متلازمة نقل الدم الجنيني أو متلازمة نقل الدم بين التوأم، هي حالة طبيّة نادرة ويقتصر حدوثها على حالات الحمل بتوأم متطابق أو أحادي المشيمة.
وتتأتى متلازمة نقل الدم الجنيني عن اختلال توازن الأوعية الدموية للمشيمة الموحّدة التي تربط بين التوأم، فيحصل أحدهما (أي التوأم المتلقي) على كمية زائدة من الدم فيما يكتفي الآخر (أيّ التوأم المعطي) بكمية ضئيلة منه.

ونتيجةَ هذا التدفق غير المتساوي للدم والعناصر الغذائية، ينمو التوأم المعطي بوتيرة أقل من شقيقه ويُولد شاحب اللون مصاباً بالجفاف وفقر الدم أو الأنيميا. أما التوأم المتلقي، فينمو، في طبيعية الأحوال، بوتيرة زائدة عن حدّها. ولا يمكن لكمية السوائل الإضافية حوله إلا أنّ تُجهد قلبه الصغير وتُعرّضه لخطر الفشل القلبي عند الولادة.
وفي الإجمال، تحدث متلازمة نقل الدم الجنيني بين الأسبوعين السادس عشر والخامس والعشرين من الحمل، أي حين تكون المشيمة في ذروة نموّها، أو بعد الأسبوع الثلاثين. وفي هذه المرحلة، تكون المتلازمة نتيجة تعرّض المشيمة لجلطة خطيرة. وفي كلَ حالة من هذه الحالات، تُعتبر متلازمة نقل الدم الجنيني مرضاً خطيراً، وإهماله أو إهمال علاجه قد يُكلّف حياة التوأم.
ولحسن الحظّ أنّ أكثرية العلاجات المتوفرة، من بزل السلى الأمنيوسي المتكرر وفغر الغشاء بين الجنينين أثناء الحمل، والعلاجات اللاحقة بعد الولادة، فعالة بنسبة 90% وقادرة على إنقاذ حياة الصغيرين.
ولأنّ تشخيص متلازمة نقل الدم الجيني يتمّ بواسطة التصوير بالموجات فوق الصوتية، من الأفضل لكلّ حامل بتوأم أحادي المشيمة الخضوع لجلسات تصوير متكررة، لغاية الكشف المبكر عن أيّ خلل في المشيمة وبالتالي التدخل المبكر لعلاجه وتلافي مضاعفاته.
اقرأي أيضاً: الحمل بتوأم لا يعني أبداً ولادة قيصرية!