تواجه الأسرة التي تخسر الحضور الحيوي والفاعل للأب بسبب الخدمة العسكرية واضطراره للغياب عن المنزل لأداء واجبه الوطني، تحدّيات مهولة وقلقًا وتوترًا. وغالباً ما يشعر أفرادها بالعزلة والإهمال وغياب الدعم، وكثيراً ما يختبرون مشاكل مادية.
وصحيح أنّ أكثرية أسر العسكريين وأطفالهم ينجحون في التعامل مع هذا الوضع الصعب، لكن هذا لا ينفي ضرورة إدراك الأهل مؤشرات التوتر والمسائل الخطرة التي يمكن أن تتأتى عنه.

اقرأي أيضاً: العلاقة الوالدية عن بعد، كيف تكون؟
وبالنسبة إلى ردود فعل الأطفال إزاء غياب الأب، فتختلف بين طفل وآخر وبين فئة عمرية وأخرى. وفيما يلي بعض ردود الفعل الشائعة:
عند الرّضع (منذ الولادة وحتى العام الأول): يمكن للأطفال في هذا العمر أن يعبّروا عن انزعاجهم من تغيّر جدولهم الزمني وبيئتهم وعدم وجود الأهل إلى جانبهم في كل الأوقات من خلال قلّة الشهية وخسارة الوزن والحساسية.
عند الأطفال (ما بين العام الأول والثالث): يمكن للأطفال في هذا العمر أن يصبحوا متجهّمين في غياب الأب أو يذرفوا الدموع في شكل دائم أو يتصرّفوا بمزاجية أو يواجهوا اضطرابات في النوم.
عند الأطفال في مرحلة الطفولة الأولى (ما بين العام الثالث والسادس): يقدّر الأطفال في هذا العمر معنى غياب الأب ويمكن للأمر أن ينعكس على الكثير من سلوكياتهم ويظهر على شكل تأخّر في التدرّب على دخول الحمام واضطرابات في النوم وخوف من الفراق وتشكّي ومصّ الأصابع.
عند الأطفال في مرحلة الطفولة الثانية (ما بين العام السادس والثاني عشر): يعي الأطفال في هذه المرحلة حقيقة غياب أبيهم عن المنزل والمخاطر المحتملة لغيابه. ولهذا السبب، يتصرفون بعدائية وحساسية إزاء الآخرين. هذا وقد يعيشون في هاجس دائم من احتمال وفاة والدهم أو تعرّضه لجروح خطيرة.
عند المراهقين (ما بين الثالثة عشر والثامنة عشر): يمكن للأطفال في هذه المرحلة أن يعبّروا عن سخطهم من هذا الوقع بالتمرّد والتحسّس وتحدّي سلطة الأم. من هنا، ضرورة التنبّه إلى أي سلوكيات عالية الخطورة تدل الى انحرافه عن السراط المستقيم.
باختصار، غياب الأب عن المنزل بسبب الخدمة العسكرية يثقل كاهل جميع أفراد الأسرة. وفيما يلي بعض الاقتراحات للتخفيف من هذه الأعباء:
شدّدي على أهمية تعاون الأسرة فيما بينها وتشاطر المسؤوليات إلى حين عودة ربّ المنزل سليماً معافى.
حافظي على تقاليد الأسرة وهيكليتها وانضباطها في غياب زوجك، فهذا الأمر سيبعث الطمأنينة في نفس أطفالك ويشعرهم بالاستقرار.
إستعيني بكل الوسائل الممكنة لإبقاء أطفالك على اتصال بوالدهم.
شاركي أطفالك كل الأخبار المتعلقة بوالدهم، كلُّ بحسب عمره وقدرته على الاستيعاب.
لا تسمحي لأطفالكِ بمتابعة أخبار الحروب والأعمال العسكرية.
شجّعي أطفالكِ على فتح قلوبهم لك والتعبير عن مخاوفهم ومشاعرهم واسئلتهم.
لا تقطعي وعوداً مستحيلة لأطفالك.
بادري إلى التقرّب من معلّمي أطفالكِ في المدرسة والتواصل معهم بمختلف الأمور.
التمسي دعم أفراد العائلة الكبيرة والمجتمع من حولك في كل ما تحتاجينه.
إعتني بنفسكِ جيداً حتى تتمكّني من الوجود دائماً إلى جانب صغارك.
وفي الختام، لا تنسي بأن تغرسي في نفس أطفالكِ روح الوطنية وتُفهميهم على الدوام أهمية الواجب الذي يقوم به والدهم تجاه بلاده لاسيما في أوقات الحرب.
اقرأي أيضاً: قواعد اداب الطعام!