في موسم الصيف، ترتفع درجات الحرارة بشكل خطير، وتتحوّل السيارة المغلقة إلى ما يشبه الفرن في غضون دقائق. رغم التحذيرات المتكررة، لا يزال بعض الأهل يتركون أطفالهم داخل السيارة، بحجج متعددة، أهمّها: “سأعود بسرعة”.
لكن الحقيقة أنّ هذه “السرعة” قد تكون آخر لحظات حياة الطفل. في أقل من عشر دقائق، ترتفع حرارة جسم الطفل إلى مستوى يهدّد حياته، ما قد يؤدي إلى فقدان الوعي، أو حتى الموت المفاجئ بسبب ضربة حرارية قاتلة.
كيف يختنق الطفل داخل السيارة؟
الطفل لا يتحمّل الحرارة كما يفعل البالغ. جسمه يسخن بسرعة مضاعفة، ومجرّد بقائه في سيارة مغلقة من دون تهوية أو تبريد يجعل التنفّس صعبًا جدًا. ومع الوقت، يفقد وعيه، ويتوقّف جسمه عن الاستجابة، لتتحوّل الدقائق القليلة إلى كارثة إنسانية.

درجات الحرارة لا ترحم
حين تسجّل الحرارة في الخارج 35 درجة مئوية، ترتفع داخل السيارة إلى 55 درجة أو أكثر خلال دقائق. ومع انعدام الهواء وتراكم ثاني أوكسيد الكربون، لا يجد الطفل أي وسيلة للنجاة. لا النوافذ تنقذه، ولا الظل يكفي. فقط خروجه من السيارة يضمن سلامته.
لا تقل “أنا منتبه”، كلنا ننسى
النسيان لا يعني الإهمال دائمًا، بل هو طبيعي في حياتنا السريعة والمليئة بالمهمّات. لذلك، استخدم وسائل تذكير فعّالة: ضع حقيبتك بجانب كرسي الطفل، أرسل لنفسك تنبيهًا على الهاتف، أو استخدم مرايا الرؤية الخلفية لرؤية الطفل بشكل دائم.
إجراءات بسيطة تنقذ الأرواح
- افحص المقعد الخلفي دائمًا قبل مغادرة السيارة.
- لا تترك الطفل بمفرده، حتى لو لدقيقة.
- علّم أولادك ألا يدخلوا السيارة من دونك.
- نبّه الآخرين، وتحدّث عن هذا الخطر.
- شارك هذه الإرشادات على مواقع التواصل لتوعية أكبر عدد ممكن من الأهل.
لا أحد يريد أن يتحوّل يوم عادي إلى مأساة. ترك الطفل داخل السيارة ليس مجرد خطأ، بل جريمة قد لا تُغتفر. ومع ارتفاع الحرارة، تزداد احتمالات الموت المفاجئ بسبب الاختناق أو ضربة الشمس. واجبنا كأهل أن نبقى منتبهين، وأن نحمي أبناءنا من هذا الخطر الصامت. التوعية لا تكفي وحدها، بل يجب أن تتحوّل إلى عادة يومية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ ن تفاصيل دراسة تؤكّد أنّ أول 1000 يوم تحدّد مصير صحة طفلك.