يُعدّ سرطان الثدي الخبيث من أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين النساء حول العالم، ويتميّز بقدرته على النموّ السريع والانتشار إلى أنسجة وأعضاء أخرى إذا لم يُكتشف في مرحلة مبكرة. يختلف هذا النوع من السرطان عن الحميد بكون خلاياه لا تتوقف عن الانقسام، بل تتغلغل في الأنسجة المجاورة وتشكّل خطرًا حقيقيًا على حياة المرأة.
في هذا المقال، نشرح مراحل سرطان الثدي الخبيث، ونوضّح كيف تتطوّر الخلايا السرطانية خطوة بخطوة، مع التركيز على أهمية الكشف المبكر والعلاج السريع. مع العلم أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن كيفيّة تعلّم خطوات الفحص الذاتي للثدي.
المرحلة الأولى: بداية الورم داخل الثدي
في المرحلة الأولى، يبدأ الورم بالنمو داخل القنوات أو الفصوص المسؤولة عن إنتاج الحليب. تظلّ الخلايا السرطانية محدودة في مكانها، لكنها تتكاثر بوتيرة أسرع من الطبيعي. في هذه المرحلة، لا تشعر المرأة غالبًا بعوارض واضحة، لذا يصبح الفحص الدوري ضرورة ملحّة لا يمكن تجاهلها. ومع ذلك، يمكن أحيانًا ملاحظة تغيّر بسيط في شكل الثدي أو ملمسه.
المرحلة الثانية: انتشار الورم داخل أنسجة الثدي
تتقدّم الحال عندما تخترق الخلايا السرطانية جدار القنوات وتبدأ بالانتشار داخل نسيج الثدي. يظهر الورم عادةً على شكل كتلة محسوسة أو تغيّر في حجم الثدي. في هذه المرحلة، يشعر بعض النساء بألم أو يلاحظن تغيّرًا في لون الجلد أو انكماش الحلمة. هنا، يصبح التشخيص المبكر عبر التصوير الشعاعي (الماموغرام) عاملًا حاسمًا لإنقاذ الحياة.
المرحلة الثالثة: وصول الورم إلى الغدد اللمفاوية
مع استمرار النمو، تنتقل الخلايا السرطانية إلى الغدد اللمفاوية تحت الإبط أو قرب عظمة الترقوة. وتدلّ هذه المرحلة على أن المرض بدأ يخرج من نطاق الثدي. يلاحظ الأطباء غالبًا تضخّمًا في الغدد اللمفاوية أو انتفاخًا في الذراع. في هذا الوقت، تحتاج المريضة إلى علاج مركّب يشمل الجراحة والعلاج الكيميائي وربما الإشعاعي أيضًا، حسب حجم الورم ومدى انتشاره.
المرحلة الرابعة: الانتشار إلى أعضاء أخرى
في المرحلة الأخيرة، تصل الخلايا السرطانية إلى أعضاء بعيدة مثل الرئتين أو الكبد أو العظام. هنا يُعرف المرض باسم “السرطان المنتشر” أو “النقائلي”. تظهر العوارض بشكل أكثر وضوحًا وتشمل الشعور بالتعب العام، والألم المستمر، وفقدان الوزن. ومع تطوّر الطب، أصبحت العلاجات الحديثة تساعد على السيطرة على المرض، وتمنح المريضة نوعًا من الاستقرار وتحسّنًا في نوعية الحياة.
إنّ سرطان الثدي الخبيث لا يشكّل نهاية الطريق، بل بداية معركة تتطلّب الوعي، والكشف المبكر، والدعم النفسي والطبي المستمر. الكشف المنتظم والعناية بالصحة الجسدية والذهنية يقلّلان من خطر الوصول إلى المراحل المتقدمة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ أنّ إهمال هذه الخطوة الشهرية قد يعرّضكِ لخطر سرطان الثدي!
