توجد إشارات تدل أن علاقتكما ما زالت قوية وهي ليست دائمًا واضحة أو مباشرة، خاصّةً عندما يغيب الكلام وتحلّ فترات من الصمت. في بعض الأحيان، يصيب العلاقة نوع من السكون، فيظنّ أحد الطرفين أن شيئًا ما تغير أو تلاشى. لكنّ الحقيقة، وفقًا لعلم النفس الحديث، أن الصمت لا يعني دائمًا نهاية الحب أو ضعف العلاقة، بل قد يشير أحيانًا إلى عمق آخر من التواصل بين الشريكين.
في هذا المقال، سنستعرض معكِ سبع إشارات تدل أن علاقتكما ما زالت قوية حتى إن لم تعودي تسمعين كلمات الحب يوميًا. ستجدين تحت كل عنوان شرحًا مبنيًا على دراسات علمية وعلم النفس العاطفي، لتتمكني من تقييم علاقتك بعيون أكثر وعيًا وهدوءًا.
1- النظرات ما زالت تقول الكثير
الصمت لا يمنع العيون من البوح. النظرة الصادقة، الممتلئة دفئًا واطمئنانًا، تبقى من أقوى الإشارات العاطفية. أكّدت دراسة نُشرت في Journal of Nonverbal Behavior (2020) أنّ التواصل البصري يُعَدّ من أهم مظاهر الارتباط العميق، حتى عندما تقلّ الكلمات. فالنظرات المتبادلة تعبّر عن الحب، والقبول، والاحترام بين الشريكين. خاصّةً عند الأوقات الصعبة أو المواقف الحساسة.

2- الاهتمام الصامت
قد لا يقول شريكك “أحبك” كل يوم، لكنّه يحرص على سؤالك: هل تناولت طعامك؟ هل نمتِ جيدًا؟ هذا النوع من الاهتمام “الصامت” هو مؤشّر عاطفي قوي. أشار علماء النفس في جامعة هارفرد إلى أن “الرعاية السلوكية”، مثل تحضير فنجان القهوة أو تفقد حالك الصحية، تعبّر عن مشاعر عميقة أكثر مما تفعل الكلمات أحيانًا.
3- الشعور بالأمان أثناء الصمت
من إشارات تدل أن علاقتكما ما زالت قوية أنكِ تستطيعين الجلوس بجانبه لساعات من دون تبادل الحديث، بدون أن تشعري بالقلق أو الإحراج. الشعور بالراحة في الصمت هو مؤشّر على مستوى عالٍ من التفاهم والثقة بين الزوجين. أكّدت الباحثة سونيا لويز من جامعة ميشيغان، أنّ الأزواج الذين يشعرون بالطمأنينة أثناء لحظات الصمت، غالبًا ما يتمتعون بعلاقة مستقرة طويلة الأمد.

4- الدعم يظهر في الوقت المناسب
أحد أبرز المؤشرات على عمق العلاقة هو وجود الشريك في لحظات الضعف أو التحدي، من دون أن تطلبي ذلك. الدعم النفسي غير المشروط، حتى بصمت، هو علامة حب قوية. أوضحت دراسة في Journal of Marriage and Family (2019) أن الأزواج الذين يدعمون بعضهم البعض بصمت – كالوقوف إلى جانب بعض في الأزمات أو اتخاذ قرارات مشتركة من دون الحاجة لكلمات كثيرة – يمتلكون روابط عاطفية متينة.
5- التفاصيل ما زالت تهمه
إنّ إجراء تغيير بسيط في نبرة صوتك، أو ملامح وجهك، قد يلفت انتباه شريكك رغم الصمت. هذا يعني أنه ما زال منتبهًا، وما زال يراكِ. وفق دراسة من جامعة كامبريدج، فإن ملاحظة التفاصيل الدقيقة تدلّ على درجة عالية من الحضور العاطفي والاهتمام الحقيقي. حتّى وإن غابت العبارات الرومانسية.

6- وجوده يشعرُك بالاطمئنان
إذا كنتِ تشعرين بالأمان عندما يكون بجانبك، حتى وإن لم يتحدث، فهذه علامة جوهرية على استمرار العلاقة بقوتها. المشاعر لا تُقاس بالكلام فقط، بل بالارتياح الداخلي الذي تشعرين به عند وجوده. أثبت علماء الأعصاب أن القرب الجسدي من شخص نحبه يُفرز هرمون الأوكسيتوسين (هرمون الارتباط). ممّا يمنحنا شعورًا بالهدوء والثقة.
7- القرارات ما زالت مشتركة
عندما تلاحظين أنكما تتخذان قراراتكما اليومية أو المصيرية من دون كثير من النقاش أو الخلاف، فهذه من إشارات تدل أن علاقتكما ما زالت قوية. الانسجام العقلي والنفسي لا يحتاج أحيانًا إلى حوار مطول. أكّد الباحث جون غوتمان، المختصّ في العلاقات الزوجية، أن الأزواج المتناغمين قادرون على “قراءة بعضهم البعض” والتصرف بناء على ما يعرفه كل طرف عن الآخر من دون الحاجة للتفصيل.
العلاقات العاطفية لا تُقاس فقط بالكلام. بل أحيانًا الصمت يكون أبلغ من آلاف الكلمات. هناك الكثير من إشارات تدل أن علاقتكما ما زالت قوية حتى وإن غابت العبارات أو الحوارات اليومية. النظرات، والأمان، والحضور، والاهتمام الصامت، كلها شواهد تدلّ على استمرار الحب وعمق الترابط. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ أنّ المبادرة لا تضعفك بل تقوّي أساس علاقتكما.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الصمت في العلاقات لا يجب أن يُقلق المرأة أو يدفعها إلى الشك والتفسير السلبي، ما دامت هناك إشارات تدل أن علاقتكما ما زالت قوية وتظهر بوضوح في التصرفات اليومية، مهما بدت بسيطة. فالحب الناضج لا يعتمد دائمًا على الكلمات الرنانة أو الإطراءات المتكررة. بل يعيش ويتجذّر في السلوكيات الصغيرة التي تعكس عمق الارتباط والتفاهم. أن يقدّم لكِ كوبًا من الماء من دون أن تطلبي، أن يلاحظ تعبك بدون أن تشتكي، أن يشاركك قراراتك بصمت لكن بثقة. جميعها دلائل على أن الصمت بينكما ليس فراغًا، بل مساحة للراحة والثقة والاتساع العاطفي. تقدير هذه اللغة الصامتة، وفهم أن الحب أحيانًا لا يحتاج لصوت، هو ما يحمي العلاقة من التآكل ويمنحها أفقًا جديدًا من النضج والسلام.