يبدأ عالم الجنين داخل رحم الأمّ بالتكوّن قبل أن يرى النور، فينمو جسده وتتشكّل حواسه شيئًا فشيئًا. لكنّ المفاجئ أنّ العلم اكتشف مؤخرًا أنّ الجنين لا يكتفي بالحركة والركل، بل يضحك أيضًا داخل الرحم!. هذه الحقيقة المدهشة كشفت جانبًا إنسانيًا جديدًا عن الحياة الجنينية، حيث لا يقتصر وجود الجنين على النمو الجسدي. بل يتضمّن أيضًا مظاهر عاطفية مبكرة.
وفي هذا السياق، تابعت الدراسات الحديثة تطوّر تعابير وجه الجنين عبر التصوير ثلاثي الأبعاد لتكشف أنّ الضحك والابتسامة يظهران منذ الشهر السادس من الحمل. هذا الاكتشاف أعاد رسم صورة التواصل العميق بين الأمّ وجنينها، وأظهر أنّ المشاعر قد تبدأ قبل الولادة بكثير.
تطوّر تعابير وجه الجنين
يبدأ الجنين بتكوين ملامح وجهه في نهاية الشهر الثالث، ثمّ تتفعّل عضلات الوجه تدريجيًا حتى يتمكّن من تحريك شفتيه وحاجبيه في الشهر السادس. عندها، يرصد الأطباء من خلال التصوير فوق الصوتي حركات تشبه الضحك أو الابتسامة، خصوصًا بعد سماع أصوات معيّنة أو بعد وجبة غنيّة تتناولها الأمّ.
كما تشير الدراسات إلى أنّ الجنين يتفاعل مع الأصوات والنغمات، فيتغيّر نبضه أو يتّخذ تعبيرًا وجهيًّا يعبّر عن استجابته العاطفية. وهكذا تتشكّل البذور الأولى للتعبير الوجداني داخل الرحم، قبل أن يعي الطفل العالم من حوله.
تأثير الحال النفسية للأمّ
تؤثّر مشاعر الأمّ مباشرة على جنينها، إذ تنتقل الهرمونات المرتبطة بالراحة أو القلق عبر الدم. فعندما تشعر الأمّ بالسكينة، يفرز جسمها الإندورفين والسيروتونين اللذين ينعكسان إيجابًا على الجنين، فيزداد نشاطه وتتحسّن تعابير وجهه. لذلك، تُعتبر الضحكة الأمومية دواءً فعّالًا يُغذّي روح الجنين كما يُغذّي الحليب جسده بعد الولادة.
ومن هنا، ينصح الأطباء النساء الحوامل بالاستماع إلى الموسيقى الهادئة، والابتعاد عن مصادر التوتر، والتفاعل الإيجابي مع الجنين عبر اللمس والكلام. فكلّ لحظة سعادة تعيشها الأمّ تنعكس فرحًا صغيرًا على وجه طفلها قبل أن يولد.
ضحك الجنين في الرحم ليس مجرّد حركة عضلية عابرة، بل علامة مبكّرة على الحياة العاطفية التي تبدأ قبل الولادة. إنّه الدليل على أنّ الجنين يشعر، ويتفاعل، ويتأثّر ببيئته الداخلية منذ أشهره الأولى. لذلك، يبقى التواصل العاطفي بين الأمّ وجنينها أحد أسرار النموّ الصحيّ، حيث تزرع الضحكة الأولى بذور الطمأنينة في قلب لم يبدأ النطق بعد. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن اعراض الحمل النادرة التي تكشف أسرار جسمكِ خلال الأشهر الأولى!