لما ياسين لما ياسين 24-09-2025
تعليم المشي للأطفال في المنزل

يُعَدّ تعليم المشي للأطفال في المنزل مرحلة مفصلية في نموّهم الجسدي والنفسي. تبدأ الأم بمراقبة محاولات صغيرها منذ لحظة الوقوف الأولى، وتعيش معه تفاصيل السقوط والقيام والتمسّك بالأثاث. هذه الخطوات الأولى ليست مجرّد حركات عشوائية، بل هي نتيجة تطوّر عصبي وعضلي معقّد يدعمه الدماغ باستمرار. وقد أثبتت الدراسات أنّ الأطفال يكتسبون المهارات الحركية بشكل تدريجي، بدءًا من الجلوس فالزحف، وصولًا إلى الوقوف والمشي.

ias

في هذا المقال سنعرض خطة واضحة لتسهيل هذه المرحلة. سنتناول خمس نقاط أساسية: أولًا، البيئة المناسبة. ثانيًا، تمارين التوازن. ثالثًا، دور الغذاء. رابعًا، استخدام الألعاب الذكية. خامسًا، كيفية التعامل مع المخاوف. والهدف أن نمنح كل أم أدوات عملية تساعدها على تعزيز ثقة طفلها بنفسه وتسريع تقدّمه بخطوات آمنة.

تهيئة البيئة المنزلية

في البداية، يحتاج الطفل إلى بيئة آمنة ومناسبة لبدء تدريبات المشي. يجب أن تكون الأرضية ثابتة وغير زلقة. من المهم إزالة الأدوات الحادّة، والطاولات ذات الزوايا الصلبة، والسجاد المتحرّك. إنّ وجود مساحة فارغة يُعطي الطفل فرصة للتحرّك بحرية ويقلّل من احتمالات السقوط المتكرّر.

طفل يتعلّم المشي
نصائح لتهيئة المنزل لتعليم الطفل المشي

كما أنّ الضوء الجيد يساعده على إدراك المسافات بوضوح ويزيد من شعوره بالأمان. ويُنصح الأطباء بتوفير حذاء مريح ومرن، لكن في المراحل الأولى يفضَّل أن يحاول الطفل المشي حافيًا داخل المنزل لتعزيز الإحساس بالأرض وتحفيز الأعصاب في باطن القدم. هذا التلامس المباشر يطوّر التوازن ويقوّي العضلات الدقيقة.

إضافةً إلى ذلك، يمكن للأم أن تخصّص زاوية صغيرة خالية من الأثاث لتصبح مساحة تدريب يومية. هذه المنطقة تمنح الطفل حرية التجربة من دون خوف من الاصطدام. وعند وضع بعض المقاعد أو الوسائد حوله، يشعر بالأمان لأنّ هناك ما يستند إليه عند الحاجة. تجهيز البيئة بهذه الطريقة لا يسهّل التدريب فقط، بل يحوّل التجربة إلى نشاط ممتع ومشجّع.

تمارين التوازن اليومية

من جهة أخرى، يؤدّي تحقيق التوازن دورًا محوريًا في نجاح المشي. يمكن للأم أن تبدأ بتمارين بسيطة، مثل جعل الطفل يقف ممسكًا بيدها لفترة قصيرة، ثم تشجيعه على تركها لثوانٍ معدودة. كذلك، يمكن وضع ألعاب صغيرة على ارتفاع منخفض ليحاول الطفل التقاطها أثناء الوقوف.

إضافةً إلى ذلك، يساعد دفع العربات المخصّصة للأطفال على تعزيز قوة الساقين. وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Pediatrics أنّ الأطفال الذين يُمارسون أنشطة متكرّرة للتوازن يبدؤون المشي بثقة أسرع من غيرهم. التدريب المستمر هنا لا يعني الضغط، بل يعني التكرار الهادئ والممتع.

التغذية الداعمة للنمو

أيضًا، لا يكتمل تعليم المشي للأطفال في المنزل من دون تغذية صحيّة. العناصر الغذائية مثل الكالسيوم، والفيتامين “د”، والبروتين أساسية لبناء العظام والعضلات. الحليب، والبيض، والسمك، والخضار الورقية مصادر مثالية لهذه العناصر.

طفل يتعلّم المشي
تأثير تغذية الطفل على مشيه

إلى جانب ذلك، يحتاج الطفل إلى الحديد لمنع فقر الدم الذي يسبّب الشعور بالتعب ويؤثّر في النشاط البدني. وقد أثبتت الأبحاث أنّ الأطفال الذين يحصلون على غذاء متوازن يتمكّنون من تطوير مهارات المشي والوقوف بسرعة أكبر. الغذاء لا يمنح الطاقة فقط، بل يحمي من التعرّض للسقوط المتكرّر نتيجة ضعف العضلات.

الألعاب والوسائل الذكية

كذلك، يمكن للألعاب التعليمية أن تؤدّي دورًا فعّالًا. الألعاب التي تصدر أصواتًا عند الضغط عليها تشجّع الطفل على الحركة باتجاهها. الكرات الكبيرة أيضًا تحفّز التنسيق بين اليد والعين، وتساعده على المشي بخطوات قصيرة خلفها.

كما يمكن استخدام الوسائد الكبيرة لتشكيل مسار صغير يحاول الطفل تجاوزه. هذه الطرق لا تجلب المتعة فقط، بل تعلّم الطفل كيفية التوازن في أوضاع مختلفة. وقد أكّد خبراء النموّ أنّ اللعب الحرّ يضاعف فرص اكتساب المهارات الحركية، لأنّه يجمع بين التسلية والتمرين في الوقت نفسه.

التعامل مع الخوف والتردّد

أخيرًا، من الطبيعي أن يشعر الطفل بالخوف من السقوط. هنا يأتي دور الأم في تقديم الدعم النفسي. التشجيع بالكلمات، والتصفيق عند نجاح المحاولة، يمنحانه دافعًا قويًا. كما يُنصح بعدم المقارنة بينه وبين أطفال آخرين، لأنّ وتيرة النمو تختلف من طفل لآخر.

طفل يتعلّم المشي
نصائح للتعامل مع خوف الطفل من المشي

في حال تأخّر المشي عن عمر 18 شهرًا، من الأفضل مراجعة طبيب الأطفال. فقد تكون هناك أسباب تحتاج إلى تقييم متخصص، مثل ضعف العضلات أو مشاكل في النظر أو التوازن. التدخّل المبكر يضمن نتائج أفضل ويخفّف من قلق الأهل.

الخلاصة

إنّ تعليم المشي للأطفال في المنزل رحلة مليئة بالتحديات واللحظات المؤثرة. تبدأ بتهيئة بيئة آمنة، وتمتد إلى التغذية السليمة، وتنتهي بألعاب محفّزة ودعم نفسي مستمر. هذه الخطوات البسيطة تتحوّل إلى قاعدة متينة يبني عليها الطفل مهاراته الحركية القادمة، من الجري إلى القفز. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ أنّ الرضاعة الطبيعية الحلّ الأقوى ضد السمنة.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ دور الأم في هذه المرحلة يتجاوز حدود المراقبة، فهو يدمج بين الرعاية والوعي العلمي. وعندما توازن الأم بين التشجيع والاحتواء، وبين اللعب والتدريب، تُصبح هذه المرحلة أجمل فصل في طفولة صغيرها، وأهم استثمار في استقلاليته المستقبلية.

الأمومة والطفل الأم والرضيع الرضع الرضيع تعليم المشي مشي الأطفال نصائح الأم والرضيع

مقالات ذات صلة

ليش ما أحب ألعب مع طفلي؟
الأمومة والطفل ليش ما أحب ألعب مع طفلي؟ عن الملل الطبيعي في الأمومة
اعتمدي هذه الخطوات!
بالفيديو، اسمحي لرضيعك ان يضع قدمه في فمه
الأم والرضيع بالفيديو، اسمحي لرضيعك ان يضع قدمه في فمه
اكتشفي الأسباب!
عن أول مرة بكيت بسبب طفلي
الأمومة والطفل عن أول مرة بكيت بسبب طفلي.. ومتى حسّيت إنني أم فعلًا
هل فقدتِ نفسك في زحمة الأمومة؟
الأمومة والطفل هل فقدتِ نفسكِ في زحمة الأمومة؟ خطوات لاسترجاع هويتكِ بهدوء
هذه الخطوات لكِ!
كيف تعززين التواصل العائلي في وسط زحمة الحياة اليومية؟
الأمومة والطفل كيف تعززين التواصل العائلي في وسط زحمة الحياة اليومية؟ خطوات بسيطة تغيّر كل شيء!
نصائح ستغيّر حياتك!
طفلك يصرخ في الأماكن العامة؟
الأمومة والطفل طفلك يصرخ في الأماكن العامة؟ هذه الطرق تخفف التوتر وتحتوي الموقف
اتبعيها ولاحظي الفرق بنفسك!
كيف توازنين بين حبك لأطفالك وحاجتك لمساحة خاصة؟
الأمومة والطفل كيف توازنين بين حبك لأطفالك وحاجتك لمساحة خاصة؟ السرّ في هذه العادات البسيطة!
اتّبعي هذه الخطّة!
كل شوي سؤال
الأمومة والطفل كل شوي سؤال! كيف تتعاملين مع طفلكِ الفضولي بدون ما تتوتري؟
اتّبعيها وستلاحظين الفرق!
الأم العاملة
الأمومة والطفل الأم العاملة: كيف تواجهين التعب، الذنب، والإرهاق العاطفي؟
اعتمدي هذه الأساليب وغيّري حياتكِ!
أمهات بلا دعم
الأمومة والطفل أمهات بلا دعم… لماذا الأم تكون لوحدها بكل شيء
آثار نفسيّة غير مُتوقَّعة!
طفلي يتعلّق فيني بشكل مفرط
الأمومة والطفل طفلي يتعلّق فيني بشكل مفرط.. هل هذا طبيعي؟
لا تتجاهلي هذه التصرّفات!
دعم الأب وقت الحمل والولادة
الحمل دعم الأب وقت الحمل والولادة: لحظات تبقى في قلب الأم للأبد
اليك أبرزها

تابعينا على