تزداد الدراسات التي تبحث في علاقة الأطفال بالطعام وكيفية بناء عادات غذائية صحية منذ الصغر. ووسط هذه الأبحاث، برزت دراسة جديدة كشفت أن مشاركة الأطفال في الطهي مع الأهل لا تخلق فقط لحظات عائلية جميلة. بل تُسهم في تكوين وعي غذائي راسخ يدوم مدى الحياة.
في هذا الإطار، تؤكد النتائج أن إشراك الطفل في إعداد الطعام يجعله يتعرّف على مكونات الوجبات، ويميّز بين الخيارات المفيدة والضارة. ومن هنا، يتحوّل المطبخ إلى مساحة تعليمية غير تقليدية، تزرع لدى الطفل قيم التعاون والمسؤولية، إلى جانب اهتمامه بصحته. الأمر الذي يبرز اهمية الغذاء الصحي لزيادة طاقتكِ وتحسين رشاقتكِ بسرعة.
الطهي العائلي يزرع حبّ الأكل الصحي
يبدأ الوعي الغذائي عند الطفل عندما يرى الطعام من مصدره الطبيعي، ويشارك في تحويله إلى وجبة متكاملة. عندما يقطّع الخضار، أو يخلط المكوّنات، يفهم الطفل العلاقة بين الأطعمة الطازجة وصحة جسده. كما يزداد ميله إلى تذوّق الخضار والفواكه التي شارك في تحضيرها. ومن خلال هذه التجربة العملية، يتعلّم الطفل الفرق بين الوجبات المنزلية الغنية بالعناصر المفيدة والأطعمة الجاهزة التي تفتقر إلى الفائدة.
العائلة نموذج للتوازن والمسؤولية
يقلّد الطفل سلوك أهله أكثر مما يسمع توجيهاتهم. وعندما يلاحظ اهتمامهم بتحضير وجبات صحية، يبدأ بتبنّي هذه القيم من دون جهد. فالعائلة التي تطهو معًا تبني علاقة إيجابية مع الطعام، وتخلق بيئة تُشجّع على تناول وجبات متنوّعة ومغذّية. كما تساهم المشاركة في تعليم الطفل التخطيط للوجبات، واحترام المكونات، وتجنّب الهدر الغذائي، ما يعزّز حسّ المسؤولية والانضباط.
الطهي وسيلة للتربية وليس فقط للتغذية
يتجاوز تأثير الطهي المشترك حدود الغذاء. إذ يطوّر الطفل من خلاله مهارات التركيز، والتنظيم، والابتكار. كما يتعلّم مبادئ الحساب والقياس أثناء تحضير الوصفات. وتُظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يشاركون في الطبخ يتمتّعون بثقة أكبر في اختيار طعامهم، ويميلون لاحقًا إلى اتباع أنماط غذائية متوازنة.
الخلاصة
إن إشراك الأطفال في إعداد الطعام يشكّل خطوة بسيطة لكنها فعّالة لبناء جيل أكثر وعيًا بصحته. فحين تتحوّل المائدة إلى مساحة للتعلّم والحوار، يكتسب الطفل معرفة غذائية وسلوكًا إيجابيًا يرافقانه مدى الحياة. لذلك، من المفيد أن تفتح كل عائلة مطبخها لأطفالها، لتمنحهم فرصة التعرّف إلى غذائهم، وحبّ العناية بأجسادهم منذ الصغر. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ أنّ شرب الحليب البارد يخفّف عصبية الأطفال بفعالية مدهشة.
