لما ياسين لما ياسين 17-05-2025
كيف تؤثر مشاعرك على نمو طفلك دون أن تشعري؟

كيف تؤثر مشاعرك على نمو طفلك دون أن تشعري؟ يحمل هذا السؤال في طيّاته مفاجآت كثيرة لا تتوقّعينها. قد تظنّين أن مشاعرك هي شأن خاص بك، لكنّ العلم يثبت العكس. طفلك يشعر بك، ويلتقط ترددات عاطفتك، ويتفاعل معها منذ وجوده في رحمك. لا تمرّ حالك النفسية مرور الكرام، بل تشكّل ركيزة أساسية في بناء شخصية الطفل، واستقراره، ونموه العصبي والمعرفي.

ias

في هذا المقال، سوف نكشف كيف تترك مشاعرك أثرًا مباشرًا على دماغ طفلك وسلوكه وتطوره العاطفي. سنبدأ بالكشف عن تأثير التوتر المزمن، ثم ننتقل إلى قوة المشاعر الإيجابية. وبعدها نسلّط الضوء على العلاقة بين الدماغ والعاطفة، وصولًا إلى نصائح عملية تحافظين بها على توازنك الداخلي من أجل طفلك.

1- التوتر المزمن

التوتر اليومي يرافق حياة كل أم، ولكن حين يتحوّل إلى حال مزمنة، يصبح خطرًا على نمو الطفل. تشير دراسة منشورة في Journal of Child Psychology and Psychiatry أنّ الأطفال الذين تتعرّض أمهاتهم للتوتر المزمن يُظهرون نشاطًا زائدًا في منطقة اللوزة الدماغية. وهي المسؤولة عن معالجة الخوف والقلق.

أم تحمل طفلها
تأثير شعور الأم بالتوتّر على نموّ طفلها

عندما تشعرين بالتوتر والقلق المستمر، يفرز جسمك هرمون الكورتيزول، وهذا الهرمون يمكن أن يمرّ عبر المشيمة أثناء الحمل أو يُنقَل عبر لغة الجسد والصوت بعد الولادة. ما يحدث بعدها هو تفاعل دماغي لدى الطفل يعزّز من شعوره بعدم الأمان. مع الوقت، يؤثّر ذلك على قدرته على التركيز، والنوم، وحتى على تطوّره اللغوي.

إذًا، التوتر لا يخصّك وحدك. هو رسالة مباشرة تصل لطفلك وتؤثّر في جذور نموّه.

2- المشاعر الإيجابية

في المقابل، تُعتبر المشاعر الإيجابية مثل الفرح، والامتنان، والطمأنينة، من أهم العوامل التي تساهم في تطوّر الطفل بشكل سليم. في دراسة أجرتها جامعة Harvard، وجد الباحثون أن الأطفال الذين يعيشون في بيئة مستقرة عاطفيًا، يكون لديهم تطوّر أسرع في المهارات المعرفية والقدرة على ضبط النفس.

عندما تضحكين أمام طفلك، أو تعبّرين عن حبك له بحنان ودفء، فإنك بذلك تحفّزين إفراز هرمون “الأوكسيتوسين” لديه، وهو الهرمون المتعلّق بالارتباط والثقة. هذا النوع من التواصل العاطفي يُعلّم الطفل كيف يُعبّر عن مشاعره بطريقة صحية، ويمنحه شعورًا داخليًا بالأمان.

بكلمات بسيطة: المشاعر الجميلة التي تعيشينها تنمو داخله وتبني فيه أسس القوة النفسية.

3- الدماغ والعاطفة

الدماغ لا ينمو في عزلة عن المشاعر. على العكس، البيئة العاطفية تُشكّل تركيبته الوظيفية. في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، يتطور دماغه بسرعة هائلة، ويكون حساسًا جدًا للمؤثرات العاطفية من حوله. وفقًا لتقرير من The Center on the Developing Child at Harvard University، فإن التجارب العاطفية المبكرة تُعيد تشكيل المسارات العصبية في الدماغ.

أمّ تحمل طفلها بسعادة
العلاقة بين الدماغ والعاطفة في نموّ الطفل

مثال على ذلك: عندما تشعرين بالقلق وتعجزين عن التعبير عنه بوضوح، يلتقط طفلك تلك الإشارات من صوتك، ومن تعابير وجهك، ومن طريقة حملك له. في المقابل، عندما تتعاملين مع مشاعرك بوعي وتوازن، ينمو لديه الشعور بالثبات والطمأنينة.

هنا تظهر أهمية الوعي العاطفي، لأن الطفل لا يفهم الكلمات. بل يفهم المشاعر ويُبرمج دماغه عليها.

4- طفلك مرآة لكِ

من المهم أن تدركي أن طفلك لا يراقب فقط ما تقولينه، بل يعيش ما تشعرين به. هو لا يميّز بين السبب والنتيجة، لكنه يشعر بالتوتر، ويلاحظ الغضب، ويخاف من الصمت المفاجئ. هذه التفاعلات تُصبح مرجعًا داخليًا له حول كيفيّة التعامل مع المشاعر في المستقبل.

بحسب نظرية Attachment Theory لعالِم النفس “جون بولبي”، فإن الترابط العاطفي بين الأم والطفل هو الركيزة الأساسية لنمو شخصية الطفل وتكوينه النفسي. فكل لحظة حنان، وكل حضن دافئ، تترك أثرًا طويل الأمد في ذاكرته الانفعالية.

طفلك يتعلّم من خلالك، من دون أن يتكلّم. يرى كيف تتعاملين مع ذاتك، ويقلّدك، بدون أن تدركي.

5- كيف تحافظين على توازنك العاطفي؟

الخطوة الأولى هي الوعي. أن تعترفي بمشاعرك، وتتعاملي معها بصدق، من دون إنكار أو تهرّب. خصّصي وقتًا يوميًا لنفسك، حتى لو كان عشر دقائق فقط. مارسي التأمل أو التنفس العميق. استعيني بشبكة دعم من الأصدقاء أو العائلة.

أم وطفلها سعيدان
كيفيّة الحفاظ على التوازن العاطفي

تؤكد الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) أن العناية بالصحة النفسية للأم ليست رفاهية، بل ضرورة لنمو الطفل بشكل صحي. احصلي على قسط كافٍ من النوم، وتناولي طعامًا مغذّيًا، واطلبي المساعدة عند الحاجة. وتذكّري دائمًا أن طفلك لا يحتاج أمًا مثالية، بل أمًا حقيقية، وصادقة مع مشاعرها.

الخلاصة

كيف تؤثر مشاعرك على نمو طفلك دون أن تشعري؟ الجواب هو: تؤثر بشكل عميق وخفي ومستمر. من التوتر والقلق، إلى الفرح والحب، كل شعور يمرّ في داخلك يُترجم إلى إشارات يتلقّاها طفلك ويُعيد بناء ذاته من خلالها. لا تقلّلي من قيمة اللحظات اليومية التي تمرّين بها، لأنها تشكّل البنية النفسية لطفلك. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ ماذا يحتاج الطفل فعلًا من أمه؟

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أجد أن العناية بمشاعرنا كأمهات ليست فقط مسؤولية تجاه أنفسنا، بل هي استثمار مباشر في مستقبل أطفالنا. كل لحظة نختار فيها الهدوء بدل الانفعال، وكل مرة نعالج فيها تعبنا الداخلي بلطف، نمنح أبناءنا فرصة للنمو بثقة وأمان. المشاعر ليست عبئًا، بل أداة نبني بها أجيالًا أقوى نفسيًا وأكثر اتزانًا.

الأمومة والطفل أساليب تربية الأبناء الأم والطفل تربية الأطفال تربية الأولاد تربية الطفل نصائح تربوية

مقالات ذات صلة

بالفيديو، أنا أم لصبيان فقط وتعبت جدًا من سماع هذه الأمور
الأم والطفل بالفيديو، أنا أم لصبيان فقط وتعبت جدًا من سماع هذه الأمور
هل تعانين من هذه المشاكل؟
طفلة تعاني من السعال
صحة الطفل علاج الخناق عند الأطفال بالاعشاب​: مرض خطير يهدّد حياة طفلكِ!
كل ما تريدين معرفته
بكتيريا نافعة
صحة الطفل فوائد البكتيريا النافعه للاطفال​: لن تصدّقي كيف تساعد أجهزة جسم طفلكِ!
كل ما يتعلّق بصحة طفلكِ
امرأة حامل تنظر إلى بطنها
الأسبوع الخامس عشر هل يتحرك الجنين في الأسبوع 15​: معلومات تعرفينها لأوّل مرّة!
تطورات الحمل الأسبوعية
طفلة تقيس طولها
صحة الطفل حساب كتلة الجسم للاطفال​: كيف تعرفين وزن طفلكِ الطّبيعي!
كل ما يهمك عن صحة طفلك
ما الذي يجعل مشاعر الأمومة مع الطفل فريدة لا تشبه أي حب آخر؟
الأمومة والطفل ما الذي يجعل مشاعر الأمومة مع الطفل فريدة لا تشبه أي حب آخر؟
إليكِ ما لم تعرفيها من قبل..
امرأة حامل في حقل القمح
الجنين كثرة حركة الجنين في الشهر السادس​: كلّ ما ترغبين في معرفته عن هذا الشهر من الحمل!
كل ما تريدين أن تعرفيه
طفلة مريضة في الفراش
صحة الطفل اعراض العفنه عند الطفل​: مرض خطير لا تعرف معظم الأمّهات عنه!
مشاكل خطيرة غير شائعة
3 مفاتيح ذهبية تجعل طفلك يعيش حياة سعيدة!
الأمومة والطفل 3 مفاتيح ذهبية تجعل طفلك يعيش حياة سعيدة!
تضمن لكِ تربية طفل واثق وسعيدة!
طفلة صغيرة تنظر ببراءة
مراحل نمو الطفل الجسدية العاده السريه عند الاطفال​: حالة تصيب الأمّهات بالهلع وحيرة في التصرّف!
مشكلة تشغل بال الأمهات
امرأة تشرح للطبيبة ألم المعدة
اعراض الحمل هل الم المعدة من اعراض الحمل​: إليكِ الأعراض الأقلّ شيوعًا للحمل!
أعراض الحمل الأقلّ شيوعًا
بالفيديو، اسمحي لرضيعك ان يضع قدمه في فمه
الأم والرضيع بالفيديو، اسمحي لرضيعك ان يضع قدمه في فمه
اكتشفي الأسباب!

تابعينا على