لما ياسين لما ياسين 11-11-2025

يُثير غثيان الحمل و جنس الجنين فضول كلّ امرأة حامل تقريبًا، خصوصًا في الأشهر الأولى من الحمل حين تبدأ التغيّرات الهرمونية بإحداث اضطرابات في الجسم. يتكرّر السؤال كثيرًا: هل يمكن أن يدلّ الغثيان الشديد على أنّ الجنين أنثى؟ وهل يخفّ عند الحمل بولد؟ تختلف الآراء، وتتعدّد النظريات الشعبية. لكنّ العلم له رأي مختلف يعتمد على بيانات وتحاليل هرمونية دقيقة.

ias

وفي هذا المقال، سنتناول هذا الموضوع بخطوات واضحة. أوّلًا، سنشرح العلاقة الهرمونية بين الغثيان والحمل. ثانيًا، سنعرض النظريات التي تربط الغثيان بجنس الجنين. ثالثًا، سنوضح ما أثبتته الأبحاث العلمية حول هذه الفكرة. رابعًا، سنتطرّق إلى عوامل أخرى تؤثّر في شدّة الغثيان. وأخيرًا، سنختم بتوضيح موقفي المهني حول مدى دقّة هذه المعتقدات المنتشرة.

العلاقة بين الغثيان والتغيّرات الهرمونية

يحدث غثيان الحمل و جنس الجنين في الأسابيع الأولى عادة بسبب ارتفاع مستوى هرمون “موجهة الغدد التناسلية المشيمية” (hCG). يزيد هذا الهرمون بسرعة بعد انغراس الجنين في الرحم. ومع ارتفاعه، تشعر المرأة بالغثيان، خصوصًا في الصباح. ويُعتقد أنّ هذا الهرمون يؤدّي دورًا أساسيًّا في تهيئة الجسم لاستمرار الحمل وتثبيت الجنين.

تُظهر الدراسات أنّ النساء اللواتي يعانين من غثيان شديد لديهنّ غالبًا مستويات أعلى من هذا الهرمون. مثلًا، دراسة نُشرت في مجلة The New England Journal of Medicine أوضحت أنّ ارتفاع hCG يرتبط مباشرة بزيادة الغثيان، وليس بجنس الجنين. ومع ذلك، لوحظ أنّ الحوامل بتوأم أو اللواتي يحملن جنينًا أنثى يمتلكن عادة نسبًا أعلى من هذا الهرمون، ما قد يفسّر شدة الغثيان لديهنّ أحيانًا.

إضافةً إلى ذلك، تتسبّب زيادة هرمون الإستروجين في اضطراب الجهاز الهضمي وتأخّر إفراغ المعدة. وبالتالي، يتفاقم الشعور بالغثيان. لذلك، يمكن القول إنّ الغثيان ينتج عن تفاعل هرموني معقّد وليس فقط عن جنس الجنين. ومع ذلك، تبقى هذه الهرمونات أحد الأسباب التي تُغذّي الأسطورة القديمة القائلة بأنّ الغثيان الشديد يعني فتاة.

النظريات الشعبية حول الغثيان وجنس الجنين

تؤمن كثير من النساء بأنّ غثيان الحمل و جنس الجنين مرتبطان بشكلٍ مباشر. فالشائعة الأشهر تقول إنّ الغثيان الشديد في الصباح يعني أنّ الجنين أنثى، بينما يُشير الغثيان الخفيف أو المعدوم إلى أنّه ذكر. تنتشر هذه الفكرة في ثقافات مختلفة، من العالم العربي إلى أوروبا وآسيا.

يُقال مثلًا إنّ الأنثى تُفرز هرمونات تجعل الأم أكثر تعبًا وحساسية، بينما الذكر يمنحها نشاطًا أكبر. تُضيف بعض الجدّات أنّ المرأة التي تشتهي الأطعمة المالحة تحمل بولد، أمّا التي تميل إلى الحلو فغالبًا تحمل ببنت. ومع أنّ هذه القصص تثير الفضول وتخلق جوًّا من الحماس بين الأهل، إلّا أنّها تفتقر إلى الدليل العلمي.

في المقابل، تُظهر بعض الإحصاءات غير الأكاديمية أنّ الغثيان الشديد قد يظهر بنسبة أكبر عند الحوامل بالإناث. ومع ذلك، تبقى هذه الملاحظات غير كافية لتأكيد علاقة سببية. فلا يمكن الاعتماد على الأعراض فقط لتحديد الجنس قبل السونار، لأنّ الغثيان يتأثّر بعدة عوامل أخرى مثل الوراثة، والنظام الغذائي، ووجود تاريخ من الغثيان في الأحمال السابقة.

ما الذي تقوله الدراسات العلمية الحديثة؟

تؤكّد الدراسات الحديثة أنّ غثيان الحمل و جنس الجنين لا يرتبطان ارتباطًا مباشرًا. في عام 2017، نشرت Cleveland Clinic بحثًا واسعًا شمل أكثر من 2000 حال حمل، ولم تُظهر النتائج أي علاقة ثابتة بين شدة الغثيان وجنس المولود.

وفي دراسة أخرى منشورة في The Lancet، لاحظ العلماء أنّ الغثيان الشديد (المعروف طبيًا باسم Hyperemesis Gravidarum) قد يظهر في حالات الحمل بأنثى بنسبة أعلى قليلًا، ولكن الفرق لم يكن كافيًا من الناحية الإحصائية لإثبات علاقة مؤكّدة. أي أنّ الاحتمال قائم، ولكن ليس ثابتًا عند كل النساء.

إضافةً إلى ذلك، أشار باحثو Mayo Clinic إلى أنّ نوع الجنين لا يُغيّر فيزيولوجيا الغثيان، بل إنّ التغيّرات الهرمونية الفردية، والعوامل الجينية، والاستجابة العصبية في الدماغ، هي التي تحدّد شدّته. لذلك، لا يمكن اعتبار الغثيان وسيلة لتخمين نوع الجنين، لأنّه يتأثّر بعوامل متعدّدة لا علاقة لها بالجنس.

العوامل التي تزيد أو تخفّف من الغثيان

تؤكّد الأبحاث أنّ عدّة عوامل تُؤثّر في شدّة غثيان الحمل و جنس الجنين. أوّلًا، يؤثّر العامل الوراثي بشكل واضح، إذ تميل النساء اللواتي عانين من غثيان حادّ في الحمل السابق إلى تكراره في الأحمال التالية. ثانيًا، يؤدّي نمط التغذية دورًا أساسيًّا، فالحميات الغنية بالدهون المشبعة أو المنخفضة بالبروتين قد تُضاعف العوارض.

ثالثًا، يُسهم التوتر النفسي وقلة النوم في زيادة الغثيان، لأنّهما يُنشّطان الجهاز العصبي السمبثاوي ويُبطئان الهضم. ورابعًا، قد يزيد التدخين أو التعرّض للروائح القوية من سوء الحالة. لذلك، يُنصح بتناول وجبات صغيرة متكرّرة، وشرب الماء بانتظام، وتجنّب الأطعمة الدسمة، والحفاظ على الراحة قدر الإمكان.

من جهة أخرى، أظهرت دراسة في American Journal of Obstetrics and Gynecology أنّ تناول فيتامين B6 والمكملات التي تحتوي الزنجبيل يخفّف من شدّة الغثيان لدى معظم النساء. كما يمكن للطبيب أن يصف أدوية آمنة في الحالات الحادّة التي تمنع الحامل من الأكل أو الشرب بشكل كافٍ. كلّ هذه الإجراءات تساعد في السيطرة على العوارض، بغضّ النظر عن جنس الجنين.

متى يصبح الغثيان خطرًا ويحتاج تدخلًا طبيًا؟

رغم أنّ غثيان الحمل و جنس الجنين يُعتبران طبيعيين في المراحل الأولى، إلّا أنّ الغثيان المفرط قد يتحوّل إلى حال طبية خطيرة تُعرف بـ”القيء الحملي المفرط” (Hyperemesis Gravidarum). تظهر هذه الحال عندما تعجز الحامل عن الاحتفاظ بالطعام أو الماء، ما يسبّب الجفاف ونقص المعادن.

في هذه الحالة، يجب مراجعة الطبيب فورًا، لأنّ استمرار القيء قد يؤدّي إلى خلل في الأملاح وانخفاض الوزن، ويحتاج أحيانًا إلى علاج وريدي. من المهم التفريق بين الغثيان العادي والغثيان الحادّ، لأنّ الأخير لا يدلّ بالضرورة على جنس الجنين. بل على استجابة الجسم المفرطة للهرمونات.

كما يجب التنويه إلى أنّ الغثيان لا يُعتبر مؤشرًا على سلامة الحمل أو خطورته. فبعض النساء لا يشعرن بأي غثيان ويُنجبن أطفالًا أصحاء تمامًا. لذلك، لا ينبغي تفسير العوارض على أنّها دليل قاطع على جنس المولود أو حال الجنين. العلم لا يزال يُظهر أنّ السونار هو الوسيلة الوحيدة الدقيقة لتحديد الجنس.

الخلاصة

في النهاية، يمكن القول إنّ العلاقة بين غثيان الحمل و جنس الجنين ليست حتمية كما يعتقد البعض. فالعلم يؤكّد أنّ الغثيان ناتج عن تغيّرات هرمونية وجينية ونفسية أكثر منها متعلّقة بجنس الجنين. لذلك، لا يمكن الاعتماد عليه كأداة للتخمين قبل السونار. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ متى يبدأ مفعول حبوب منع الحمل؟

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أجد أنّ الغثيان ليس سوى ردّ فعل طبيعي لجسد المرأة الذي يتأقلم مع حياة جديدة داخله. قد تختلف شدّته من حملٍ إلى آخر، لكنّه لا يفضح نوع الجنين إطلاقًا. لذلك، أنصح كلّ أمّ بأن تتعامل مع هذه المرحلة بهدوء، وأن تستمتع بتجربتها بدلًا من البحث عن إشارات خفية. فالأمومة أجمل من أيّ تخمين، والعلم دائمًا أوثق من الموروث الشعبي.

الحمل الحمل الآمن الغثيان جنس الجنين نصائح حمل نصائح للحامل نوع الجنين

مقالات ذات صلة

تحليل سلبي للحمل
مشاكل الحمل ماجتني الدوره ومافي اعراض حمل​: إليكِ أسباب تأخر الدورة الشهرية!
كل ما تريدين معرفته
امرأة في شهور الحمل الأخيرة
صحة الحامل هل تقل حركة الجنين في الشهر التاسع​: إليكِ ما ترغبين في معرفته!
لن تقلقي بعد اليوم
امرأة عند الطبيبة النسائية
اعراض الحمل اعراض الحمل الاسبوع الثاني: ستتمكنين من اكتشافها بسهولة!
أعراض أوّلية
امرأة حامل تمشي
رشاقة الحامل المشي في الاسبوع 33 من الحمل: إليكِ فوائده الصحية لكِ ولجنينكِ!
كل ما ترغبين في معرفته
امرأة حامل تبكي
صحة الحامل هل البكاء يؤثر على الجنين​: دراسات جديدة تحسم الأمر!
ما أثبتته الدراسات
تأخر التبويض
التبويض التبويض المتأخر متى يبان الحمل​
كل ما تريدين معرفته
ألم المبايض من أعراض الحمل
الصحة لا تتجاهلي هذا الشعور: ألم المبايض من أعراض الحمل أم إنذار مبكر لخطر آخر؟
الإجابة العلمية الدقيقة..
صورة بالموجات فوق الصوتية للجنين
صحة الحامل هل يتحرك الجنين في الشهر الثاني​: إليكِ الإجابة الدّقيقة بحسب الدّراسات!
تطوّرات حملكِ الشهريّة
امرأة تعاني من غثيان الحمل
اعراض الحمل ماهى اعراض اول يوم حمل​: تابعي رحلة حملك من الأيام الأولى!
كل ما ترغبين في معرفته
امرأة حامل تنظر إلى بطنها
الأسبوع الخامس عشر هل يتحرك الجنين في الأسبوع 15​: معلومات تعرفينها لأوّل مرّة!
تطورات الحمل الأسبوعية
امرأة تشرح للطبيبة ألم المعدة
اعراض الحمل هل الم المعدة من اعراض الحمل​: إليكِ الأعراض الأقلّ شيوعًا للحمل!
أعراض الحمل الأقلّ شيوعًا
امرأة حامل تحمل مكمل اوميغا 3
صحة الحامل متى يؤخذ اوميغا 3 للحامل​: عنصر يُظهر قوّته في تحصين جنينكِ!
اليك التفاصيل

تابعينا على