في قلب كل منزل دافئ، يقف الأب قدوةً لأطفاله. كلّ حركة يقوم بها، وكلّ كلمة ينطق بها، تزرع في نفوسهم قيمًا وسلوكيّات ترافقهم مدى الحياة. لذلك، لا يقتصر دور الأب على تقديم الحماية والرزق، بل يتعداه إلى تقديم نموذج محترم لعلاقة صحية مع الأم.
حين يُظهر الأب حبّه واهتمامه بالأم، يتعلّم الأطفال تلقائيًا احترام المرأة، وتقدير الجهد، والتعبير عن المشاعر بشكل صحي. لذا، من المهم أن يعكس الأب هذه القيم بسلوكه اليومي، خاصّةً أمام أطفاله.
الاحترام في الحوار
يتحدّث الأب مع الأم بهدوء، حتى أثناء الخلاف. يتجنّب رفع صوته أو استخدام نبرة هجومية. هذا الموقف يُعلّم الأطفال أن الخلاف لا يعني الإهانة، بل يمكن حله باحترام.

مثال عملي: بدلًا من الصراخ، يقول الأب: “دعينا نكمل حديثنا بهدوء لاحقًا”.
التقدير العلني
يشكر الأب زوجته أمام الأولاد، خصوصًا بعد تحضير الطعام أو أداء مهام منزلية. هذه العبارات البسيطة، مثل “تسلم إيدِك”، تخلق بيئة إيجابية وتُعلّم الأطفال ثقافة الشكر.
مثال عملي: “الأكل اليوم لذيذ جدًا، شكرًا لأنكِ تعبتِ فيه”.
المساندة الحقيقية
يشارك الأب في المهام المنزلية مثل ترتيب السفرة أو الاهتمام بالأطفال. بهذه المشاركة، يفهم الأطفال أن البيت مسؤولية مشتركة، لا تقع على الأم وحدها.
مثال عملي: يجلس الأب مع الطفل حتى تنتهي الأم من مشاويرها.
إظهار الاهتمام اليومي
يسأل الأب الأم عن يومها، ثم يُظهر اهتمامه بصحتها النفسية والجسدية. بعد ذلك، يُنمّي هذا السلوك حسّ التعاطف عند الأطفال، كما يُعلّمهم التواصل العاطفي بطريقة مباشرة.
مثال عملي: إذا كانت الأم متعبة، يقول الأب: “ارتاحي، سأتولى مهمة متابعة المذاكرة اليوم”.
التشجيع والدعم
يدعم الأب شغف الأم أو هواياتها، وبعد ذلك يُظهر فخره بإنجازاتها. وبهذا يتعلّم الأطفال أن الدعم العاطفي داخل الأسرة مهم جدًا.
مثال عملي: “أنا فخور بكِ لأنكِ أنهيتِ الكورس الذي تحبينه”.
الاعتذار عند الخطأ
يعترف الأب بخطئه ويعتذر ببساطة. هذا الفعل يُعلّم الأبناء أن الاعتذار لا يُقلّل من مكانة الإنسان، بل يعكس قوّته ونضجه.
مثال عملي: “آسف، كنتُ منفعلًا ولم أقصد كلامي”.
التعبير عن الحب
يُظهر الأب حبّه للأم بأفعال وكلمات واضحة. بعد ذلك، لا يكتفي بالتصرفات الصامتة، بل يقول “أحبك”، وأيضًا يُقدّم لها شيئًا بسيطًا يدلّ على التقدير.
مثال عملي: يُحضّر لها فنجان قهوة ويقول: “أحبك” أمام الأبناء.
حين يلتزم الأب بهذه التصرفات السبعة، فإنه أوّلًا يزرع الاحترام والحب داخل العلاقة الزوجية، ثم يُنشئ جيلًا يرى في العلاقات الإنسانية قيمة عالية، وأخيرًا يُعلّم أبناءه تقدير الشريك والمشاركة الحقيقية. لذلك، يترك كل تصرّف يقوم به أمام الأبناء أثرًا عميقًا ودائمًا لا يُنسى. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ كيف نعلّم أولادنا من علاقتنا معنى الاحترام؟