تخشى المرأة منّا خسارة الرّجل الذي أحبّته من كلّ قلبها واختارته لها شريكاً. وهذه الخشية تتحوّل إلى خوف شديد يؤثر سلباً في ذهنها ويُعرقل قدرتها على التفكير بشكلٍ سوي وواضح. والأسوأ من ذلك، أنه يتملّكها ويدفعها إلى الغوص عميقاً في التحليل والتدقيق في تفاصيل الأمور والتصرفات التي ربما أخطأت بها، في محاولةٍ يائسةٍ منها لإعادة علاقتها الزوجيّة إلى ما كانت عليه…
فأين يكمن الخطأ في مثل هذا التصرّف وما الذي لا ينبغي فعله عند محاولة استرجاع الزوج؟
بادئ ذي بدء، عليكِ أن تفهمي سيّدتي أنّ الذّنب ليس ذنبكِ في الحب، ما لم تكوني قد اقترفتِ "خطأً" حقيقياً معاذ الله… فالحب لا يكون ولا يكتمل إلا بوجود طرفين. وعندما لا يكون أحد الطرفين متجاوباً مع الآخر، يكون الخطأ في محاولة استرجاعه بهذه التّصرفين:
- الابتزاز العاطفيّ
إن تسعين لأن تبرهني لـزوجكِ الذي لم يعد يُريدك أنّكِ الوحيدة القادرة على إسعاده وألا أحد في العالم يُحبّه ويُقدّره ويصونه ويهتم به بقدرك. فأنتِ مخطئة. لماذا؟
لنعتبر أنكِ وشريككِ هذه المعادلة الحسابية البسيطة: أ = ب
في علاقة زواجٍ طبيعيّة، أ (أيّ أنتِ) وب (أيّ زوجكِ) يُقدّران بالتساوي الرابط الذي يجمع بينهما، الأمر الذي يُتيح لهما الاستمرار معاً. ومتى تغيّرت المعادلة وباتت أ تُقدر الرابط الزوجي أكثر من ب، يختفي كل أثر للتوازن بينهما.
بكلامٍ آخر، إن قابلتِ إهمال زوجكِ وعدم اهتمامه بإرسال الرسائل الخطيّة له في كلّ الأوقات أو بتقديم الهدايا أو بإعداد عشاء رومنسيّ لكليكما، فقد يكون لتصرفاتكِ هذه تأثير معاكس لرغباتك! المبادرات التي لا تنال أي شعور بالامتنان ولا تُبادل بأي رغبة في القيام بالمثل، أقلعي عنها! الاهتمام إن لم يكن متبادلاً، يقتل كلّ أمل بوجود علاقة..
- تكرار كلمة "أحبك"
لا تُكرري على مسمع شريككِ ومن دون تفكير كم أنكِ تحبينه وتحتاجين وجوده في حياتك. بل إحرصي على أن تُبيّني له تقديرك للأمور التي يقوم بها لأجلكِ وللأوقات التي تقضيانها سوياً.
وفي حال لم تنفع هذه الطرق مع شريكك، ولا حظتِ بأنّه يبتعد عنكِ أكثر فأكثر، حاولي قدر الإمكان:
- الاسترخاء
صحيح أن قول الكلمة أسهل من تطبيقها، ولكن عليكِ المحاولة. فالهوس بالشخص الآخر واستثمار الكثير من الوقت والطاقة لاسترجاعه هو أكبر مضيعة للوقت.
دعي الأمور على سجيّتها وحاولي أن تسترخي حتى لا تزيدي الطين بلة وتتسببي بإرهاق زوجكِ، فيملّ منكِ ويقرّر الابتعاد عنك للأبد. شعوركِ نحوه ورغبتك الكبيرة في إسعاده معلومان عنده، امنحيه المجال والوقت ليُفكّر. وإن عاد إليكِ فهو لكِ للأبد وإن لم يعد فلم يكن لك أبداً!
- عدم التوقّف عن حبّ ذاتك
في ظل هذه المعمة، ومن شدة خوفكِ على خسارة زوجكِ، تفقدين كل رغبة في استكمال حياتكِ الطبيعية وتتوقفين أحياناً كثيرة عن الاستحمام والاهتمام بنفسك. صدّقي، لاشيء ولا أحد في الوجود يستحقّ منكِ إهمال نفسك. هذه النفس الجملية والمستقلة والسعيدة والمليئة بالطاقة التي كنتِ تتميزين بها.
أحبي نفسكِ. فهي التي ستدوم لك دائماً وهي التي بإمكانها أن تُعيد زوجكِ إليك. نعم، هذا صحيح. يميل الرجل إلى المرأة التي تحبّ نفسها وتعرف كيف تُعطيها الأولوية!!
اقرأي أيضاً: اسباب اهمال الزوج لزوجته!