تؤدّي صحّة الحيوان المنوي دورًا أكثر عمقًا ممّا يظنّ الكثير من النساء. نعم، هو يساهم بـ50٪ من المادة الوراثية، لكنّ الأمر لا يتوقّف هنا أبدًا. في الواقع، يمكن للحيوان المنوي أن يحدّد ما إذا كان الجنين سينغرس في الرحم، وإن كانت الحمل سيستمرّ، ومدى تطوّر المشيمة بشكل طبيعي.
في هذا المقال، سنُطلعكِ على الأدوار الخفيّة للحيوان المنوي، ولماذا ينبغي أن تهتمّي بفحص صحّة الشريك حين تسعيان معًا إلى الإنجاب.
الحيوان المنوي ليس مجرّد ناقل للحمض النووي
عندما نسمع عن العقم أو مشاكل الحمل، تتركّز معظم الفحوصات على صحّة المرأة. يُطلب من الرجل فقط فحص عدد الحيوانات المنوية. لكنّ الحقيقة أعمق من ذلك. فالحيوان المنوي لا ينقل فقط نصف الحمض النووي، بل يؤثّر أيضًا على عدّة مراحل مهمّة في رحلة الحمل.

ما الذي يؤثّر فيه الحيوان المنوي؟
الحيوان المنوي الجيّد يساهم في:
- نجاح انغراس الجنين داخل الرحم.
- استمراريّة الحمل من دون مضاعفات.
- تطوّر المشيمة بطريقة صحيّة تضمن تغذية الجنين بشكل كافٍ.
عواقب تدهور صحّة الحيوان المنوي
إنّ قلّة الانتباه إلى جودة الحيوان المنوي قد تسبّب نتائج خطيرة. أظهرت دراسات عديدة أنّ صحّة الحيوان المنوي السيئة ترفع من احتمال حصول:
- الإجهاض.
- تسمّم الحمل (Preeclampsia).
- ولادة مبكرة.
- انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
وفقًا لدراسة نُشرت في Human Reproduction Update، ترتبط مستويات تلف الحمض النووي في الحيوانات المنوية بارتفاع معدّلات الإجهاض التلقائي بنسبة تصل إلى 2-4 أضعاف.
لماذا لا يكفي فحص العدد وحده؟
عند تقييم صحّة الحيوان المنوي، لا يجوز الاكتفاء بعدده. الأهمّ يكمن في عوامل أخرى أكثر دقّة:
- الحركة (Mobility): القدرة على السباحة للوصول إلى البويضة.
- الشكل (Morphology): الشكل السليم يسمح بعملية التلقيح الطبيعية.
- تجزئة الحمض النووي (DNA fragmentation): ارتفاع تجزئة الحمض النووي يزيد خطر الإجهاض أو فشل انغراس الجنين.
أُجريت دراسة عام 2015 بيّنت أنّ معدّلات الحمل ترتفع بشكل ملحوظ لدى الأزواج الذين يظهر حيوانهم المنوي نسبًا منخفضة من تجزئة الحمض النووي.
الخصوبة مسؤولية مشتركة
عندما ترغبين في الحمل، لا تهملي أبدًا جانب صحّة الشريك. يتوجّب على كِلا الطرفين إجراء الفحوصات اللازمة. فالتركيز على إجراء فحوصات المرأة وحدها يُفوّت علينا جزءًا هامًّا من المعادلة.
أوصت الجمعية الأوروبية للتناسل البشري وعلم الأجنّة (ESHRE) بإجراء فحوصات شاملة عند الطرفين، بما يشمل فحص حركة الحيوانات المنوية، شكلها، ومدى سلامة مادّتها الوراثية.
في الختام، نؤكّد لكِ أنّ صحّة الحيوان المنوي ترتبط بشكل وثيق بصحّة الحمل ككلّ. لا تستهيني بأهميّة هذا الجانب. إن رغبتِ في تحسين فرص الحمل الآمن والسليم، اطلبي فحوصات شاملة لكل منكما. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن كمية السائل المنوى الطبيعية لحدوث الحمل.