية تكشف مدى تعقيد الحمل. الوحام انعكاس لتفاعل هرموني، ونفسي، وغذائي متشابك. تختلف عوارضه من امرأة إلى أخرى نتيجة عوامل جينية وبيئية ونفسية متعددة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن تمرين واحد بسيط يغيّر تجربة حملكِ بالكامل.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أجد أنّ الوحام تجربة فريدة تذكّر المرأة بقدرة جسدها المذهلة على التكيّف مع حياة جديدة تنمو في داخلها. ورغم صعوبته أحيانًا، يبقى جزءًا من رحلة الأمومة التي تجمع بين العلم والعاطفة. المهم أن تتعامل المرأة معه بوعي وتوازن، وأن تدرك أنّه ليس ضعفًا بل علامة طبيعية على الاستعداد للحياة الجديدة.

الحمل الحمل الصحي الوحام سلامة الحامل صحة الحامل وحام وحام الحمل

مقالات ذات صلة

صورة بالموجات فوق الصوتية للجنين
صحة الحامل هل يتحرك الجنين في الشهر الثاني​: إليكِ الإجابة الدّقيقة بحسب الدّراسات!
تطوّرات حملكِ الشهريّة
امرأة تعاني من غثيان الحمل
اعراض الحمل ماهى اعراض اول يوم حمل​: تابعي رحلة حملك من الأيام الأولى!
كل ما ترغبين في معرفته
امرأة حامل تنظر إلى بطنها
الأسبوع الخامس عشر هل يتحرك الجنين في الأسبوع 15​: معلومات تعرفينها لأوّل مرّة!
تطورات الحمل الأسبوعية
تأخر التبويض
التبويض التبويض المتأخر متى يبان الحمل​
كل ما تريدين معرفته
ألم المبايض من أعراض الحمل
الصحة لا تتجاهلي هذا الشعور: ألم المبايض من أعراض الحمل أم إنذار مبكر لخطر آخر؟
الإجابة العلمية الدقيقة..
امرأة حامل تمشي
رشاقة الحامل المشي في الاسبوع 33 من الحمل: إليكِ فوائده الصحية لكِ ولجنينكِ!
كل ما ترغبين في معرفته
امرأة حامل تبكي
صحة الحامل هل البكاء يؤثر على الجنين​: دراسات جديدة تحسم الأمر!
ما أثبتته الدراسات
امرأة حامل تحمل مكمل اوميغا 3
صحة الحامل متى يؤخذ اوميغا 3 للحامل​: عنصر يُظهر قوّته في تحصين جنينكِ!
اليك التفاصيل
امرأة عند الطبيبة النسائية
اعراض الحمل اعراض الحمل الاسبوع الثاني: ستتمكنين من اكتشافها بسهولة!
أعراض أوّلية
امرأة في شهور الحمل الأخيرة
صحة الحامل هل تقل حركة الجنين في الشهر التاسع​: إليكِ ما ترغبين في معرفته!
لن تقلقي بعد اليوم
تحليل سلبي للحمل
مشاكل الحمل ماجتني الدوره ومافي اعراض حمل​: إليكِ أسباب تأخر الدورة الشهرية!
كل ما تريدين معرفته
امرأة حامل في حقل القمح
الجنين كثرة حركة الجنين في الشهر السادس​: كلّ ما ترغبين في معرفته عن هذا الشهر من الحمل!
كل ما تريدين أن تعرفيه

تابعينا على