أصبحت حقوق الطفل في السعودية من الأولويات الأساسيّة التي تهتم بها الدولة والمجتمع معًا. فكل طفل يستحق أن ينمو في بيئة آمنة، وصحية، وتحترم مشاعره وتدعم نموه العقلي والجسدي. ولأنّ الطفولة هي الأساس المتين لأي مجتمع مزدهر، أولت المملكة عناية خاصة بكل ما يتعلّق بحماية الأطفال.
سنأخذكِ في هذا المقال، بجولة مفصّلة حول حقوق الطفل في السعودية. سنتناول القوانين التي تكفل هذه الحقوق، ونشرح الأطر القانونية التي تحمي الطفل من العنف أو الإهمال. كما سنسلّط الضوء على الدور الذي تؤدّيه الأم في معرفة الحقوق القانونية لطفلها وكيفية تفعيلها عند الحاجة.
١- ما هي حقوق الطفل في السعودية؟
لكل طفل حق في الحياة الكريمة، والتعليم، والرعاية الصحية، والحماية من العنف. تشمل حقوق الطفل في السعودية مجموعة من المبادئ الأساسية التي تضمن له الكرامة، مثل حقه في الهوية، وفي بيئة أسرية مستقرّة، وفي النمو الكامل.

وقد أصدرت المملكة نظام حماية الطفل عام 2014، الذي نصّ بوضوح على جميع حقوق الطفل الأساسيّة. يشمل هذا النظام حظر كل أشكال الإيذاء، سواء الجسدي أو النفسي أو الجنسي، ويُلزم جميع الجهات بالإبلاغ عن أي حالات عنف تُمارَس ضد الأطفال.
نقطة مهمة: لا يحمي النظام الطفل من الغرباء فقط، بل يحميه أيضًا داخل محيطه الأسري. فإذا تعرّض الطفل للعنف من أحد الوالدين أو الأقارب، فإن القانون يتدخّل لحمايته.
٢- كيف تضمنين حق طفلكِ في التعليم والرعاية الصحية؟
من أهم حقوق الطفل في السعودية حصوله على التعليم والرعاية الصحية المجانية. وقد كفلت الدولة ذلك من خلال وزارة التعليم ووزارة الصحة.
تبدأ هذه الحقوق منذ الولادة، حيث يحصل الطفل على رعاية صحية أولية في المستشفيات الحكومية. بعد ذلك، يُلزم النظام العائلات بتسجيل الأطفال في المدارس عند بلوغهم السن القانوني، مع توفير التعليم مجانًا في المدارس الحكومية.
نصيحة للأمهات: تأكّدي من متابعة سجل التطعيمات الصحية لطفلكِ، وراجعي المراكز الصحية دوريًا، لأن الوقاية جزء من حماية حقه في الصحة. واحرصي على تسجيله في المدرسة منذ الصف الأول وعدم تأخير دخوله، فذلك يعتبر شكلًا من أشكال الإهمال في نظر القانون.
٣- كيف تحمين صغيركِ من العنف وسوء المعاملة؟
يحظر نظام حماية الطفل في السعودية كل أنواع العنف، سواء كانت نفسية، وجسدية، ولفظية أو حتى الإهمال العاطفي. وقد خُصِّصت قنوات رسمية للإبلاغ عن هذه الحالات، منها الخط الساخن 1919 التابع لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.

أيضًا، أُنشِئَت وحدات لحماية الطفل داخل المستشفيات والمدارس لرصد أي علامات على سوء المعاملة. وتُلزِم هذه الجهات بالإبلاغ الفوري من دون الحاجة لموافقة ولي الأمر، وذلك بهدف التدخّل العاجل وحماية الطفل.
رسالة لكل أم: لا تتردّدي في طلب المساعدة إذا شعرتِ أن طفلكِ يتعرّض للإيذاء، حتى لو كان ذلك من أحد أفراد الأسرة. القانون في صفّكِ ويحميكِ ويحمي صغيركِ.
٤- ما دور الأسرة في تعزيز حقوق الطفل؟
تؤدّي الأسرة دورًا محوريًا في تأمين حقوق الطفل في السعودية. فالقانون وحده لا يكفي ما لم يكن هناك وعي عائلي بضرورة احترام هذه الحقوق.
على الأم والأب تعليم أطفالهم منذ الصغر معنى الكرامة، والحق في التعبير عن رأيهم، والحق في الرفض إذا شعروا بالخطر. ومن الضروري أيضًا عدم معاقبة الأطفال بطرق عنيفة، لأن ذلك مخالف للقانون وقد يؤدّي إلى معاناتهم من مشاكل نفسية خطيرة.
تذكير مهم: الأسرة الواعية هي خط الدفاع الأول عن حقوق الطفل، ومن خلالها يمكن بناء جيل سليم نفسيًا، قادر على التفاعل مع مجتمعه بإيجابية.
٥- هل هناك دعم قانوني للأمهات في حال انتُهِكَت حقوق شأطفالهنّ؟
نعم، يُمكن لكل أم أن تلجأ إلى الجهات الرسمية إذا شعرت أن حقوق الطفل في السعودية لم تُحترَم في محيطها الأسري أو الاجتماعي. وتتوفر وحدات إرشاد أسري، ومراكز حماية الطفولة، ومحامون مختصّون في قضايا الطفل، يمكنهم تقديم الدعم القانوني والنفسي.

كما وفّرت السعودية منصة “أبشر” و”منصة الدعم والحماية” لتقديم بلاغات إلكترونية بسرية وسهولة، من دون الحاجة لمراجعة الجهات الأمنية مباشرة.
رسالة لكل أم: لا تخافي من المطالبة بحق صغيركِ، فالقانون يقف بجانبكِ ويدعمكِ في كل خطوة لحماية طفلكِ.
الخلاصة
لا تُعَدّ حقوق الطفل في السعودية مجرّد شعارات، بل هي قوانين نافذة، ومؤسسات قائمة، وخطط استراتيجية طويلة الأمد. تسعى المملكة إلى بناء مجتمع يحمي أطفاله ويمنحهم فرصة النمو بكرامة، تعليمًا وصحةً وأمانًا. وسبق أن ذكرنا 4 بنود لرعاية الطفل حسب مجلس شؤون الأسرة
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أؤمن بأنّ الأم هي الحصن الأول في حياة الطفل، ودورها لا يقلّ أهمية عن دور الدولة في حماية حقوقه. فحين تكون الأم على دراية كاملة بالحقوق القانونية التي تضمن لصغيرها الأمان، تصبح قادرة على التحرك بوعي وثقة في حال تعرض لأي تهديد أو انتهاك. فالمعرفة بالقانون ليست ترفًا، بل هي درع يحصّن الطفل من التجاوزات، وسند حقيقي للأم حين تحتاج للدفاع عنه. لذلك، أنصح كل أم بأن تُثقف نفسها، وأن تتابع كل التحديثات التي تخص حقوق الطفل في السعودية، وأن تُعزز هذا الوعي داخل الأسرة، لأن الحبّ وحده لا يكفي، ما لم يُرافقه وعي قانوني وإدراك عميق لسبل الحماية الفعلية التي يضمنها النظام. هكذا فقط، نربّي أبناءنا على الثقة، والكرامة، والشعور بالأمان.