أنتِ كأمّ، تحملين مسؤوليّة كبيرة تجاه ابنك. تسعين دائمًا لتنشئته بطريقة تجعله قويًا، مستقلًّا، ومُهيّئًا لمواجهة الحياة. لكن، هل تعلمين أنّ بعض الطرق البسيطة قد تُحدِث فرقًا كبيرًا في شخصيّته؟ إنّ التركيز على تنمية القيم والمهارات منذ الصغر سيضمن أنّه يصبح رجلًا يُعتمَد عليه، ويدرك دوره في المجتمع.
يبدأ اكتساب الخبرات الحياتيّة من البيت. ولذلك، ستجدين هنا أربع قواعد أساسية تساعدك على توجيه ابنك نحو النضوج والمسؤوليّة، بينما تبنين بينكما علاقةً قائمة على الاحترام والدعم.
1. علّمي ابنك تحمل المسؤوليّة
لا تقومي بكل شيء بنفسك. أوّلًا، اسمحي لابنك أن يشعر بأنه جزء من العائلة وله دور أساسي. ثانيًا، كوني واضحة معه واطلبي مساعدته في أمور بسيطة مثل ترتيب غرفته أو استضافة ضيوف المنزل. بعد ذلك، حتى في المواقف الصعبة، حاولي الاستفادة منها لتعليمه. على سبيل المثال، إذا شعرت بالخوف، عبّري له بصدق: “ساعدني، أنا بحاجة إليك”.
يعزّز هذا الأسلوب شعوره بالإنجاز، وأيضًا يبني ثقته بنفسه. لذلك، لا تتركيه يكبر وكأنّه أمير مدلّل. بل، على العكس، اجعليه البطل الذي يعتمد عليه الجميع.
2. اشكري ابنك على جهوده
المدح وحده لا يكفي، لذلك ركّزي على شكر ابنك عندما يظهر صفات إيجابية. مثلًا، إذا التزم بوعده، قولي له: “شكرًا لأنك شخص موثوق، أشعر بالأمان معك.” وأيضًا، إذا درس بمفرده، عبّري عن تقديرك لجهوده بقول: “جهودك تُريحني وتُظهر انضباطك.”
بهذا الأسلوب، تنمّين داخله حب العطاء، وأيضًا تُظهرين له أن أفعاله محل تقدير. لذلك، لا تقللي من تأثير كلمات الشكر البسيطة. فهي، في النهاية، تبني شخصيته وتُعزز من تقديره لذاته.
3. علّميه أنّ الفشل جزء من النجاح
اسمحي له بالتعبير عن مشاعره ولا تُظهري أن البكاء ضعف. شجّعيه على فهم أن الحزن أو الغضب جزء طبيعي من التجربة الإنسانية، ولكن الاستسلام ليس خيارًا. قولي له: “كن أقوى لأجلك، لأن مجهودك يستحق الأفضل.”
ذكّريه بأن الحياة مليئة بالتحديات، ولكن قوته تظهر من خلال قدرته على النهوض بعد السقوط. بهذه الطريقة، ستزرعين فيه المرونة والشجاعة لمواجهة الصعاب.
4. اغرسي فيه الطموح والرؤية
لا تجعلي حديثكِ عن الدراسة يدور فقط حول الحصول على وظيفة. ولكن بدلًا من ذلك، اربطي التعليم بهدف أكبر، مثل خدمة الأسرة، والمجتمع، والعالم. لذلك، أخبريه قصصًا عن شخصيات ناجحة، وأوضحي له كيف تمكنوا من تخطي العقبات حتى وصلوا إلى أهدافهم.
ساعديه على التفكير بطرق أكبر، ثم علّميه أن النجاح لا يقتصر فقط على الإنجازات الشخصية، بل يشمل أيضًا التأثير الإيجابي على من حوله. وبعد ذلك، وضحي له أنه كلما اتسعت رؤيته، زادت ثقته بنفسه.
ختامًا، التربية ليست فقط توجيهًا، بل هي أيضًا بناء علاقة متينة وقوية قائمة على التفاهم والدعم. لذلك، ابنك بحاجة لأن يشعر بأنه قادر ومحبوب في نفس الوقت. وعندما تطبقين هذه القواعد البسيطة، ستلاحظين فورًا فرقًا كبيرًا في تطوره ونظرته للحياة. لذا، اختاري أن تكوني المرشدة التي تُلهمه دائمًا، ولا تنسي أبدًا أنّ كلّ جهدك اليوم سيُثمر بالتأكيد غدًا. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أخطر فترة في حياة طفلكِ.
