كلّ طفل يستحقّ أن يشعر بقيمة صوته. عندما تعلّمين صغيرك كيف يدافع عن نفسه، تمنحينه هدية سترافقه مدى الحياة. فامتلاك القدرة على التعبير عن الرأي ورسم الحدود الشخصية مهارة أساسية تهيّئه لمواجهة العالم بثبات.
في هذا المقال، سنُطلعك على الأسباب التي تجعل هذا التعليم ضروريًّا، كما سأزوّدك بعبارات بسيطة يمكنك تلقينها لطفلك ليعبّر بثقة ووضوح. تابعي القراءة واكتشفي كيف يمكن لطفلك أن يصبح قويًّا في موقفه من دون أن يخسر لطفه.
لماذا يجب أن يتعلّم طفلك الدفاع عن نفسه؟
١- يعزّز احترامه لذاته
عندما يعرف الطفل كيف يعكس مشاعره وآرائه أمام الآخرين، يشعر بقيمته الداخلية. كلّما عبّر عن رأيه بوضوح، ازداد احترامه لذاته وتعزّزت صورته عن نفسه.

٢- يحميه من التنمّر
الطفل الذي يظهر مواقف واضحة يصعب على المتنمّرين استهدافه. فالشجاعة في الدفاع عن النفس تردع المعتدين، وتمنح الطفل حضورًا يحثّ الآخرين على احترامه.
٣- يبني ثقته بنفسه
كلّما اكتسب الطفل مهارة وضع الحدود والتعبير عنها، ازدادت ثقته بقدرته على مواجهة المواقف الصعبة. هذه الثقة تسهم في بناء شخصيته المستقلّة.
٤- يعزّز علاقاته الاجتماعية
التواصل الواضح يُفضي دائمًا إلى صداقات صحّية. الطفل الذي يتقن التعبير عن نفسه يُحسن فهم الآخرين ويحصل على علاقات قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل.
٥- يطوّر مهاراته في حلّ المشاكل
عندما يتدرّب الطفل على الوقوف بثبات أمام النزاعات اليومية، يتعلّم تحليل المواقف واتّخاذ قرارات مناسبة. هذا يُكسبه خبرة حياتية لا تقدّر بثمن.
كيف تعلّمينه هذه المهارة؟
- استخدمي عبارات بسيطة مثل: “لا أحبّ هذا التصرّف”، “من فضلك توقّف”، “هذا حقي وأنا سأدافع عنه”.
- علّميه أن يستخدم نبرة صوت واضحة ونظرة مباشرة.
- شجّعيه دائمًا على التحدّث عن مشاعره في المنزل كي يشعر بالراحة عند التعبير في الخارج.
- اشرحي له الفرق بين الدفاع عن النفس والتصرّف بعدوانية.
إنّ غرس مهارة الدفاع عن النفس في شخصية طفلك تعني منحه درعًا نفسيًّا يحميه في مختلف المواقف. حين يتمكّن الطفل من قول “لا” حين يلزم، وحين يُدافع عن حقوقه بوعي، يصبح أكثر قدرة على بناء حياة متوازنة مليئة بالثقة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ كيف تشكل الأمومة شخصية الطفل؟