تنشغل الأمهات والآباء بتوفير الأفضل لأطفالهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتغذية. يعتقد كثيرون أنّ اتباع العادات الغذائية الشائعة يعني صحة جيدة للأطفال، وتفاديًا لمواجهة أمراض الأطفال الشائعة. لكنّ العلم يكشف حقائق مدهشة قد تغيّر المفاهيم المتوارثة.
ولأن التغذية في الطفولة تبني أساسًا صحيًا طويل الأمد، يجب أن نُدرك بعض المفاتيح الأساسية لتغذية الأطفال بشكل أفضل. في هذا المقال، نسلّط الضوء على 5 حقائق علمية تُعتبر ضرورية لكل والد ووالدة، ونشرحها بلغة واضحة مع تقديم نصائح عملية.
1- الحليب الزائد يسبّب فقر دم
يعتمد بعض الأهل على الحليب كمصدر غذائي أساسي، معتقدين أنّه صحي بأي كمية. لكن الحقيقة أنّ تناول الطفل لأكثر من 500 مل يوميًا قد يقلّل امتصاص الحديد، ما يرفع خطر الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، خصوصًا في عمر الطفولة المبكرة. لذلك، من الضروري موازنة الحليب مع أغذية غنية بالحديد كالعدس واللحوم الحمراء والسبانخ.

2- الأطفال يولدون بحسّ تفضيل للحلو لا للمالح
يفضّل الرضيع الطعم الحلو بشكل طبيعي، وذلك بسبب طبيعة حليب الأم. أما الميل نحو الأطعمة المالحة أو المصنعة، فهو أمر مكتسب من البيئة. لذا، عند تقديم رقائق البطاطا والمأكولات المالحة باكرًا، يبدأ الطفل في تكوين أنماط غذائية غير صحية تدوم معه طويلًا.
3- نمو الدماغ يبلغ ذروته خلال أول خمس سنوات
يحتاج دماغ الطفل إلى تغذية خاصة في السنوات الخمس الأولى، إذ تحدث 90% من تطور الدماغ خلالها. تساعد أحماض أوميغا 3 (وخاصة DHA)، والدهون الصحية، والكولين، في دعم الذاكرة، والسلوك، والتعلّم. لذلك، احرصي على إدخال البيض، والسمك، والمكسرات ضمن نظامه الغذائي.
4- السكّر المخبّأ موجود حتى في “الوجبات الصحية”
قد يكون تسويق المنتجات الغذائية المخصّصة للأطفالخادعًا. مثلًا، الزبادي المنكّه، ألواح الحبوب، أو العصائر الجاهزة، تحتوي غالبًا كميات من السكر تفوق الموجودة في قطعة حلوى! هذا النوع من السكر يسبب تقلبات مزاجية وفرط نشاط، بل ويؤثر على التمثيل الغذائي. لذا، اقرئي الملصقات بدقة وفضّلي الفواكه الكاملة والوجبات الطبيعية.
5- مخزون الفيتامينات عند الأطفال أقلّ من البالغين
لا يخزّن جسم الطفل الفيتامينات بكفاءة، خصوصًا الفيتامينات الذائبة في الماء كفيتامين C ومجموعة B. ولهذا السبب، يحتاج الطفل إلى مصادر غذائية يومية ومتنوعة لتعويض النقص المستمر. احرصي على التنويع بين الخضار، والفواكه، والحبوب الكاملة لضمان تزويده بكافة الفيتامينات.
في النهاية، لا يكفي إطعام الطفل، بل يجب أن نفكر في “ماذا” نطعمه و”لماذا”. الفهم العميق لاحتياجاته الغذائية يحميه من المشاكل الصحية، ويمنحه بداية قوية نحو حياة أفضل. تابعي دائمًا مصادر علمية موثوقة، وراجعي مختصّ تغذية عند الحاجة، لأنّ صحة طفلك تبدأ من طبق طعامه. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن مشروب شائع يهدد حياة طفلكِ.. والأطباء يحذّرون بشدّة!